حسين وحسن هم أخوةُ لنا، عاشوا بيننا مع إخوتي وعائلتي سنوات طويلة، نحبهم كأفراد من العائلة، جمعتهم وأخواني مقاعد الدراسة والأفكار والحياة معاً، إضافة لروابط الدم والنسب.
حسين “ابو ذكرى” مواليد ١٩٤٣، عمل في إحدى الشركات الميكانيكية في الاسكندرية، والشهيد حسن “ أبو سلام” تخرج مهندسا مدنيا عمل في الطرق والجسور في بابل.
بالرغم من ولادة الشهيدين من رحم عائلة مالكة للأراضي الزراعية في قرية العمادية، ناحية القاسم، وكان جدّهم ووالدهم شيخا عشيرة الجبور، لكن الشهيدين اتجها بأفكارهما نحو اليسار وانتميا للحزب الشيوعي العراقي بوقتٍ مبكّر، ووقفا الى جانب الفلاحين والكادحين في قضاياهم ومطالبهم.
حسن أبو سلام ذلك الشيوعي الجسور، الذي لا يعرف الخوف ولا يهابه، ساعد العشرات من الشيوعيين بإيجاد أماكن آمنة لهم وقت الهجمة الشرسة على الحزب نهاية السبعينات، وهذا ما أرعب السلطات القمعية التي قامت بتصفيته بطريقة بشعة من خلال نصب كمين له ليلة عيد الحزب ٣١ آذار عام ١٩٨٠على طريق الحلة - الديوانية.
الشهيد حسين أبو ذكرى الذي عرف بطيبته، وعلاقاته الواسعة، وأخلاقه الطيبة مع الجميع، امتاز بروحه المرحة والمحبة للحياة، لكن المجرمين القتلة لا يحبون الحياة ومحبّيها، تم اعتقاله مع الآلاف من أبناء بابل الشجعان عام ١٩٩١ لمشاركته في انتفاضة آذار المجيدة ليدفن في مقابر البعث الجماعية، ولم يعثر على جسده الى اليوم.
لروحيهما السلام والسكينة والذكر الطيب.
والمجد والخلود لشهداء الحزب الشيوعي العراقي وشهداء الحركة الوطنية العراقية.