اخر الاخبار

شكل شمران الياسري بوصفه اعلاميا ملتزما ظاهرة لم تك معروفة قبل ظهوره.  كانت الاذاعة وجوده التاثيري الاول لدى الطبقة الكادحة، التي كانت تجد في صراحته ونقده اللاذع متنفسا مهما تعبر من خلاله عن كراهياتها للسلطات القامعة، ولانه ينتمي الى ذات الطبقة المغلوبة علي امرها، استطاع ان يغوص عميقا مُظهرا جوهر الصراع بين الفلاح والاقطاع ومديات دعم الحكومات للقوى الاقطاعية التي اصابت الفلاح العراقي باضرار فادحة، دفعت به الى ترك الارض والهجرة الى العاصمة التي حولته الى اجير مهان لايكترث له احد.

كانت الشاكرية والميزرة والعاصمة واطراف الوشاش محارن اولئك الذين دافع عنهم شمران الياسري بصدق الانتماء، وحين توقف برنامجه شعر الفقراء بخيبة الامل. اذ حدث فراغ مدو وحاولت السلطة القمعية في ما بعد سد هذا الفراغ بشبائه مزورة نتذكر منهم  علي الاطرش و طالب الفراتي.. ومع توقف الياسري عن الاذاعة انتقل الى الصحافة المكتوبة ليظل عموده الاهم والاكثر متابعة.

 والاهم من كل هذا استطاع شمران الياسري تحطيم السردية العراقية التي كانت تصر على الكتابة باللغة العربية الفصحي، فقدم رباعية كبيرة دون من خلالها تاريخ الاقطاع والارض والفلاح..

لكن الياسري برغم نضاله وشهرته الواسعة ظل طي النسيان كتابيا اذ لم يتقدم احد لطبع اعمدته التاريخية المهمة في كتاب او اكثر لتكون سجلا تاريخيا مهما..  رحم الله الاستاذ والمعلم والسارد الفذ الذي علمنا ان بيوت الفقراء والمعدمين هي اعظم كنوز للحكايات، ومنها يستمد الزمن وجوده، ومن بين آهاتها تشرق دائما شمس الحرية والجمال والابداع.

ـــــــــــــــــــــــــ

*مقالة قديمة للكاتب لم نتمكن من تحديد تاريخ نشرها.

عرض مقالات: