اخر الاخبار

لم نضع أعمارنا، كنا نفتش عن علّة للوجود، نبحث عن أية لغة تجمع المتعبين، الحالمين، كانت الأبجدية الأولى: أن نبتني بيتاً من الأقمار والورد، فأورثتنا وهج الكلمة، علمتنا فصولاً توقظ الفرح المرتجى في عيون الأطفال، وعلمتنا أن الأرض تخضرّ إن مررت.

   تشرنق في رئتي

  وبادلتني شجني، وقاسمتني تعبي، فبأي لغة سأكتب لأحتفي فيك؟ بأي مداد؟ يا حاملاً سنابل الشعب السعيد!

كل القفار تصير مدائن صحو، وكل الفصول ضياء، تكبر الدنيا ويزهر الوطن بين يديك، والسماوات تهطل (مناً وسلوى) …

يا أجمل من تكون، ومن يكون؟ كيف يكون الوطن حين لا يولد من رحمه الضياء؟

يا نبضة الحياة في وريدي، أنت طعم الملح في أفواهنا. يا نهراً نستحم به حين تجف الأنهار

يا فرح العمر ويا قصيدي، رفيق عمري الذي فتح لي منافذ النور، أنت والحياة توأمان، ألوذ بك الآن، لو يمكنني أن أبرأ من هذا العشق.. لو يمكنني أن أنجو من هذا السحر! من هذا القابع في كياني، يجري في نبضي كشلال ضوء. قدر أنا ما اخترته، وحدك اخترت لي قدري، منذ أن ولج النور بيتي.

أحتاجك في فرحي وفي حزني.. حلماً أعتاش عليه يؤرقني، وطناً حراً أحتاجك، أو حلو رغيف، أو نهر حنان.. أو ظلاً أتفيأه في فصل خريف، حين ابتدأتَ التسعين، ابتدأ أول الغيث، فنحن الموعودين بخبز الثورة، نفتح كل نوافذنا للقادم من زمن الفقراء.

مباركة أعوامك المورقة بالخصب دوماً.