اخر الاخبار

ثلاثة اجزاء من “اضاءات”.. الاهداء:

((إلى بنات وابناء شعبي الذين يستحقون حياة أفضل

السائرين نحو التغيير الجذري

الحزب الشيوعي العراقي الذي له فضل كبير علي

عائلتي التي قاست الاضطهاد والعسف بسببي

رفيقة الدرب وشريكة حياتي الدكتورة سميرة عباس البياتي، وابنتيّ بفرين وجوان، وحفيديَّ ريان وكاميران)).

بهذا الإهداء بدأ الدكتور صبحي الجميلي منجزه باجزائه الثلاثة من “اضاءات” التي صدرت عن دار الرواد المزدهرة في 912 صفحة من القطع المتوسط، وثقت كتاباته في جريدة “طريق الشعب” من خلال عموده الثابت (اضاءات) منذ بداية كانون الثاني 2011، وفي المقدمة التي كتبها الرفيق مفيد الجزائري يقول، منذ البداية كانت هموم الناس وقضايا الوطن موضوع (إضاءة) الاول وهمها الدائم، وتحفل العناوين بما يخطر ولا يخطر على بال، مما لا حصر له لتنوعه في قضايا البلد والشعب وحياتهما اليومية، في سائر الميادين والمجالات.

بدأ الجزء الاول بعمود المافيات الكهربائية! بتاريخ 10/1 / 2011 وعناد ازمة الكهرباء لا يضاهيه الا اصرار الارهابيين والقتلة بمختلف الوانهم على استباحة دم العراقيين، والفساد والمحاصصة اس البلايا والمصائب التي ابتلى بها بلدنا فهي مقسمة، معرقلة، طاردة للكفاءات والطاقات، مشجعة على اللااستقرار. والتظاهرات العراقية التي خرجت في جمع الغضب والكرامة والحق والاصرار بجسمها الاساسي سليمة معافاة وقد رفعت شعارات تعبر عن اجماع وطني وتلامس واقع الناس وتصرخ بما يعانونه وحظيت بالتأييد والدعم، فلماذا تقدم الاجهزة الامنية والعسكرية على اعتقال المتظاهرين من الشباب والاعلاميين والمثقفين.. لماذا يلاحق المتظاهرون وتستخدم ضدهم صنوف التعذيب؟ نعم لقد جرى انتهاك لحقوق الانسان. واضاءة كتبها في مناسبة الذكرى 77 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي، إنه في عناق أبدي مع الناس منذ ولادته الميمونة، لا أحد يزايد عليه في وطنيته مهما تقلبت الاهواء وادلهمت الاجواء، مع الكادحين والفقراء والمستضعفين في بلاد الرافدين وخارجها، مع العمال والفلاحين والكسبة مع الشغيلة جميعها. إنه حاضنة للثقافة والمثقفين إنه صمام أمان الوحدة الوطنية وجامع وموحد للاطياف العراقية المتعددة المتآخية زاهية الالوان.

ظاهرة الفساد

وفي مقال مميز، تصدى لظاهرة الفساد فالناس تريد اجراءات ملموسة وليس جعجعة واين مصلحة المواطن والبلد في الانحدار الذي وصلت اليه العلاقة بين الكتل المتنفذة والتوازن المطلوب في السلوك وفي اتخاذ المواقف ووضع مصلحة البلد العليا فوق الاعتبارات الطائفية والمذهبية والحزبية الضيقة ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب واختيار الكفاءات العلمية والادارية والقانونية الوطنية والنزيهة والمخلصة للتوجه الديمقراطي وإقامة دولة المؤسسات والقانون. 

في الجزء الثاني وتضمن 128عنوانا بدأها بالتصدي للفساد الذي يبدأ من القمة ولمحاربته نحتاج إلى اجراءات ملموسة وتتضمن الاطاحة برؤوسه وشخوصه الذين تتسرب اسماؤهم إلى الاعلام بالرغم من ذلك يبقون في مواقعهم يسرحون ويمرحون. وكي لا ننسى النازحين الذين اوضاعهم داخل وطنهم لا تسر أحدا وزاد عددهم على مليونين ونصف المليون في ارض العراق كما تقول لجنة المهجرين النيابية على لسان رئيسها ولهم الاولوية بالاهتمام.

من لفقراء العراق وكادحيه؟

وفي اضاءة يتساءل الكاتب، عن التصدي لداعش.. متى نجعله معركة الوطن بأسره؟ ومن لفقراء العراق وكادحيه، ويشير إلى اقتسام المغانم بين الكتل السياسية الحاكمة ويفتح باب الاسئلة الملحاحة على مصراعيه فلم يكتف هؤلاء بتقاسم المناصب العليا بل اخذوا يزحفون إلى الهيئات المستقلة وكافة الدرجات الخاصة المدنية والعسكرية، وتحت عناوين المحاصصة والمكونات والتوازن فلم يبق شيء يذكر لغير المحسوبين على تلك الكتل، بل حتى التعيينات في دوائر الدولة لا تخرج عن هذا السياق. وعنوان ماض حافل.. حاضر مقاوم.. ومستقبل واعد، 31 اذار اليوم الربيعي ليس مثل كل ايام السنة، له طعم خاص مميز يوم ربيعي كان الميلاد المبارك للسنديانة الحمراء التي لا يذكر تاريخ العراق المعاصر والحديث الا ويأتي معه ذكر الحزب الشيوعي ومسيرته الحافلة بما رافقها من تضحيات ومآثر وانتصارات وما صاحبها من ثغرات واخطاء وانكسارات.

جسر بزيبز

وعنوان مواقف مخجلة! يتحدث فيها عن مشاهد النازحين عند جسر بزيبز التي تعصر القلب وتدميه وبدلا من تقديم المساعدة لهم واحتضانهم والتخفيف من آلامهم وهم الذين تركوا كل شيء نرى هذه الطريقة غير المقبولة في التعامل مع مواطنين عراقيين، اجراءات مشينة ومهيمنة فمحنة النازحين لها بعد وطني وانساني وليس مقبولا من أحد او مؤسسة او هيئة في الدولة العراقية التنصل من مهامها في احتضانهم ورعايتهم حتى تتوفر ظروف العودة الآمنة لهم. واضاءة جديدة اشار الكاتب فيها إلى حملة (أريد اتعين.. ما عندي واسطة)! الحملة التي هدفها تسليط الاضواء على احدى المشاكل التي يعاني منها مجتمعنا، لا عدالة في التعيينات من دون الخلاص من المحاصصة والفساد ومن دون سيادة دولة القانون والمؤسسات وتوفير الفرص المتكافئة واعتماد مبدأ المواطنة.. والفساد والارهاب توأمان والخيار الصعب والاصلاح يتطلب حماية دعاته، وفي اضاءة مسارات لعراق آخر.. يذكر ان استمرار الحال من المحال والاصلاح لا مفر منه وهو اشارة إلى تاريخ 31 تموز 2015 وبانتظار التيار الشعبي المليوني الذي يقلب موازين القوى ويطيح بالمعيقين والمعرقلين ويفتح المسارات لعراق آخر عراق القانون والمؤسسات والمواطنة. وعنوان ممارسات مشينة لا بد ان تتوقف! فالعديد من التقارير الاعلامية اشارت إلى حصول انتهاكات لحقوق الانسان ضد مواطنين عراقيين سواء بدوافع قومية او طائفية او دينية، ممارسات لا انسانية ولا اخلاقية يطالب بان تتوقف على الفور.

من يريد تخريب الوطن؟

تضمن الكتاب عناوين، الكلمة للشعب والخطأ التاريخي ونصر ودروس ليصل إلى عام 2016 وخط الشروع ومن يريد تخريب الوطن ومن المؤكد انهم ليسوا الوطنيين والديمقراطيين والمدنيين الصادقين في حبهم للوطن كما انهم ليسوا ممن يريدون الخلاص من الارهاب ولا أحد يتصور ان يكونوا المثقفين والأكاديميين الذين انحازوا بصدق وضمير إلى قضايا الوطن والشعب وجعلوها هما يوميا لهم. ليصل إلى اضاءة، كي لا تتكرر تجربة الصنم! ومسؤولية الحراك الجماهيري كبرت الآن والاصلاح الحقيقي دعم لقواتنا المسلحة وفي انتظار عدوى الاستقالة ودروس اضافية من فاجعة الكرادة وتحسبا لما بعد داعش والانتصار للحراك اعلاميا وبين السياسة والرياضة وتدخلات مرفوضة ويشير إلى ملفات لا بد ان تفتح والتصريح لوحده لا يكفي والاصلاح قضية عادلة ونريدها اداة للتغييروالتأكيد ان الفساد والارهاب لا انفصام بينهما وتساؤل من يحمي التنوع في مجتمعنا؟

التغيير المنشود

ومن المحاصصة إلى احتكار السلطة والمجهول المعروف في موازنات العراق وموبقات تتوجب معاقبة مقترفيها من دون لف ودوران وتبقى الكتل البشرية الواسعة مطلوبة لتغيير موازين القوى وفي اتجاه تحقيق التغيير المنشود والعبور بالوطن إلى شواطئ اخرى لا مكان فيها لمن يخير الناس بين القتل وعبور الجسر. وتساؤل هل دولتنا مدنية حقا؟ ولن نكل.. لن نمل ليصل إلى ملف النازحين عاجل والمنهج الفاشل سابقا وحاليا ومهم جدا نصيحة إلى الشيخ الكفيشي والغضب الساطع آت، ولعبة خطرة يجب ان تتوقف كي لا تتكرر الكارثة، اما من اجراء لحصر السلاح بيد الدولة؟ نعم ولكن، ايها المتنفذون.. أنتم المسؤولون، وحذار من الانزلاق إلى العنف، وحذار من المتشددين والمتطرفين بعيدا عن نشوة النصر. والخلل في بناء الدولة وتداعيات الاستفتاء وتدخل خارجي فظ عشية استعادة اراضينا كاملة من الارهاب واضاءة كي نؤمن حصة عادلة في مياه النهرين واشارة إلى ان الحكومات العراقية المتعاقبة لم تتعامل بالجدية المطلوبة مع هذه المشكلة الكبيرة والخطرة. لينهي الجزء الثاني باضاءة في الانتخابات القادمة منهجان يتصارعان واين نجد الموقف!

انتهاك الدستور والقوانين

الجزء الثالث يبدأ باضاءة الشعوب لا تؤخذ بجريرة حكامها ويختم بتوديع عام 2021 بعنوان انتهاك الدستور والقوانين يزيد الاوضاع سوءا حين تعالت اصوات قديمة ـ جديدة تدعو لاكثر من مجرد خنق الحريات العامة والخاصة وتضيق بهامش الديمقراطية وتسعى حتى للتحكم بالهواء الذي يستنشقه الناس وهناك من يريد تجاوز الدستور والقوانين واستبدالها بقوالب خلفها الزمن وراءه او بتوافقات لم ينزل بها من سلطان وفي 162 اضاءة يلقي الضوء فيها على احداث وعناوين متعددة منها ما يتعلق بالانتخابات وتغيير موازين القوى وهزيمة مشروع الطائفيين والفاسدين ويعتبر دحره هو المهمة الأرأس وملفات الفساد التي لا يمكن ان تنسى مع تقادم الزمن، واشارة إلى التظاهرات التي تعري السياسات العرجاء و ان طريق التغيير الجدي والاصلاح لم يكن ولن يكون مفروشا بالورود، لكن مسيرة الالف ميل قد بدأت وليس بمقدور احد ايقافها ايا كانت الضغوط داخلية ام خارجية. ودعوة لايقاف ملاحقة المتظاهرين والناشطين والقتل الذي يتنوع في بلادي والدرس كما يبدو لم يستوعب جيدا. ان العنف طريق مسدود والتنبيه إلى أن مصلحة بلدنا قبل كل شيء فالحكمة تكمن في الانطلاق من مصلحة الشعب العراقي اولا وتجنيبه اية صعوبات ومشاكل اضافية فأوضاع بلدنا معقدة اساسا بما فيه الكفاية ولا تحتاج إلى مزيد.

الدرجات الخاصة

وتساؤل عن الدرجات الخاصة والدعوة إلى اعتماد معايير الكفاءة والمهنية والنزاهة والوطنية وحدها ولا غيرها في اسناد الوظيفة العامة واسئلة عن مكافحة الفساد وقضية 4700 ميغا واط، نقف مصدومين ونحن نقرأ ونتابع الارقام والمعطيات ذات العلاقة بالطاقة الكهربائية في بلادنا وتزداد الدهشة حينما نجد ان العراق أنفق أكثر من 50 مليار دولار على الكهرباء منذ عام 2003 من دون ان يلوح افق لمعالجة شاملة لأزمة الكهرباء. واشارة إلى حالات الانتحار.. من المسؤول عن تفاقمها؟ ومن المسؤول عن استمرار القمع؟ وتذكير المتنفذين ما فعله الطغاة الذين ابتلى بهم بلدنا عبر تاريخه واين هم الآن؟ والشباب لن يكل واول الغيث على طريق النصر ولا يصح وضع الكل في سلة واحدة ليصل إلى عام الانتفاضة 2019 والتغيير الشامل المنقذ من المخاطر المحدقة ويبقى التجاوب مع ارادة شعبنا ملحّا والتسويف والمماطلة يراكمان المشاكل ولا يحلانها والتغيير يتطلب دحر منهج المتنفذين والمطالبة بالمزيد من الضغط لفرض قانون انتخابات عادل واستقبال الذكرى العطرة الاولى لانتفاضة تشرين 2019 بمشاعر الفخر والاعتزاز والعزم والاصرار على المطاولة فالسكون في زمن التردي لا يعني الا الخنوع والاستكانة. نعم الوطن في خطر واوضاع البلد تحتاج افعالا وليس استشارات وليس كل ما يلمع ذهبا، وكي نستعيد زخم الانتفاضة والقها ونحافظ على توسع صفوفها وانضمام جماهير عريضة اليها ممن يعانون الامرين على ايدي الفاشلين والمرتشين والفاسدين ومن يقف معهم ويساندهم، يتوجب ان لا نقزم اهدافها ويهبط بها إلى عناوين فرعية لا تنسجم مع شعار نريد وطن ونعمل للخلاص من منظومة المحاصصة والفساد والضغط من اجل التغيير المنشود ونختم بقيم يعتز بها الشيوعيون وهم يحتفلون بالعيد السابع والثمانين، الحزب للشعب حزب متجدد، كان ويظل منارة للسائرين نحو وطن حر يرفل شعبه بالسعادة والخير والرفاه.

عرض مقالات: