اخر الاخبار

في بلادي ما فات هو الخوف، والحاضر هو اليأس من الأمل، والقادم هو الفقر والجوع ، والخوف واليأس هو الكفر، والجوع والفقر هو اب الكفر!! والتوصيف الحقيقي الذي نتوقعه ونخشاه ان العراق يعيش حالة تحول نحو الخلف، وحالة تقدم متسارع الى الوراء، حيث رخاء التخلف الاقتصادي وازدهار الثقافة التقليدية العتيقة!!

ومن العجيب نحن نعيش ماضي الآخر القريب بينما حاضر الآخر القريب اصبح مستقبلنا ! فمن اين نبدأ ؟

الواقعية وليس الوقعية تقودنا الى البدء بإيقاف التدهور وليس بالتطور ، ربما تتوفر القدرات لكن الارادة وأصحاب الارادة غير متوفرة، والاخيرة هي ارادة انسان باني، والبناة رجال دولة لايهتمون بمعالجة مشاكل قائمة فقط بل ينشغلون بمعالجة مشاكل قادمة ايضاً .. بناة لدولة ذات نظام يجيد تأدية وظائفه الاستخراجية والتوزيعية والتنظيمية والرمزية، ويقدم اداء ايجابي مؤشراته واضحة عناوينها الامن والاستقرار والرخاء الاقتصادي والعدالة الاجتماعية وتواصل الثقة المتبادلة بين الحاكم والمحكوم.

من هم هؤلاء البناة ؟ وكيف يوصفون بانهم رجال دولة ؟

ان بوصلة فهم السياسة وتكوين رجل الدولة فكراً وممارسة ، علماً ومهنة على امتداد العصور تتمثل بفهم السلطة السياسية من حيث اصلها ومصدر شرعيتها وشكلها ووظيفتها وطرق واساليب تعاقبها وتداولها .. وقد فهمت السلطة السياسية عبر الدهور من خلال بصمات اعلام واتجاهات ومدارس وتيارات منطلقاتها اساطير وملاحم وتفسيرات ونظريات وأطاريح منها على سبيل المثال اسطورة الخلق والتكوين العراقية القديمة وفكرة الخلود المصرية القديمة والالياذة الاغريقية والانياذة الرومانية والمهايهارتا الهندية والكونفوشيوسية الصينية والخلافة والامامة الاسلامية ونظرية السيفين المسيحية واطروحة الدولة القوية الميكيافيلية ونظرية العقد الاجتماعي (هوبز – لوك – روسو) واطروحة السيادة البودانية ومبدأ الفصل ما بين السلطات (مونتسكيو) واطروحة الصراع الطبقي الماركسية ونهاية التاريخ (فوكوياما) وتصادم الحضارات (هنتجتون) وسلطة المعرفة (توفلر) ... كلها نصوص لابد ان تفهم عند من يريد ان يكون رجل دولة عراقي الهوية ليتسلح بمعرفة ويتخذ قرارات ويمارس سلوكيات ليكون حامل ثقافة التكميل لا التصفير ولثقافة الاستقالة لا الاستطالة ولثقافة التفاعل لا الانفعال مع الآخر ولثقافة التسوية لا التصفية ولثقافة التعامل لا المواجهة عند تصديه للمشاكل .. وان يقبل رجل الدولة التعددية لا الواحدية فيتعايش مع الآخر المختلف ويحسن ادارة التنوع ويخشى العمى بالاولويات ويتجنب هذر المال العام ويحارب العبث بالامن العام ويعمل من اجل مأسسة المناصب لا شخصنة المؤسسات ، ويعشق المستقبل دون ان يترفع عن الحاضر ويهجر الموروث.

بإختصار شديد ان كل ممارس للسياسة يفهم السياسة هو رجل دولة ، وان كل ممارس للسياسة لايفهم السياسة هو سياسي وليس رجل دولة.

عرض مقالات: