اخر الاخبار

عندما صدرت طريق الشعب بحلتها العلنية في عام 1973 اثر قيام التحالف الجبهوي بين الحزب الشيوعي وحزب البعث في ظروف كان الحزب يعتزم، المضي  بأداء واجبه الوطني والطبقي في أجواء علنية يفجر فيها كامل طاقاته النضالية ولاسيما طاقاته الشبابية من كافة الفئات العمرية والاجتماعية وخصوصا الحركة الطلابية التي سجلت تاريخها النضالي، رغم أساليب القهر السياسي في السجون والمعتقلات وقدمت على امتدا سفرها النضالي ابرز قياداتها منذ تأسيس اتحادها المجيد اتحاد الطالبة العام في ساحة السباع في 14 نيسان من عام 1948 بحراسة الطبقة العاملة.

 ووسط أجواء صدور الجريدة، كان لابد من العمل الجاد للإسهام في العمل الصحفي  العلني فقد شكل الحزب  مكتبه الصحفي الطلابي الذي يمثل الطلبة والشباب  ليكون مكملا للمكاتب الصحفية  النوعية الأخرى العمالي والثقافي والتعليمي والمنظمات المحلية، وكانت الخطوة الأولى،في هذا السفر،  اختيار الكوادر القادرة على إدارة النشاط الصحفي  للمكتب ليكون جديرا ومعبرا حقيقيا عن طموحات وهموم  الاوساط الطلابية  والشبابية في ظروف المرحلة الجديدة الى جانب الطبقات والشرائح الاجتماعية التي عبرت عن نفسها ضمن هذا الاطار الصحفي الجديد المتمثل  بوليدها العلني الملتزم، بتشكيل مكاتبها الخاصة بها  وهي تشق طريقها وسط عديد الصحف الأخرى ذات المنهج القومي التابعة لحزب السلطة في ذلك الوقت  ولكي تستكمل هذا التشكيل الجديد،سعت المنظمة الطلابية لاختيار العناصر التي تجد لديها الإمكانيات المؤهلة  لممارسة العمل الصحفي الذي يتناسب مع خط الجريدة وعلى هذا الأساس تكون المكتب الصحفي الطلابي من الرفاق رواء الجصاني  سكرتيرا للمكتب  وإبراهيم المشهداني  وكفاح حسن عبد الأمير وسعد صالح  السماوي وغفار كريم (استشهد لاحقا من قبل سلطة صدام الفاشية) وساهرة أعضاء المكتب.

لقد وضع المكتب نفسه في حالة انذار لاستقبال ما ستنتجه العقول النيرة وهي تكتب بأقلامها الغضة وافكارها المتوقدة، طبيعة الحياة في المؤسسات التعليمية والتكيف مع أجواء الصراع  مع الاتحاد البعثي  الذي كان يحتكر العمل الطلابي العلني فيها وينفث حقده  ضد الزائر الاحمر الذي بدأت هيبته تتجلى بأفكارها النيرة في معبدها العلمي والإنساني  الجديد. ووسط تلك الساحات الساخنة كانت ماكنة الأقلام الحرة تنتج ما تعانيها المؤسسات التعليمية من تخلف في مناهجها التي تقيد الأفكار وتحجم الابداعات الطلابية المزهرة برائحة الاقحوان بهذه  الأجواء كان المكتب الصحفي يستلم رزمة اثر أخرى مما انتجته تلك الايادي الناعمة، لتبدا مرحلة فتح مغلفات البريد وتجري عملية الفرز لتلك المساهمات  وتدقيق محتوياتها فاذا بين طياتها مواضيع غزيرة في افكارها ولكن بعضها لا يحتمل النشر لركة صياغتها بما لا تنسجم مع شروط النشر الصحفي والبعض الاخر يحتاج الى إعادة صياغة ليكون صالحا للنشر وما لم يصلح كله لمتطلبات النشر ولكن فكرته صالحة لكتابة موضوع يحافظ على جوهرها ليتولى الرفاق تحويل الفكرة الى مادة صحفية صالحة للنشر. وكان المكتب يرد على كافة المساهمات ويتابع ما ينشر منها. وعلى هذ المنوال تحولت المكاتب الصحفية وهي تستلهم من سياسة الجريدة وخطها العام  القوة والمنعة، الى مدرسة لتدريب مراسليها والمساهمين في الكتابة الى الجريدة وتراكم الخبرة  بالعمل الصحفي والاستفادة من الدورات التي تقيمها إدارة الجريدة لتعليم فن الكتابة الصحفية.ان المكاتب الصحفية بما فيها المكتب الصحفي الطلابي الذي تحمل مسئوليته الرفاق رواء الجصاني تلاه الرفيق فيصل قحطان العاني (استشهد لاحقا اثناء الحملة البعثية البربرية في الهجوم على منظمات الحزب )ثم تلاه إبراهيم المشهداني حتى اعتقاله في اذار عام 1978،كانت ترتبط بالمكتب الصحفي لمنطقة بغداد الذي قادته الرفيقة  الراحلة سعاد خيري وعلى الرغم من الذاكرة المتعبة بفعل تقادم الزمن فلن تنسى الرفاق الاماجد الذين قادوا  تلك المكاتب وبرعوا في تقديم الاحسن مما يستطيعون  لهم الذكر الطيب من استشهد منهم او رحل الى عالم الخلود اوما زال يتنفس عبق النضال الوطني، الراحل حسن العتابي صاحب اجمل خط ضمن الفريق  والشهيد عبد الرزاق أبو رياض وهاتف الاعرجي وحميد الخاقاني، واخرون لا تسعفني الذاكرة ذكر أسمائهم، كانوا يشكلون ورشة عمل يحولون ما تجترح به العقول والأفكار وتدونها الأقلام  التي تسهم في نقل ما يعانيه البلد والمجتمع من متاعب وتناقضات الى مادة صحفية ترفد بها جريدتنا الغراء  لتجد طريقها الى النشر.