اخر الاخبار

في الرابع عشر من شباط من كل عام يتم تذكر اليوم المشؤوم الذي اعدم فيه قادة الحزب الشيوعي العراقي الأماجد, مؤسس وقائد الحزب الرفيق الخالد يوسف سلمان يوسف (فهد) والرفيقان البطلان زكي محمد بسيم (حازم) وحسين محمد الشبيبي (صارم) حيث تم اعدامهم من قبل النظام الملكي المتواطئ مع الاستعمار البريطاني يوم 14 - 15 شباط عام 1949, وكان اعدامهم لكونهم من المدافعين عن مصالح الشعب العراقي المشروعة في السيادة الوطنية والاستقلال وتحقيق الديمقراطية والدفاع عن مصالح العمال والفلاحين والكادحين، وكل فئات المجتمع العراقي وحقهم في الحياة الحرة الكريمة. وفي كل عام وفي الرابع عشر من شباط يتذكر العراقيون المخلصون والوطنيون هذا اليوم الذي اعتبر رمزا للشهادة والتضحية من اجل الوطن والشعب والمبادئ.

ومنذ تأسيس الحزب الشيوعي  العراقي في 31 آذار 1934، نتيجة لتطور نضال شعبنا العراقي وحركته الوطنية والديمقراطية, والى اليوم والحزب يقدم العديد من الشهداء الشيوعيين المناضلين من اجل الوطن الحر والشعب السعيد، وقد سقط العديد من الشهداء من الشيوعيين واصدقائهم والعديد من الوطنيين المخلصين في ساحات الاحتجاج في بغداد والمحافظات بيد السلطة الغاشمة، وكل ذنبهم انهم يطالبون بتوفير فرص العمل وتحسين مستوى المعيشة ومكافحة الفساد المستشري، وتقديم قتلة المتظاهرين السلميين للعدالة.. وكان آخر اعتداء على الشيوعيين، من قبل خفافيش الظلام، فجر يوم الجمعة الخامس من شباط  2021 على مقر الحزب الشيوعي العراقي في محافظة النجف، مستهدفين خيمة الشعب ومهد الثائرين. وطيلة تاريخ الحزب الشيوعي العراقيين وما قدمه من تضحيات غدا مثالا يقتدى به في الشجاعة والصمود والتضحية ونكران الذات واصبح يوصف بـ(أصحاب الأيادي البيضاء) وبـ(المثقفين), وقد ضحى الشيوعيون بأنفسهم من اجل انارة الدرب للآخرين من اجل حياة حرة كريمة وعراق مزدهر. وقد شارك الشيوعيون منذ تأسيس حزبهم عام 1934 والى اليوم في كل الانتفاضات الشعبية التي خاضتها جماهير الشعب ضد الأنظمة الرجعية والدكتاتورية ومواصلة التصدي للمتنفذين الفاسدين والمحاصصة الطائفية الاثنية المقيتة والتأكيد على الهوية الوطنية الجامعة بدلا من الهويات الفرعية. فالشيوعيون العراقيون من قادة وقاعدة يشكلون الموزاييك الطبيعي للشعب العراقي العابر للطائفية المقيتة، والتي تمارس اليوم في مفاصل الدولة المختلفة. كما لا يمكن للشعب العراقي ان ينسى تضحيات الشيوعيين في سبيل الوطن، وفي سبيل الدفاع عن مصالح الشعب العراقي, وان ينسى التاريخ المجيد للشيوعيين الذين سطروا اروع الصفحات في تاريخ العراق الحديث والحركة الشيوعية العالمية.

إن يوم الشهيد الشيوعي هو حافز لاستنهاض الهمم وان ذكرى اولئك الأبطال  الميامين حاضرة دائما في سفر النضال الطويل من اجل قضيتنا العادلة الهادفة الى تحرير الناس وانقاذهم من الفقر والعوز وشتى اشكال الاستغلال والقهر.

واليوم تشتد معاناة الناس في العراق وتزداد اوضاعهم المعيشية سوءا بفعل النهج الفاشل المتبع وضعف الحكومة وعجزها عن اداء دورها في خدمة الناس، وبسبب الصراعات الدائرة بين القوى السياسية المتنفذة حول السلطة، ومغانمها الى جانب تفشي الفساد بكل اشكاله، والذي يعتبر عاملا اساسيا في اعاقة عملية التنمية الاقتصادية الاجتماعية, الى جانب التدخل الخارجي في الشأن السيادي العراقي. ومن اجل التخلص من ذلك وتحرر العراق لا بد من التغيير الجذري في النهج الفاشل المتبع في ادارة الدولة، والتأكيد على مواصلة الحراك الجماهيري الضاغط باتجاه الاصلاح الحقيقي.

في يوم الشهيد الشيوعي العراقي, يواجه الشيوعيون اليوم مع ابناء الشعب العراقي بكافة اطيافه العديد من التحديات التي تتطلب وضع الحلول الناجحة لها بتكاتف الجميع وتتمثل بـ:

1) اجراء الاصلاح الجذري للعملية السياسية والاقتصادية لمعالجة الصراعات السياسية الطائفية والمحاصصاتية على السلطة ومعالجة الأزمات الاقتصادية البنيوية واستثمار موارد الدولة الاستثمار الأمثل لصالح الشعب والتخلص من الاقتصاد الريعي الوحيد الجانب بتفعيل القطاعات الاقتصادية الاخرى من زراعة وصناعة وسياحة وتعدين وغيرها الى جانب وضع حد لإغراق السوق العراقية بالمنتجات المستوردة المختلفة.

2) وضع حد نهائي لتداعيات الحرب ضد داعش، والعمل على اعادة المهجرين الى ديارهم بعد اعمارها وتأمين الحياة الحرة الكريمة لهم.

3) المكافحة الجادة والحقيقية للفساد بكافة اشكاله واستعادة الأموال المنهوبة وتقديم الفاسدين بمن فيهم كبارهم الى المحاكمة.

4) اعتماد مبدأ المواطنة في بناء الدولة، بعيدا عن المحاصصة والاهتمام بتقديم الخدمات للمواطنين.

5) حماية الديمقراطية في العراق وعدم تقزيمها واقامة الدولة المدنية الديمقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية.

6) المحافظة على استقلال البلد وقراره السياسي.

7) حصر السلاح بيد الدولة وتفكيك الدولة العميقة .

اضافة الى العديد من التحديات التي ينبغي مواجهتها ومساندة الجماهير للتغيير حيث ان هذه المعركة هي ليست معركة الشيوعيين وحدهم، بل انها معركة جميع القوى الوطنية التي تهمها مصلحة الشعب.

فلنجعل من مناسبة يوم الشهيد الشيوعي حافزا لأجل استنهاض الهمم وانطلاقة متجددة نحو تحقيق اهدافنا النبيلة من اجل الوطن الحر والشعب السعيد, فالشيوعيون العراقيون لم يحرقوا انفسهم من اجل مكاسب شخصية او مصالح حزبية ضيقة، وانما كانت تضحيتهم من اجل حياة افضل للعمال والفلاحين وكل شغيلة اليد والفكر، ومن اجل تعليم مجاني رصين، ومن اجل توفير الضمان الاجتماعي والصحي للعاطلين وكبار السن وغير القادرين على العمل, ومن اجل حقوق المرأة ولمواجهة الظلم وسياسات التجويع فتلك هي قضايا الشهيد الشيوعي العادلة.

فلنحيي ونمجد كل الشيوعيين الأبطال الذين احرقوا انفسهم على مر تاريخ الحزب من اجل انارة الدرب للآخرين، وكان من الشيوعيين الذين استشهدوا برصاص السلطة الغاشمة الفتى الشيوعي الشهيد فهد العلياوي وسبقه المغدور الشهيد الشيوعي الشاعر علي نجم اللامي من واسط والعديد غيرهم.