اخر الاخبار

في تذكر (عيد العمال) تحضرني قصيدة للشاعر عدنان الصائغ يقول فيها:

 (أطرق بابا، أفتحه، لا أبصر إلا نفسي بابا، أفتحه، أدخل، لا شيء سوى باب آخر، ياربي، كم بابا يفصلني عني).

هكذا، وفي كل عام، نحتفل، بهذا اليوم الذي أضرب فيه العمال في شيكاغو وتورنتوعام 1886، يطالبون فيه بتحديد ثماني ساعات عمل، الأمر الذي ردت عليه السلطات وأصحاب المعامل بالقمع. وعام بعد عام أصبح تقليدا عالميا وعطلة رسمية في الكثير من بلدان العالم.

 والسؤال ما الذي تغير منذ ذلك العام لغاية اليوم وخاصة للطبقة العاملة العراقية، كي نستمر في تذكر هذا اليوم؟

 لا يختلف اثنان على رمزية هذا اليوم، وكونه مناسبة لتشديد الكفاح والنضال ضد سلطة الرأسمال الغاشمة، وقوانين الإستغلال الجائرة، والعمل على تحقيق الديمقراطية بمعناها السياسي والاجتماعي وصولا إلى النظام الذي ينهي سيطرة الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج. 

وبالرجوع إلى السؤال، كيف نحتفل بهذا اليوم وأكثر المعامل والمصانع مغلقة ومدمرة، والبطالة تطحن المجتمع وخاصة الشباب منهم، والتضخم والفساد وسوء توزيع الثروات ونهبها، يثلم الفئات الوسطى التي أخذت تتآكل مرة أخرى.

كما أن قوانين العمل مازالت دون مراجعة تذكر، والضمان الاجتماعي من البطالة وغيرها، مفقود، اللهم سوى بعض الإعانات وهي لا تسد الرمق، كما انها لا تشمل جميع المحتاجين على ضآلتها، والبطاقة التموينية، خاضعة للمد والجزر، ويجري التلاعب بها، في الوقت الذي تتضخم أموال حيتان الفساد والمتسلطين، جراء نهب أموال الدولة المخصصة للبناء والخدمات والرعاية الاجتماعية، أذ أصبح الأمر كثير الكثافة كوردة ذابلة كما يقول أحد الشعراء.

فنحن كلما نفتح بابا يواجههنا باب آخر مغلق كما تقول القصيدة.

بالإضافة إلى هذا تعمل أجهزة القوى المتسلطة المتحكمة على تغييب وعي الكادحين بطرق متعددة، كبعث النشاطات في التقاليد البالية والطرق على أبواب الطائفية والعنصرية، وإضعاف التعليم وإهماله، وزيادة الأمية الإبجدية والمعرفية، ومحاربة المثقفين المتنورين واغتيالهم عبر الميلشيات المسلحة، واختراق المنظمات المهنية والمجتمعية والنقابات بكل أشكال الفساد وتنصيب أشخاص ممن كثرت عليهم الشبهات في المواقع القيادية.

فالإحتفال بهذا اليوم غير كاف دون رفع شعار (يا إعداء الفساد والمحاصصة والسلاح المنفلت اتحدوا من أجل عراق ديمقراطي وعدالة إجتماعية) والنضال من أجل تحقيقه، عبر تغيير القوانين الجائرة والحد من كل اشكال الإستغلال ونهب خيرات وثروات البلد، والسمو بالإنسان العراقي وكرامته!

عرض مقالات: