اخر الاخبار

منذ أشهر الانتفاضة الأولى اتسعت مشاركة الفئات المجتمعية المختلفة وانضمت مجاميع جديدة إلى ساحة الاعتصام شملت نقابات مهنية وتجمعات اجتماعية مختلفة، كل يريد أن يكون صوته مشاركاً مع مطالب الشباب العادلة، ومضيفاً لها مطالب جديدة ذات طابع تخصصي. من هذه الفئات كانت نقابة المعلمين المعروفة بمواقفها الوطنية، فأعلن مركز النقابة العام بعد اجتماع للمجلس المركزي وموافقة جميع الفروع على إعلان يوم 3 تشرين الثاني موعداً للإضراب العام لمدة أسبوعين، وبالتأكيد شارك فرع النجف في هذا الإضراب، ولتأمين تبليغ أسرع وشامل استخدمت صفحات التواصل الاجتماعي لذلك، ووضعت على صفحتي صورة لي وأنا أحمل بطاقة كُتب عليها (بدأ الإضراب)، وكانت الاستجابة من قبل المعلمين كبيرة، فأغلقت المدارس، وامتنع طلبة المدارس عن الحضور، وكان هذا موقفا مشرفا لنقابة المعلمين المركز العام وفرع النجف وشجاعة من الهيئات الإدارية للنقابة في باقي المحافظات، ورغم كل الضغوطات التي مورست ضدهم، امتنع المعلمون عن الدوام واستمر الإضراب.

في بداية انطلاقة انتفاضة تشرين، تشكلَ تجمع للنقابات والاتحادات والجمعيات، يجتمع ممثلوهم أسبوعيا، وتصدر عن هذه الاجتماعات بيانات تضامنية مع المنتفضين والمتظاهرين، ولكوني عضوا في نقابة المعلمين حضرتُ عدة اجتماعات معهم بتكليف من نقيب المعلمين حينها، واتفقنا بعد أحد الاجتماعات في نقابة المهندسين الزراعيين، على إقامة تظاهرة اسبوعية تشمل كل النقابات وتنطلق من المجسر قرب نقابة المعلمين على شكل كراديس، يمثل كل كردوس نقابة بذاتها منها نقابات المعلمين، الأطباء، المحامين، المهندسين، المهندسين الزراعيين، اتحاد نقابات العمال والجمعيات الفلاحية، ولذلك كانت تلك تظاهرات ضخمة جداً تضم آلاف المشاركين، وعند الوصول إلى ساحة اعتصام النجف تنحى كل نقابة بجهة خاصة بها وتلقي البيانات من إحدى المنصات أو التجمعات وبمكبرات الصوت. يُذكر أنه تم نصب خيمة كبيرة باسم (خيمة الاتحادات والنقابات)، وهناك بعض النقابات قد نصب خيما خاصة به مثل خيمة الأطباء وخيمة الأطباء البيطريين، وكذلك خيمة الهلال الأحمر التي كانت تقدم الإسعافات الأولية للشباب الذين يتعرضون إلى اعتداءات الميليشيات.

ما يميز مشاركة نقابة المعلمين انها كانت تضم المعلمين والمعلمات والمشرفين والمشرفات التربويين ومدراء المدارس، لقد كان حضورا مشرفا لهم، وكانت الردات والهتافات التي يكتبها أحد المعلمين، ردات جميلة تتكلم عن واقع التربية ومطالب التربويين في الانتفاضة، وكان لي الشرف أن أقود هذه التظاهرات، ووفرت النقابة لي مكبرا للصوت لاستخدمه وأنا أقرأ الردات والهتافات وصولا إلى الساحة.

ومنذ أولى أيام تشرين الأولى وبدء حملة اعتقالات ضد الشباب بادرت نقابة المحامين إلى تبني الدفاع عن الشباب، وتطوع عدد من المحامين لمتابعة قضاياهم عند الأجهزة الأمنية الحكومية والسلطات القضائية من أجل إطلاق سراحهم لعدم ارتكابهم عملا غير قانوني، وواصل أعضاء النقابة عملهم هذا طيلة أشهر الانتفاضة بروح متفانية عالية، عبرت عن تلاحم هذه الفئة مع الانتفاضة ومطالبها العادلة، وكان موقفهم هذا مشرفاً لهم ولمهنة المحاماة.

عرض مقالات: