اخر الاخبار

دعونا ان لا نلعن الظلام بل نضيء شمعة..... الكل ركز في نقده على جهة دون أخرى ووضع اللوم عليها لنكن صريحين انها ظاهرة إهمال اشترك فيها الجميع ودعونا نأخذ العبرة منها.

نعم الدفاع المدني أهمل ولكن لابد له ان تكون مرجعية وهي المدونات التي تخص الحريق والموجودة على رفوف وزارة الإعمار وهي أرقى مدونة .... لا يعرف بها المسؤول ولا الاستشاري سوى الذين انجزوها من الجامعة ووكيل الوزير كان لابد ان تعمم على المكاتب الاستشارية والجامعات بصراحة هل يعرف بها أحد من الذين يدرسون او يمارسون عملية التصميم. انها أحد اهم دروس مادة الممارسة في التعليم المعماري

اعزتي لماذا يكون هذا الدرس مهملا ولا يدرس أروع المدونات في وزارة الإسكان في مجال الحريق والطرق والمناظر والإسكان لماذا يدرس القياس الكمي وهو ليس مهم.

اجزم ان 80 بالمائة يكتب على ان تكون وفق المواصفات الفنية العامة (ليس المواصفات القياسية) وهو لم ير المواصفات العامة ويخلط بين المواصفات القياسية والموصفات العامة التي اعدتها وزارة الإسكان والتخطيط التي يجب ان تكون مع كل مشروع والطالب يدرسها في درس الممارسة الذي يدرس المادة غير معماري أصلا فكيف تتوقع منه أنه يعرف ذلك وهي أعلى درجات العمارة. 

إن الممارسة السيئة للعمل الاستشاري هو أحد أسباب الحريق.

كان إحسان شيرزاد قد أعد قواعد البناء لأمانة بغداد لكنها أهملت عن قصد ولم تعد الأمانة تطلب الحد الأدنى من وثائق المشروع بضمنها قواعد البناء لغرض تمشية الأمور، اذن البلدية شريك في قتل من قتل بالحريق.

وثائق المشاريع التي تخرج من مكاتب هزيلة لا يوجد فيها الحد الأدنى من العمل الرصين والأمور تدار أساسا من قبل مرتشين وغسيل أموال، تستبعد المكاتب الرصينة ولا يوجد مراحل للعمل الاستشاري وموافقات هرمية أصولية عليك أن ترشي المهندس لأجل الإجازة وكفى.

عملي ينصب مع بعض المكاتب على السيطرة النوعية على وثائق المشاريع وجدت العجب العجاب الأخطاء ليس بالهندسة فحسب بل في المعلومات العامة ماذا يحدث .... مصائب .... هدر ...حرائق .... غسيل أموال.. عصابات ابتزاز.

دعونا ألا نلعن الظلام ونغير بما في أنفسنا ومهنتنا بوضع وثيقة شرف المهنة الهندسية فالمرتشين كانوا مهندسين والمنفذين السيئين هم مهندسون لنتوجه لهم أولا ثم إلى رفع العمل الاستشاري إلى المستوى العلمي المقبول وتحديد مراحل ومضامين العمل الاستشاري وأن ندرس في درس الممارسة المهنة وقواعها ومواصفاتها ومدوناتها ونظم معلوماتها، فقد كنا يوما قادة هذه النظم والمدونات ولا اغالي إن أقول إن تدهور المهنة كانت سببا آخر في الحريق يتحمله الجهل في العمل الاستشاري وإهمال درس الممارسة وتعلم أخلاق المهنة.

ــــــــــــــ

* معمار الأكاديمي