اخر الاخبار

توصف العملية السياسية في العراق كونها تسير في طريق معقد ومسدود، فمنذ التغيير الذي حصل بفعل قوى خارجية - قوات الاحتلال- والقوى التي تسيدت مقاليد الحكم، وبمباركة قوى خارجية، إقليمية ودولية، لا تزال تفهم العملية الديمقراطية من باب واحد هو: صناديق الاقتراع.  فالانتخابات، وفق قوانين مجحفة وبحماية السلاح المنفلت والدعم المالي المجهول / المعروف مصدره، هو الطريق الذي يضمن لها استمرار التسلط على مقادير البلاد، حيث تواصل قوى الفساد مسرحية النهب المتواصل بينما يعاني الشعب من ذات المشاكل التي ورثها عن النظام المقبور، بل وزاد عليها الكثير مما جعل البعض من أبناء شعبنا يترحمون على أيام الديكتاتورية.

قوى الانتفاضة والاحتجاج الباسلة، أعلنت من جانبها موقفها الرافض للعملية السياسية الحالية، وشكل اللادولة الذي يحكم البلاد، وزينت رفضها بدماء شباب الانتفاضة في ساحات الاحتجاج، في مختلف مدن الوطن، مطالبة باستعادته من الذين سرقوه، راسمة طريقها للتغيير، لأجل تحقيق الهدف المنشود في بناء دولة مدنية، حيث تسود العدالة الاجتماعية، وحكم الدولة والمؤسسات وتقبر معادلات المحاصصة الطائفية والاثنية، التي لم يجن منها شعبنا سوى الهوان.

ان متابعة بسيطة لخطاب القوى المتنفذة، الذي يتناسل بشكل مقيت، والتي تحاول تدوير نفسها، بأساليب مكشوفة، تكشف لنا أنها تتعامل بديماغوجية ورثتها وتعلمتها من أنظمة بادت ولفظها التاريخ وأصدر حكمه عليها، إذ يتوفر لدى هذه القوى المتنفذة الكثير من الامكانيات المالية والمنصات الإعلامية لاعتماد المزيد من الأساليب الديماغوجية، التي تمتاز بالقدرة على التلون بشكل يضمن لهما الدفاع عن مصالحها والتضليل على الحقائق، والتلاعب بالمفاهيم وتكرار الكذب المكشوف واستخدام طرق المراوغة مع المواطن الناخب في الترهيب والترغيب لدفعه نحو صندوق الاقتراع وضمان صوته لصالح استمرار بقائهم. 

يتشدق كثيرا سياسيو الصدفة بالحديث عن مصالح (الشعب) وهمومه، بل ويسطون بكل صلافة ودون خجل على شعارات القوى المدنية ويدسوها في أحاديثهم مع رتوش من أقوال مأثورة وبعض الآيات القرآنية في سعي لإيهام الناس بأنهم قوى التغيير المنشود، أو أن ثمة تغييرا ما في أفكارهم وبرامجهم وأساليب حكمهم للبلاد في الأيام القادمة.

إن نفس المتحدثين، حالما يواجهون الرفض من قبل أبناء (الشعب) وتفضحهم قوى الاحتجاج وتواجههم بحقيقة كونهم سبب كل البلاء في البلاد، فأن (نقطة) الحياء تسقط من جباههم وتطفر بسحر عجيب وقدرة قادر وامكانيات بهلوانية، فيتحول المحتجون هنا من أبناء (الشعب)، الى قوى (الشغب)، حيث يتم التباكي على هيبة الدولة التي يتناسون أن الجماعات المسلحة الداعمة لهم مرغت سمعتها بالتراب.

يقول المثل المتداول بأن (الحياء نقطة إذا سقطت سقط كل شيء). فليأت أهل الحكمة ويشاهدوا ما يحدث في بلادي، فقد كثر المنافقون والدجالون بحيث بزوا حكام النظام السابق.

 لكن هيهات أن يتم اسكات صوت الحق، أصوات أبناء شعبنا الغاضبة التي تفجرت في انتفاضة باسلة استعادت امجاد الانتفاضات الشعبية ضد كل الأنظمة البائدة الجائرة. ستتصاعد أصوات الانتفاضة السلمية أقوى وأقوى ولن تستطيع كل أساليب القهر والقمع ان توقف النضال لأجل اليوم المنشود، يوم استعادة المواطن لكرامته المسلوبة واستعادة وطنه والخلاص من عفن حكم المحاصصة والفساد المالي والإداري.

عرض مقالات: