اخر الاخبار

واقع الديوانية اليوم وواقعها قبل مئة عام لم يتغير كثيرا، وكأنها تتسابق لتحتل أولى المراتب في أفقر المدن العراقية. كان هذا الأمر قبل مئة عام، مما دفع الكثير من أبنائها للسفر إلى البصرة والعمل بموانئها بحثا عن لقمة العيش. هكذا تبدأ قصة عبد الكريم عبد الهادي الأصفر (كرم الاصفر)، الذي يتعرف هناك على يوسف سلمان يوسف (فهد) مؤسس الحزب الشيوعي العراقي أثناء عملهما في رصيف رقم (٥). كان الاثنان يحملان هموم ومعاناة الفقراء، وساعد أن تعارفا على شخص أرمني يحمل الجنسية الروسية (فاسيلي) والذي زودهما ببعض الأدبيات الماركسية ومنشورات حزب البلاشفة الروسي أوائل القرن العشرين، وقد راقت لهم خاصة وأنها تدعو لتغير واقع الفقراء. تمضي السنين وفي أواسط العشرينات يحصلون على (جريدة الشمس) الناطقة بلسان الحزب الشيوعي اللبناني من أحد عمال الميناء، فيبادرا إلى مراسلة الجريدة، مما دفع برئيس التحرير إلى الاقتراح عليهم فتح مكتبة لتزويدهم بالأدبيات الماركسية بصورة أكثر نظامية. بعد عودة (كرم الأصفر) إلى الديوانية، فتح المكتبة في شارع الأطباء في صوب الشامية وكان موقعها مقابل عوينات القادسية حاليا، كما اتفق الاثنان، يوسف سلمان يوسف وعبد الكريم الأصفر على تأسيس أولى الخلايا الشيوعية في الديوانية عام١٩٢٦.

  من ذكريات المناضل ناصر حسين (أبو سعد) في إحدى اللقاءات معه أنه قال: إن أول الحلقات الماركسية في الديوانية تأسست عام ١٩٢٦، مرادفة للحلقة الأولى في البصرة من قبل يوسف سلمان يوسف (فهد) والتي ضمت: (غالي زويد وحسن العياش وداود سلمان يوسف ويوسف سلمان يوسف "فهد"). وفي الديوانية وأثناء الزيارة الأولى ليوسف سلمان اليها عقد اجتماعا في دار عبد الكريم الاصفر  الواقعة في محلة الجديدة ، شارع بيت الشيخ حسين الاسدي، مع كل من : (عبدالله حلواص وعزيز ناصر وسيد هاشم السيد سلمان وجليل الريس وعبد الزهرة الريس "قوطي")، وفي زيارة ثانية ليوسف سلمان يوسف إلى الديوانية عقد اجتماع ثانيا في بيت جد الأستاذ مسلم الشمرتي (أبو ثائر) في السوق الكبير (مقابل علوة عباس شامة سابقا)، حيث حضرت شخصيات أبدت استعدادها للعمل في الحلقة الماركسية الاولى في الديوانية  وكان من بينهم عزيز ناصر وصالح الرازقي وكرم الأصفر).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المعلومات من كتاب (تاريخ مدينة الديوانية ٣ أجزاء) للكاتب نبيل الربيعي