اخر الاخبار

الطحينية منطقة زراعية تتبع الآن من الناحية الادارية ناحية المهناوية بعد ان كانت في ستينات القرن الماضي ترتبط اداريا بناحية السنية التابعة لقضاء مركز لواء الديوانية.

الطحينية منطقة تجمع عشائري واكثرية سكانها من عشيرة آل بدير التي كان يرأسها الشيخ نذير آل محمد الذي خسر في حرب صدام المجنونة ثمانينيات القرن الماضي كل ابنائه ووقف في الصحن الحيدري لدى تشييع آخر من راح ضحية تلك الحرب المجنونة من افراد اسرته مرددا قولا شعبيا معروفا كان يستخدمه من يخسر لعبة الهويشة الشعبية

((--------)).

زراعة الطحينية وهي محصول الرز مياهها من نهر الطحينية وهو الفرع الثاني من نهر “ابو سمج” الذي يتفرع من شط الشامية شمال مدينة الصلاحية في الطحينية كانت للحزب الشيوعي العراقي منظمة حزبية وطيدة الاركان كان أحد أبرز كوادرها عام 1962 الفقيد عبد العباس عبد الكريم وكان مسؤول اللجنة الحزبية التي يقودها الرفيق الراحل شاطي والذي يعرف في بعض المناطق بالاسم جالي. وكان عضوا في لجنة ريف قضاء الشامية المرتبطة بمحليته شامية – ابي صخير، سكرتيرها – لجنة الريف – الرفيق له العمر المديد حسين عبيد ابو خبط وعضويتها تتكون من كل من عبد الواحد حاشوش، عبد زيد سيد جاسم الميالي، فاهم فرهود، وانا حيث كنت سكرتيرا لمنظمة الحزب في ناحية العباسية التي ترتبط اداريا حاليا بقضاء الكوفة.

في آخر احصائية لقوانا الحزبية اجريناها أواخر الشهر التاسع من عام 1962 قبل اعتقالي في 26/9/1962 بأسبوع واحد كان عدد الأعضاء ستمائة رفيق بالتمام والكمال منهم مائة وعشرون رفيقا في ناحية العباسية.

في الثامن من شباط 1963 كما معروف استولى الفاشست على مقاليد السلطة في العراق في انقلاب عسكري دموي أسود سيبقى عاره يلاحق كل من خطط له وكل من ساهم في تنفيذه وارتكاب ما أرتكب من مجازر وحشية وأريقت دماء زكية روت أرض العراق، شهداء كرام مازالوا حتى اللحظة الحاضرة بلا قبور.

كنت وأنا في المعتقل أعرف أن الحزب سيقاوم كل محاولة رجعية لأسقاط حكومة ثورة الرابع عشر من تموز 1958 للدفاع ليس عن شخص رئيس الوزراء بل للدفاع عن استقلال العراق وسيادته اللذين سيصبحان في مهب الريح إذا ما نجحت محاولات الرجعية المدعومة من ال سي. أي. آي. قبل أي طرف استعماري آخر في الاستيلاء على مقاليد السلطة.

وهذا ما اوضحته بشكل جلي رسالة الشهيد سلام عادل الى المنظمات الحزبية بعد وقوع الانقلاب مباشرة والمنشور في مؤلف الرفيقة ثمينة ناجي يوسف المعنون “سلام عادل” سيرة مناضل” الكتاب الثاني وفي مؤلف الكاتب عزيز سباهي المعنون ((عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراقي)).

ليلا أصدر الانقلابيون بيانهم السيء الصيت البيان رقم 13وصباح اليوم الثاني شن أمن الشامية حملة اعتقالات ضد رفاق منظمة مدينة الشامية حيث اعتقل منذ الصباح الباكر كل من حمزة علي جار الله المعروف بالاسم حمزة جنية لأنه من أسرة علوية  تلقب بالبو جنية، حمزة خطار حنين، المعلم لطيف حسن حمامي، - عضو المحلية ومسؤول منظمة مدينة الشامية، عمار حميد دخان، مسلم مهدي دنفش، ميري ديان، المعلم حمزة محمد، المعلم ايوب سبتي، المعلم كاظم خضير، المعلم مبدر حولي، المدرس عبد الله الاحمر، المدرس محمد شاكر، المدرس جودي الطائي، المعلم عبد الأمير ناصر الجميلي ، واستمرت حملة الاعتقالات ليضاف الشخصية الديمقراطية  المعروفة عبد الواحد حبيب غلام، والمعلم حسين كاظم عوض ، محمد عباس العلوان، والشقيقان احمد ومحمد سيد جاسم الميالي، والشهيد المعلم من غماس عبد علي شاكر الحلو والشاعر عبد الهادي رياح ، المعلم كريم مجيلد ، المعلم مصطفى سعيد، المعلم كاظم عيس والمعلم كاظم سلمان والسيد جعفر سيد ادريس العرداوي من جنوب الشامية و السيد مايح سيد علاج من المهناوية، والمعلمان الشقيقان من المناوية عبد الهادي وعبد المهدي الحاج عبد الحسين الراضي، والسيد محمد جنية وأبو بيان منعم جواد، سعيد عبد علي، سعيد مجي مغيض وجبار وذاح. وأخذت تصلني تباعا المعلومات عن المقاومة في عكد الاكراد ببغداد والشاكرية والكاظمية وغيرها. وبقيت لحظتها أنتظر ما تقدم عليه منظمة ريف الشامية ذات الستمائة رفيق الذين يغطون رقعة جغرافية واسعة: من مدينة الكوفة حتى قصبة الحمام التي تطل على هور الحرية قبالة مدينة القاسم التابعة للواء الحلة آنذاك ومن مدينة الكفل حتى اهوار غماس جنوب مدينة الشامية، وجاءني ما يبهج النفس ويطيب الخاطر فقد جاءني الرفيق حسين كاظم عوض الموقوف في الغرفة المجاورة للغرفة التي أنا فيها ليزف لي البشرى من أن جماهير الطحينية رفعت البيارق واحتشدت تردد الهوسات الشعبية زاحفة باتجاه مدينة الشامية.

حدثني الرفيق حمود ذهيب العلياوي عضو مكتب اللجنة القيادية في منظمة العباسية عام 1962 عندما التقيته أواخر عام 1965 في توقيف مركز شرطة النجف بعد انتهاء محكوميتي وتسفيري الى أمن النجف لأطلاق سراحي وكان معه في التوقيف على ذمة الأمن الرفاق كاظم الروازق، عبد الزهرة الصفار وابن عمتي المعلم حميد عباس متعب النعماني، حدثني عن ذلك الزحف الجماهيري وكان مشاركا فيه أن السيد جاسم السيد خضر الميالي كان في مقدمة الحشد يطوح في الهواء يمنه فيسره بتوثيته وهو يردد بأعلى الصوت محشما ((حيهم، حيهم، حيهم))

قبل الوصول إلى الشامية تصدت لهم قوات الشرطة والحرس المدججين بمختلف انواع الاسلحة وخصوصا رشاشات البور سعيد التي زودت الانقلابيين بها الحكومة المصرية ليستخدموها في تنفيذ جريمتهم النكراء بأسقاط حكومة ثورة تموز. وللتفاوت الكبير في التسلح استطاعت قوات الشرطة والحرس السيطرة على الموقف فاعتقلت البعض وأودعتهم توقيف مركز شرطة ناحية الصلاحية نظرا لأن توقيف مركز شرطة الشامية قد امتلأ بالموقوفين، وانسحب باقي الحشد ليأخذ النضال ضد الانقلابين أشكالا اخرى، وفي ريف الشامية كما في أرياف الفرات الأوسط الأخرى تم تشكيل الفرق المسلحة والتدريب على السلاح للدفاع عن النفس والتصدي لزركات الحرس واعمال التمشيط في الأرياف والتي اضطروا لإيقافها خوفا واضطرارا.

في مذكراته يشير أبو تانيا وهو آنذاك سكرتيرا لمحلية الشامية ابي صخير. إلى تلك الفرق فيذكر أن الرفيق حسين الشعلان والشهيد عباس ابو اللول ونجم عبد قادوا الفرق في ريف الكوفة والرفيق كريم عذاب وخالد سبهان قادا الفرق – في ريف أبي صخير والرفيق حسين عبيد ابو خبط وحياوي وعبد زيد سيد جاسم القطاع الشمالي من الشامية والرفيق محي السيد صاحب ونعمه كاظم وفاضل ملا ياسر والسيد جعفر السيد ادريس، والشهيد هادي كاظم دريوش ، والشهيد هادي الكعبي الفرق المسلحة في القطاع جنوب الشامية وغماس وقد ورد خطأ ينبغي تصحيحه أنني والرفيق مضر السيد صاحب الشرع تكفلنا بقيادة الفرق المسلحة المشكلة في الريف المجاور لمدينة الشامية ، إذ أنني كنت آنذاك معتقلا في مركز شرطة الشامية على ذمة الأمن منتظرا تسفيري الى بغداد للمرافعة أمام المجلس العرفي العسكري الاول أنا والسيدان كاظم السيد خضر الميالي ذو الخمس والسبعين عاما وابن أخيه السيد حميد السيد هاشم ذو السبعين عاما وفقا لأخبار كاذب من اثنين من السراكيل في منطقة طبر سيد جواد التابعة لناحية العباسية من أنني والرفيقان حسين عبد ابو خبط وعبد زيد جاسم – الذين لم يلق القبض عليهما – شيوعيون ونعقد اجتماعات حزبية في بيت السيدين كاظم السيد خضر وحميد سيد هاشم وتحريض الفلاحين على عدم دفع حصة الملاكية، وللتاريخ أذكر هنا وأؤكد أنهما واجها التعذيب والاهانات بالكلمات البذيئة في العباسية والشامية وحتى ونحن في القفص في المجلس العرفي لحملهما على الاقرار بالاتهام لكنهما اصرا وبكل إباء على انكار الاتهام مثلما أنكرته أنا. يبدو لي هنا أنه حصل خلط بين الفرق المسلحة التي شكلت عام1963 لمقاومة انقلابي شباط الاسود والفرق التي شكلناها منذ عام 1967 لدعم العمل الجماهيري الذي كنا نخوضه وفقا لشعار الحزب الذي رفعه اجتماع اللجنة المركزية للحزب في نيسان 1965 الذي يدعو لأسقاط ((طغمة عارف – يحيى الدكتاتورية الرجعية)) والتي كنت أشرف على عملها كعضو في المحلية وسكرتيرا للجنة القطاع الشمالي شمال مدينة الشامية.

وبخصوص الفرق المسلحة، بعد إطلاق سراحي اواخر عام 1965 والتحاقي بالعمل الحزبي في الشامية أطلعني الرفيق العزيز الشيخ حاتم لفته العطية رئيس عشيرة آل دخيل احدى عشائر العوابد المقعد الآن والفاقد للبصر على رسالة خطية مرسلة من الشهيد جمال الحيدري إلى المركز القيادي الذي تشكل على نطاق الفرات الاوسط يتساءل فيها عن الهدف من تشكيل الفرق المسلحة هل هو لخوض حرب أنصار أم للدفاع عن النفس، وفي حالة كونه لخوض حرب أنصار يؤكد الشهيد جمال الحيدري أن الظرف السياسي في العراق لا يسمح بخوض هكذا شكل من أشكال النضال.

على كل حال بالجهد المتكامل والمنسق لرفاقنا في أرياف الشامية والتصدي لعناصر الحرس تحولت أرياف الصلاحية والمهناوية والعباسية وجنوب مدينة الشامية الى منطقة شبه محررة واستضافت المنظمة لديها المركز القيادي للحزب الذي تشكل على نطاق الفرات الأوسط وتأمين صلته مع المركز القيادي الذي تشكل في بغداد والذي ضم الرفاق الشهداء جمال الحيدري، محمد صالح العبلي، وأبو سعيد عبد الجبار، وهبي وتأمين صلته كذلك بالرفاق في الحلة وكربلاء.

مجدا لذلك الموقف المهيب الذي وقفته جماهير الطحينية من الانقلاب الفاشي في شباط الاسود عام 1963.

مجدا لكل من قاوم انقلاب الفاشيست في كافة ارجاء العراق.

والمجد كل المجد لأولئك الرفاق الذين تصدروا اعمال المقاومة تلك.

والمجد لشهداء تلك المقاومة وكل شهداء الحزب والحركة الوطنية في العراق.

عرض مقالات: