شخص التقرير السياسي طبيعة التطورات الجيوسياسية في المنطقة وأبعادها المستقبلية وأشار أيضا إلى التغيرات الراهنة التي أحدثتها الحرب الإسرائيلية العدوانية الهمجية على غزة ولبنان والسقوط الدراماتيكي للنظام السوري وطبيعة الصراع الراهن في المنطقة والذي يمثل صراعا بين القوى الإمبريالية لإعادة تقسيم المنطقة وتكريس نفوذها السياسي والاقتصادي والأمني على حساب مصالح وحقوق شعوبها، وتلعب كل من إسرائيل وتركيا دورا أساسيا في الصراع الذي يستهدف الحد من النفوذ الروسي والصيني وإخراج إيران من حلبة الصراع الإقليمي بتوجيه ضربات قاسية لأذرعها في المنطقة وإخراجها نهائيا من معادلة الصراع مع إسرائيل.
لقد أكدت الحرب العدوانية الإسرائيلية الدعم لامحدود للدول الامبريالية بزعامة الولايات المتحدة الامريكية وحلف شمال الأطلسي للحرب الهمجية الإسرائيلية على الشعبين الفلسطيني واللبناني والمشاركة المباشرة فيهما عبر الجيوش والأساطيل والدعم اللوجستي الأرضي والفضائي السخي للكيان الصهيوني، والذي خلف دمارا شاملا يقدر بأكثر 300 مليار دولار ومئات الآلاف من الشهداء والجرحى والمعتقلين وملايين المشردين من الشعبين الفلسطيني واللبناني.
ويهدف الصراع الراهن إلى خلق عالم متعدد الأقطاب و إلى تقسيم مناطق النفوذ بين القوى الامبريالية وحلفائها من اللاعبين الاقليمين، وقد حدد الحزب الشيوعي العراقي موقفه من الصراع الجاري مؤكدا على حق الشعوب في مقاومة العدوان والاحتلال والهيمنة والاستغلال والدفاع عن مصالحها وثرواتها وسيادتها واستقلالها باستخدام كافة أشكال النضال مع إعطاء الأولوية للنضال السلمي، وأشار إلى أهمية التخلص من إضفاء الطابع الديني على المقاومة للاحتلال والتأكيد على وطنيتها وشموليتها لكافة المكونات والأديان والطوائف وعدم جر المنطقة إلى الصراعات الطائفة والدينية التي تضعف المقاومة الحقيقة للشعوب وتفرط في مصالحها الوطنية والقومية.
وتمثل الإجراءات المطلوبة التي وردت في التقرير السياسي لاجتماع اللجنة المركزية، برنامجا انتخابيا متكاملا يتطلب من الحزب ومنظماته البناء عليه في التحرك على القوى الوطنية المدنية الديمقراطية لخلق تحالف واسع وفضاء وطني ينهض بمهام التغيير الشامل الجذري لنظام المحاصصة الطائفي الذي يعاني من أزمة بنيوية شاملة عجزت القوى المتحاصصة من الخروج منها ووصلت إلى طريق مسدود، ولهذا يطرح الحزب اليوم شعار التغيير الجذري الشامل الذي يتطلب خلق جبهة واسعة تضم كل القوى الحية والفعالة من القوى الوطنية والمدنية والشخصيات الاجتماعية الديمقراطية المؤمنة في التغيير الجذري والشامل وفق برنامج وطني يمثل المصالح الحقيقية للشعب العراقي، ومواجهة الحملة الشرسة التي تشنها القوى الرجعية المتنفذة في السلطة على الحقوق المدنية والقوانين والحريات تحت يافطة الأسلمة وفي مقدمتها قانون الأحوال الشخصية وحرية التعبير وحرية الحصول على المعلومات وغيرها، مع استمرار التمايز والفرز الطبقي الذي يمنح الطبقة الأولغارشية المزيد من الغنى في مقابل المزيد من الفقر للشغيلة والكادحين .
ويرى التقرير في الختام أن هناك الكثير من الإمكانيات والطرق والوسائل لم تستثمر بعد في التحرك السلمي الجماهيري والذي يتطلب استثمارها لمقاومة هذا الهجوم المنظم الذي يمثل انقلابا وارتدادا عن العملية السياسية وتراجعا واضحا عن مسار العملية الديمقراطية بكافة جوانبها السياسية والاقتصادية والاجتماعية.