اخر الاخبار

بعد انعقاد المؤتمر الوطني الخامس للحزب الشيوعي العراقي في تشرين الأول 1993، تشكل مكتب لإعلام الخارج، الذي تصدى إلى إعادة اصدار مجلة (رسالة العراق) شهرية عامة باللغة العربية من لندن، والتي كانت تصدر خلال سنوات عقد الثمانينيات في مدينة دمشق، -ولكنها توقفت أواخر سنة 1988.

فتولى رئاسة تحريرها الدكتور فائق بطي، وضمت هيئة التحرير: سعود الناصري، عدنان حسين، رضا الظاهر، عبد المنعم الأعسم، ونضال الليثي، وشارك فيها بعد صدورها: عبد جعفر، سلم علي، عبد الرزاق الصافي.

وصدر عددها الأول في كانون الأول 1994، بـ(36) صفحة. استمر صدورها مدة عشر سنوات، حتى العدد (97) الصادر في شباط 2003، وأعقبه إصدار ثلاثة ملاحق اخبارية، غطت تفاصيل حرب الخليج الثانية، ثم توقفت بعد ذلك نهائياً.

 تنوعت متابعات المجلة وتعددت أبوابها، وكانت غنية بمحتوياتها، وتضمنت متون المجلة مواضيع متنوعة، وقد اهتمت بمختلف مجالات شؤون الوطن، خصوصاً الأخبار والتقارير التي ترد اليها من داخل الوطن عن طريق القنوات الحزبية. ولأول مرة في صحافة المنفى، تقوم بنشر التحقيقات والوثائق الخاصة من مصادر موثوقة في الوطن.

(فائق بطي، الصحافة العراقية في المنفى) واستطاعت المجلة أن تتصدر الموقع المميز بين مطبوعات الصحافة العراقية في المنفى على الرغم من كون خبرات منظمات الحزب على تلبية متطلبات وسائل الإعلام ضعيفة أصلاً، كما أن امكانات الحزب المادية الضرورية لتعزيز وسائله محدودة وضئيلة، وذلك الأمر فرض الاعتماد في الغالب على الإسهامات التطوعية للرفاق والأصدقاء الاعلاميين المنتشرين في أنحاء العالم، وبضمنهم ممن كانوا أو أصبحوا لاحقاً وبمرور الوقت رموزاً اعلامية بارزة. (مفيد الجزائري، حول إعلام الحزب الشيوعي العراقي، 1993 -2003، (مقال) مجلة الثقافة الجديدة). ويستحسن أن نوثق ما يذكره  فائق بطي مؤرخ الصحافة العراقية ورئيس تحريرها، الذي يقول: اشتملت صفحات المجلة، إلى جانب المقال الافتتاحي على عدد من الأعمدة والأبواب تحت العناوين التالية: رسالة من الوطن، ومشاهدات من العاصمة، ومتابعات ومقتطفات لما تنشره صحافة النظام العراقي مع التعليق عليها، وصفحات المرأة، واقتصادية، والعراق في الصحافة، والتضامن، وشؤون عربية ودولية، وقضايا فكرية، وزاوية (لقطة عابرة) يكتبها حمدان يوسف، وآراء حرة للكتّاب أو القراء، وطب وعلوم، والثقافة، ونشاطات التجمعات والنوادي الثقافية في المنافي، وهناك عمود (بدون زعل) يكتبه عبد المنعم الأعسم، وعمود (بلا رتوش) يكتبه سعود الناصري، و(شناشيل) في الغلاف الأخير، مخصص لكتّاب ومحرري المجلة يتناوب على الكتابة فيه محررو المجلة وكتّابها.

كما دأبت رسالة العراق على نشر بعض التعليقات التي تبث من إذاعة (صوت الشعب العراقي) التابعة للحزب الشيوعي، والموجهة للشعب لعراقي، تعبر فيها عن سياسة الحزب كجريدة يومية ناطقة، وكانت لهجة التعليقات والكلمات شديدة وهي تنذر بأن (الفجر آت لا محالة)، كما نشرته في عددها (92) بتاريخ آب 2002. واستتباعاً لما نوه عنه رئيس التحرير حول نشر المجلة لتعليقات إذاعة الحزب، وجدنا كلمة منشورة في المجلة بالعدد: (62)، بتاريخ شباط 2000، ص11، كانت قد بثت من إذاعة صوت الشعب العراقي بتاريخ 29 كانون الأول 1999، بعنوان (آمالنا ستكلل بالظفر). وكلمة أخرى منشورة بالعدد: (81)، بتاريخ أيلول 2001، ص13، بثت بتاريخ 2 آب 2001، بمناسبة مرور (11) عاماً على جريمة غزو الكويت، وجاءت بعنوان (حصيلة مروعة للعراقيين والعراق). 

والمعطى اللافت للنظر في الصحافة الحزبية أن رسالة العراق مولت نفسها دون الاعتماد على موارد الحزب، ولربما كانت المرة الأولى التي لا يتكفل حزب سياسي ويرهق ميزانيته بالصرف على إحدى مطبوعاته، إذ كانت توزع المجلة بحدود (1750) نسخة شهرياً عن طريق القنوات الحزبية والبيع في بعض المكتبات، وكانت أرقام المبيعات تغطي تكاليف طباعتها. أما في سوريا، فكانت تتم الطبعة الثانية في دمشق، وتوزع هناك، ومنها تدخل إلى مناطق كردستان العراق.

لقد تيسر لنا الاطلاع على ثلاثة أعداد، وهي: (58، 62، 81)، وسنحاول تسليط الضوء عليها بغية تكوين تصورات وافية عنها، عبر الإحاطة بما يمكننا أن نرصده من تفاصيل إضافية تعزز معرفة هذا المطبوع. ونطالع في ترويسة غلاف المجلة الأمامي عنوان المقال الافتتاحي، فضلاً عن تسكين الصورة الرئيسة وبعض العنوانات الفرعية على نحو من الحرفية المبهرة في التصميم، وخلفه في الصفحة الداخلية للغلاف نلاحظ عنوان لافت مفاده: (ليست اشاعات)، يعتلي واجهة الصفحة الثانية، التي تنطوي على مجموعة من الأخبار القصيرة التي تسلط الضوء على بعض القضايا المثيرة والمخبوءة في الساحة السياسية، سيما العراقية. ثم يأتي متن المقال الافتتاحي تحت باب (من المحرر).

احتوت الأعداد الثلاثة للمجلة (58، 62، 81) على أعمدة صحفية أخرى، بالإضافة لما ذكره رئيس التحرير، وهي العمود الصحفي الذي جاء تحت عنوان (أحوال)، الذي يقوم بكتابته الدكتور رشيد الخيون، وآخر تحت عنوان (بلا شفقة)، يكتبه الدكتور محمد حسين الاعرجي، كما تضمن العدد (58) عمود بعنوان (جوانب مضيئة) للكاتب كمال زكي. وهناك باب ثابت في المجلة تحت مسمى (الركن الصغير)، تقوم بإعداده الصحفية سعاد الجزائري، وهو مخصص للأطفال، يشغل الصفحة قبل الأخيرة أي في ظهر الغلاف الخلفي. وأشارت صفحة (علوم) في العددين (62، 81)، إلى أن من قام بإعدادها هو الدكتور كاظم المقدادي، في حين ظهر له مقال ضمن صفحة (تقرير) بالعدد (58)، الذي خلت فيه صفحة علوم من ذكر اسم معدها. وانتظمت صفحة (المرأة والمجتمع) فقط في العدد (81)، وذُكر أنها من إعداد باسمة بغدادي.

وشارك الدكتور علي إبراهيم على نحو منتظم بالكتابة للمجلة، وتمثلت اسهاماته، بإجراء مقابلة مع شخصيات شيوعية ذات تاريخ نضالي مشرف، وانطوت المواد المنشورة ضمن صفحتي (تجارب، لقاء) على حوارات مطولة، ترمي إلى التوثيق التاريخي، ونقل التجارب من الذاكرة الشيوعية الحافلة بالعبر والدروس في العمل السياسي وقوات الأنصار، واشتملت الحوارات المنشورة على: (دردشة مع كريم أحمد) بالعدد (58)، وحوار (مع فتاح توفيق.. "ملا حسن") بالعدد (62)، وحوار (مع نقابي عاصر الرفيق فهد) بالعدد (81). كما وردت إشارة في العدد (62) ضمن تعقيب من (متابع)، تفصح عن وجود مادة حوارية للدكتور علي إبراهيم في العدد (60) الصادر في شهر كانون الأول 1999، انطوت على (مقابلة مع الدكتورة نزيهة الدليمي). ومن كل ما سبق يمكننا القول بأن مجلة رسالة العراق، اهتمت بكل ما يرد اليها من مواد صحفية، وحرصت أن تفتح صفحاتها لكتّاب كثر، وهنا مهم أن نشير إلى بعض الكتاب ممن أسهموا بنشر مادتين، وهم كل من: الدكتور هلال كاظم بالعدد (58، 81)، وحيدر جواد من استراليا (مادتين بالعدد 81 نفسه)، وداود أمين (58، 62)، وكامل إبراهيم (58، 62). وما يسترعي الانتباه، أن صفحات المجلة حافلة بكتابات متنوعة تناولت مختلف ميادين الحياة، مما جسد المشاركة الواسعة بظهور أسماء كثر من الكتّاب الذين زينت أسماؤهم صفحات هذا المطبوع الدوري، والتي ظلت كلماته تعانق أحلام الوطن على مدى فترة صدوره التي بلغت قرابة العشر سنوات، وهنا نمر على ذكر من قاموا بكتابة مادة واحدة، ففي العدد (58)، هم: الدكتور حسن الجنابي، والدكتور عمران الركابي، والدكتور هاشم نعمة، وأحمد سليم، وسمير طبلة، وكمال زكي، وعبد الستار نور علي، وسعيد منصور، ومهدي محمد علي. وكتب في العدد (62) كل من: شه مال عادل سليم، وعلي النجار، وهاشم حسون، وعلي شوكت، ونبيل دمان، والدكتور محمد الربيعي، وعبد اللطيف السعدي، وكريم الربيعي، وكاردو كامو، ومؤيد عبد الستار، وأمين عبد الله راضي، وإحسان كاظم، ونوح إبراهيم، وكريم هداد، وسامر سعيد. أما العدد (81)، فظهرت الأسماء التالية: بسيم سليم، ومعروف كويي، وحسن الحسن، والدكتور صباح قدوري، وكريم السماوي، وجعفر الزبيدي، ولطفي حاتم، وسلمان شمسه، والدكتور حكمت حكيم، وهدى إبراهيم، والدكتور عبد اللطيف عباس، ومحمد سيد رصاص، والدكتور أكرم مطلك، وشوقي بغدادي، وفوزي كريم. ويتحتم علينا في هذا العرض السريع، أن نشير إلى أن المجلة حافلة بالمواد الصحفية المنجزة من قبل هيئة تحرير المجلة (كتابة أو ترجمة) من دون ذكر الأسماء، كذلك هناك مواد منشورة بأسماء ليست صريحة. وهناك حالة لا تخطئها العين، من ناحية الجهود المبذولة لإجادة العمل الفني في إخراج المجلة البائن في إحساس الذائقة وأناقة المظهر وجمالية التصميم، والمتجلي أيضاً في الحرص على مصاحبة متون المجلة للصور والكاريكاتيرات والتخطيطات.