اخر الاخبار

 بالأمس كان الأطباء صورة زاهية للإنسانية والقيم العالية وقد تحدثت عوائلنا عن حكاياتهم وتعاملهم الإنساني والأخلاقي مع مرضاهم ومراجعيهم، فالبعض منهم كان يصرف الدواء لمرضاه منه وقسم آخر يعفي مراجعيه من أجرة الفحص، وذاك يجري عملية جراحية لمريضه لأنه غير قادر على دفع تكاليفها، وهكذا يتذكر اهالينا تلك الصور الزاهية والرائعة لأطباء لم تغب صورهم عن الذاكرة، وكان منهم أطباء رحلوا عن دنيانا لكنهم ظلوا في الذاكرة ومنهم الدكتور رافد صبحي اديب والدكتور مهدي مرتضى والدكتور فليح حسن الزبيدي والعشرات غيرهم من طيبي الذكر الذين تركوا بصمات في ذاكرة العراقيين أيام زمان.

الذي ذكرني بهؤلاء الأطباء الواقع القاسي الذي نعيشه اليوم وانتشار ظاهرة الجشع الذي يمارسه بعض الأطباء، حيث تعاون هذا البعض والزمن القاسي والظروف الصعبة على الانسان العراقي الكادح المتعب والمغلوب على امره، حيث نجد هذا البعض يعتبرون ممارستهم لمهنة الطب الإنسانية هي لغرض الكسب والربح فقط متناسين القسم الذي تعهدوا به يوم تخرجوا من كليات الطب.

واليوم يعيش وطننا ظروفا اقتصادية صعبة وايام قاسية ولا بد للمواطن ان يفصح عن وطنيته واخلاقه العالية وأن يتحمل مسؤوليته تجاه وطنه وشعبه وان يقدم صورة زاهية وحقيقية لتجاوز هذه المحنة، ولعل الأطباء هم الأكثر مسؤولية وحرصا على تحمل دورهم الإنساني خاصة وانهم يتعاملون مع الانسان وصحته وكما يقال (الانسان اثمن رأسمال)، وعهدنا بهم أن لا يكونوا الأكثر جشعا وقساوة في هذه الظروف، فالبعض منهم رفع أجور الفحص والكشف بشكل باهض مما اثقل كاهل مرضاه ومراجعيه، علما أن لا خيار للمرضى الا مراجعة الطبيب، إضافة الى ملحقات الطبيب في مراجعة المختبر والسونار والاشعة ولهذه الملحقات تكاليف إضافية، فالبعض من الأطباء الجشعين اتفق مع الصيدلية والمختبر والسونار والأشعة على حساب عمولة عن كل مريض يرسل اليهم. وقد سمعت الكثير من حكايات مندوبي شركات الادوية عن مطالبة الدكتور الفلاني بتحديد عمولتهم ولا يهم نوعية الدواء وجودته ولا اريد ان اتحدث عن هذه الحكايات لأنها تشوه سمعة هذه المهنة الإنسانية.  فعلا البعض منهم قاسي القلب وفاقد الآدمية لهذا نجده يسعى لتحقيق الأرباح والكسب فيأخذ عمولته من الصيدليات والمختبرات وكل ملحقات العلاج ويتم تحمليها على كاهل المريض فيشكل ذلك ثقلا كبيرا على كاهل المرضى والفقراء منهم بالذات. عليه نناشد الأطباء بأن يتحملوا مسؤولياتهم تجاه عراقهم وشعبهم وأن يقدموا نماذج خيرة يتذكرها التاريخ بالخير وكذلك نناشد الصيدليات وأصحابها بأن يراعو الأسعار ولا يتلاعبوا بها لان للمواطنين حقا عليهم، وكذلك ندعو أهلنا أصحاب السونار والاشعة وغيرهم أن يعملوا على خدمة أبناء شعبهم ولا يرفعوا أسعار خدماتهم فسيذكر التاريخ من قدم أيام المحنة خدمات جليلة وصدق في المشاعر ومن تلاعب بالأسعار والأجور.

عرض مقالات: