تمر هذه الايام مناسبة عزيزة على قلوب النساء جميعا، هي مناسبة عيد المرأة العالمي في الثامن من آذار، عيد المرأة المفعم بالحب والأمل والعمل من أجل مستقبل أفضل للعائلة والوطن.
وهناك بالطبع آراء متضاربة بشأن طعم الاحتفال ومذاقه وملموسياته وانعكاساته على حياة المرأة، فالكثير من النساء لم يعشن السعادة والاستقرار والهناء المنشود، وإنما عشن على هامش الحياة المتأرجح بفقدان الأمن والأمان والراحة والمستقبل المنشود.
النساء كل النساء يطمحن، إلى تحقيق العدل والمساواة، وحقهن في توفير بيئة آمنة تحمي كرامتهن، وتعزز وجودها عبر تطبيق قوانين عادلة وإنسانية.
"طريق الشعب" التقت عدة نساء عراقيات، يعشن في مواقع مختلفة، وقد عبرن عن آرائهن وتمنياتهن بالعيد، وهل تحقق ما يصبون اليه؟ فكانت هذه الحصيلة.
سوزان اصلان تقول: مهما حاولنا أن نصف المرأة أو نشير إلى دورها، فلا تكفي الكلمات ولا الأوصاف، أنا اتصورها بألوان متعددة وجميلة، ولدت من الأزهار والأنهار وكل ما حوت الطبيعة.
إنها الأم والأخت والبنت والزوجة والحبيبة والصديقة، والسند وضماد الجروح بكل ما تحمل من روح وحياة خصص لها يوم عالمي للاحتفاء بها وبدورها ولو كانت كل الأيام للمرأة عيدا.
الصحفية نهلة ناصر من ايطاليا: في عيد المرأة الأغر أملنا لا يقتصر على النهوض بدورها في الدولة والمجتمع، لذا استحقت على مرِّ العصور أن يراعي الحاكم حقوقها، فشرّع القوانين التي تضمن تلك الحقوق. ولنتذكر هنا شريعة حمورابي، حيث وردت 92 مادة تخص المرأة وحدها، ومنها أنه كان لها حق الطلاق من زوجها، وحق رعاية الأولاد، وحق ممارسة الأعمال التجارية، ولها أهلية قانونية وذمة مالية مستقلة عن ذمة زوجها، ولها الحق في الرعاية والنفقة. كما وضعت عقوبات قاسية للشخص الذي يسيء معاملة المرأة أو ينتهك حقاً من حقوقها الثابتة في القانون المذكور.
ويشترط في الزواج الشرعي أن يكون مثبتاً في عقد رسمي، وهو ما أكدته المادة (128) أما نص المادة (138): إذا أراد رجل أن يطلق زوجته التي لم تلد له أولاداً فعليه أن يعوضها نقودا بقدر مهرها ويسلمها الهدية التي جلبتها من بيت أهلها ثم يطلقها.
والأجمل في المادة (139): إذا لم يكن هناك مهر، فعليه أن يعطيها مناً واحداً من الفضة مقابل الطلاق. إضافة إلى مواد أخرى كثيرة راعت المرأة وحافظت على مصالحها.
ويبقى إن المرأة جديرة بتقلد المناصب لتقدم ما لديها من إمكانيات اكتسبتها بالفطرة وبالخبرة، ولتنهض بهذا البلد مع كل الحريصين على إنقاذ ما تبقى وسلم من أيدي الفاسدين.
سلامة الشبيبي من الدنمارك:
يوم المرأة العالمي في الثامن من آذار هو عطلة رسمية ووطنية في العديد من البلدان، ويحتفل به تكريما لإنجازات المرأة وتعزيزا لحقوقها.
لكن ما نشهده في العراق أحياناً كثيرة يناقض ذلك، فالمرأة العراقية تتعرض إلى العنف الأسري والجسدي والنفسي، كما يتعرض كثير من النساء والفتيات داخل البيوت وخارجها إلى العنف بسبب نشاطهنّ، وكثير من الناشطات تم اغتيالهن لأنهن يدافعن عن حقوقهن.
لذلك نأمل تطبيق قوانين عادلة تصب في مصلحة النساء، عكس القرارات الخاطئة التي تتخذ ضدها، ومنها اخيرا "تصحيح" المادة 57، بما يعني من شرعنة للعنف المبطّن ضد المرأة وسلبها أبسط حقوقها.
بهذه المناسبة أهنئ جميع نساء العالم والمرأة العراقية بشكلٍ خاص بعيدهّن المجيد، وكل عام وأنتن بألف خير وسعادة.
ازهار حسن من كندا:
عُرفت المرأة العراقية عبر تاريخها بالمشاركة في الانتفاضات والوثبات وحركات التحرر، وبثوريتها وشجاعتها حد الاستشهاد ومنذ انطلاق ثورة العشرين، وتجسد هذا ايضا في انتفاضة تشرين الباسلة. فكانت المرأة التي تهزّ الساحات وترعب الفاسدين، تهتف بأعلى صوتها أين حقي، ونريد وطنا وحياة حرّة كريمة.
تحية للمرأة العراقية في كل مكان وشبر من أرض العراق المكافحة، الصابرة، وهي تطالب بحقوقها، تحية لأمهات الرجال الشجعان، الذين تربوا على أيديهن على البطولة والتضحية.
ابتهاج حاتم من استراليا:
منذ اقرار المؤتمر الدولي للمرأة العاملة عام 1910 في كوبنهاغن، تم الاعتراف بيوم الثامن من أذار باعتباره اليوم العالمي للمرأة، ليعكس مساهمة كل امرأة في المجتمع ولتقديم الاعتزاز والفخر بالإنجازات العظيمة التي قدمتها عبر التاريخ.
معروف أن العالم حقق الكثير من التطورات في كل مجال، ولكن مع ذلك، لم يحقق أي بلد المساواة بين الجنسين. فلا تزال المرأة تناضل لأجل الحصول على حقها الكامل ومساواتها.
حاليا تساهم بعض المؤسسات النسائية والمنظمات الانسانية في توعية النساء والرجال بحقوق المرأة والعمل على الحد من قوة النمطية الجنسانية التي تمنع المرأة من المشاركة الكاملة في الحياة الاجتماعية والمهنية والعمالة، بالإضافة إلى التهميش والعنف والتمييز.
تحية فخر واعتزاز للمرأة العراقية في يوم المرأة العالمي، وتحية من القلب لنساء العالم في يومهنّ العالمي.