اخر الاخبار

كثيرون أولئك الذين تركوا بصمة في مسيرة الحزب الشيوعي العراقي، وكثير أيضا من لهم بصمات لا تنسى في هذه المسيرة، ومن هؤلاء زهير ناهي فليح الحسناوي الذي ولد في ناحية الكفل عام 1930م وفيها أكمل دراسته ثم أكمل الدراسة الاعدادية في ثانوية الحلة للبنين وتخرج في الدورة التربوية سنة 1952م، عمل في التعليم وانضم إلى تنظيمات الحزب الشيوعي سنة 1948م عن طريق المحامي الراحل محمد جواد الشريفي، ومن هنا بدأت مسيرته النضالية الطويلة.

وكان أول تنظيم سياسي هو تنظيم الحزب الشيوعي في مدينة الكفل في نهاية الأربعينيات من القرن الماضي وكان انتشار الأفكار الشيوعية بين الفلاحين وطلبة المدارس والمعلمين والكسبة، ومن أبرز القياديين فيها صاحب السيد حسون وفاضل محسن وزهير ناهي، وبعد ثورة الرابع عشر من تموز 1958 انضم لهم كثيرون ومن أبرزهم: توفيق عبد الأمير عبد الحسين ومراد عبيد الملامة وطالب باقر عيدان وعبيد شدهان خلف الذين انتموا للحزب عام 1958م وأدخلوا أفكار الحزب إلى قرى وعشائر خفاجة والبو سريَّة في بداية الستينيات من القرن الماضي، وكانت المنظمة الحزبية قد تمكنت من كسب المئات لصفوف الحزب وانتعشت المنظمات المهنية هناك، وشكلت لجنة الدفاع عن الجمهورية.

   وبعد انكفاء الثورة وتغير مسارها وما حدث من خلافات تم اعتقال 20 فردا من وجهاء مدينة الكفل المعروفين مع بعض الشيوعيين مع أنصارهم من قبل ضباط المركز آنذاك (عباس العلاق) و(شياع البراك) وتم نقلهم إلى مديرية شرطة الحلة والاعتداء عليهم داخل مركز الحلة وبعد أسبوع تم إطلاق سراحهم، وعلى إثر هذه الحادثة بدأت القوى الرجعية وعناصر تنظيم محمد حديد الجديد تعتدي على العناصر الديمقراطية والشيوعية بالكفل، وأبرز المعتدين في هذا النشاط المعادي كاظم العوفي وآخر من بيت خبط، وتم اعتقال هؤلاء المعتدين من قبل القوى الوطنية وتسليمهم إلى مركز شرطة الكفل بسبب اعتداءاتهم على الشيوعيين، ومن أبرز اعتداءاتهم نصبوا كمين لاغتياله عندما كان خارج من البيت، فقد التقى بالصديق كاظم الجاسم آل كريدي وهو حامل بندقيته البرنو وأبلغه أن هناك كمينا في بداية جسر الكفل لغرض اغتياله من خلال إطلاق النار عليه، لذلك تمكن من الاختفاء في الكفل لحين السفر إلى كردستان العراق لمدة شهر حتى هدأت الأمور.

بعد هذه الحادثة وحادثة اعتقال أعضاء حزب محمد حديد في قصبة الكفل حدث هرج ومرج في القصبة، اتصل ضابط شرطة الكفل شياع البراك بقائد حامية الحلة للجيش، فتم ارسال فوج بقيادة النقيب وجيه عبد الله، الذي كان طالباً معه في القسم الداخلي في ثانوية الحلة لمدة خمس سنوات، اتصل به مباشرة وأخذ المعلومات الحقيقية عن ما يحدث في الكفل وتمت تهدئة الأمور.

وفي صبيحة 8 شباط 1963م كان يسكن مركز الحلة بعد نقله كمعلم من الناصرية إلى مدينة الحلة، خرج مع التظاهرات في مدينة الحلة الرافضة لقادة الانقلاب والقوى المعادية، ولقد نظمت تظاهرة صغيرة من قبل البعثيين والقوميين انطلقت من منطقة الهيتاويين، يقودهم سليم شلاش (معلم)، وهو نفسه الذي اعتدى على طبيب الأطفال الدكتور عبد اللطيف حسين البغدادي.

 وبعد نجاح الانقلاب جرى اعتقاله مع من اعتقل من الشيوعيين والوطنيين وأودع سجن الحلة المركزي، وقد تعرض للتعذيب ومكث في السجن شهوراً ثم أطلق سراحه بكفالة وإحالة قضيته إلى محكمة أمن الدولة، وكان من العاملين ضمن تنظيمات الحزب، وأصبح عضوا في لجنة مدينة الحلة التي يقودها الشهيد حسن رفيق، وساهم مع رفاقه في العمل التنظيمي إبان فترة الجبهة، وشارك في معظم فعاليات المنظمة ونشاطاتها الجماهيرية.

  عام 1978م كان مقر محلية بابل للحزب الشيوعي العراقي مراقب من قبل أجهزة الأمن، ومع بداية الهجمة على الحزب، استمر المقر يفتح أبوابه من قبل أعضاء محلية بابل معن جواد وفاضل وتوت، واستمروا بالتواجد في المقر واستلام جريدة الحزب المركزية، رَتَبَّ معن جواد نفسه لغرض الاختفاء، تمَّ تبليغ الأعضاء من قبل الحزب بأننا مقبلون على أيام صعبة، ومن يتمكن عليه الاختفاء، ومن لم يتمكن يترك الحزب، وكان زهير ناهي معلم في مدرسة الجمهورية الابتدائية في الحلة، ومعه المعلم رشيد النداف (أبو سهير) من سكنة حي الكرامة، وقد وصلهم تبليغ من قبل مدير المدرسة قبل انتهاء الدوام، بالذهاب لمقابلة المشرف الأول في تربية بابل، يقول: كنت أعرف الغرض من اللقاء هو ترك العمل الحزبي، كان ذلك في أحد أيام شهر كانون الثاني من عام 1978م، أنتهى الدوام أخذت دراجتي وتغيبت عن الدوام، كان لي مخبأ قريب من دار سكني، الساعة الواحدة ليلاً تم تطويق داري والشوارع المحيطة به، وتم التفتيش لغرض إلقاء القبض عليَّ، رفضت أم ظافر دخولهم الدار إلا بعلم المختار، بعد ذلك تمَّ تفتيش الدار ولمدة ثلاث ساعات، لم يتمكنوا من إلقاء القبض عليَّ. بعد انفراط عقد التحالف الجبهوي مع حزب السلطة عام 1979م، تمَّ لملَّمة التنظيم للأعضاء الذين لم يتم إلقاء القبض عليهم، والذين لم يوَّقعوا على المادة (200)، وكانت الاجتماعات تحصل بمسؤولية الشهيد كاظم عبيد (أبو رهيب) وعبد الحسين فرحان دبّي وهو وأنور سعود مشهد وكامل سعود المشهد وأبو راشد، وأبو واثق، ومحمود رشيد جبر وأبو بسيم، وهاشم تويج وعدي غني الأسدي، كان هناك تواصل بين لجنة تنظيم الفرات الأوسط ومن تبقى من اللجنة المركزية في بغداد، كان البريد الحزبي يصل لمنطقة الفرات الأوسط عن طريق سهام جاسم حميد (أم منال)، وهي المسؤولة عن إيصال واستلام البريد لمنطقة الفرات الأوسط، والاتصال بمنظمة الحزب في النجف عن طريق أم سرمد زوجة الرفيق محمد حموزي.

 وكان هناك وكر آخر لمنظمة الحزب في منطقة (ألبو شناوة) يجتمع فيه مهدي صالح وعطا عباس وآخرون. وكان أبو رهيب يحتاط من بعض قادة منطقة الفرات الأوسط، ولأبو رهيب اتصال بالمكتب السياسي للحزب والدليل وصول البريد الحزبي من المكتب السياسي داخل (كيس شاي أو علبة حليب أو علبة مسحوق الغسيل).

ومن ضمن أعضاء الحزب عبد الحسين فرحان الدبي (أبو ذكرى)، كان دوره بنقل الرفاق من الريف إلى مركز مدينة الحلة، وكان الرفيق كامل سعود مشهد يتنقل داخل مدينة وريف الحلة من خلال هوية مزورة قام بتزويرها جاسم محمود جاسم، بعد اعتقاله عام 1981م اعترف على مكان اختفائي وما عمله لي من تزوير للهوية.

كانت تنظيمات محلية بابل ومنظمة منطقة الفرات الأوسط مبعثرة بعد الحملة البوليسية التي شنتها أجهزة أمن السلطة على أعضاء محلية بابل والفرات الأوسط، وبعد إلقاء عناصر أمن الديوانية القبض على (أبو ظافر) وعائلته، يتذكر أبو ظافر ما حصل بتلك الحقبة قائلاً: "كان ضمن منظمة منطقة الفرات الأوسط الرفيق أحمد القصير (أبو ماجد)، وهو مناضل يمتلك الحسّ الأمني، ورفيق قد اختفى في العاصمة بغداد وعمل في الدواجن وأعمال أخرى كي يحافظ على نفسه ومنظمة الفرات الأوسط للحزب.

في آذار من عام 1979م وكان في داري مخبأ جهزته قبل انفراط عقد التحالف مع حزب البعث، وفي مطلع ثمانينيات القرن الماضي كان تنظيم محلية بابل للحزب بقيادة الراحل جبار جاسم (أبو عبيس)، وتمكن الأمن من القاء القبض عليه بعد مواجهة مع الأمن بعد أن جرح أبو عبيس بجرح بليغ عبيس في رقبته، بعد أن قام بإحراق البريد والمنشورات في المزرعة القريبة من الوكر، ومن ثم نقل إلى مستشفى مرجان في الحلة، وتوفي في المستشفى بعد ثلاثة أيام.

 بعد استشهاد أبو عبيس استلم قيادة منظمة بابل للحزب الرفيق طالب باقر (أبو رياض) عام 1981م، وكان سابقاً عضو محلية، كان التنظيم مخترقا، ومن خلال بعض المقربين لأبو رياض تم أخذ سلاحه منه وإلقاء القبض عليه من قبل مفرزة الأمن بالاتفاق مع بعض العناصر المشبوهة.

وتولى مسؤولية منطقة الفرات الأوسط الشهيد كاظم عبيد أبو رهيب للفترة 1981-1985 حيث تم القاء القبض عليه وإعدامه بوشاية من رفيق مندس، وبسبب إهمال التعليمات الحزبية في العمل السري حيث وصلتنا تعليمات بعد انفراط عقد التحالف مع حزب البعث، (أي رفيق يعتقل ويخرج بعفو أو بغير عفو لا يجوز إعادته للتنظيم)، وإذا كان هذا الرفيق قيادي لا يعاد نهائياً رغم التزكيات إلا بقرار من اللجنة المركزية، وإن أُعيد للحزب فهذا الرفيق لا يُسلَّم منظمة، ولكن حدث خرق لهذا الأمر وأعيد بعض الرفاق دون التأكد من سلامة وضعهم، وهو ما أدى لهذه الاختراقات.

كانت منظمة الفرات الأوسط للحزب تعمل كتنظيم وفق خطوط سرية، وهناك خط تنظيمي في البصرة تابع إلى منظمة الفرات الأوسط، هذا الخط يقوده عباس الجوراني (أبو زينب)، يقول (أبو ظافر) في يومٍ ما ذهبت للإشراف على المنظمة في البصرة على هيئة عائلة أنا وزوجتي نقلية جابر عبد الهلالي (أم ظافر) وعمة ظافر (وجيهة ناهي الحسناوي) وعطا عباس (أبو حيدر) وهو الساعد الأيمن، كان رفاقنا في البصرة يمدون الحزب بمعلومات جيدة تغذي الحزب وجريدة (الحقيقة)، هذه الجريدة التي أصدرتها منظمة الفرات الأوسط في الديوانية، ورأست تحريرها وكان مدير التحرير عطا عباس، مع مزاحم الجزائري، وصفاء القاضي، وكانت ابنتي جنان تقوم بعملية الطباعة وتقوم بالتصميم ابنتي ابتسام، وقد صدرت جريدة الحقيقة لمدة أربع سنوات، منذ عام 1990م ولغاية إلقاء القبض على وكر الحزب بتاريخ 7/10/1994م من قبل مديرية أمن الديوانية.  وقد زار منظمة الفرات الأوسط في الديوانية يوم 6/9/1992م عمر علي الشيخ، وبعدها بفترة كانت زيارة للمنظمة من قبل وضاح عبد الأمير (سعدون)، وكذلك هناك زيارة للمنظمة من قبل بخشان زنكنة.  كان عطا عباس خضير من أنشط أعضاء المنظمة وكذلك مزاحم الجزائري، فضلاً عن أعمال اختراق التنظيم التي حدثت في تلك الحقبة الزمنية، فقد تم اختراق التنظيم من أحد أبناء كركوك يدعى (صباح).

وفي انتفاضة آذار 1991 كان للحزب دوره في الانتفاضة، ويذكر الراحل (أبو ظافر) بعد دخول الجيش وعناصر حزب البعث والعناصر الأمنية للسيطرة على مدينة الحلة، كان تنظيم منطقة الفرات الأوسط للحزب هو  المركز القيادي لأنه يقود التنظيم من البصرة حتى مدينة الحلة، وبعد اخفاق انتفاضة آذار 1991م كانت ركيزتنا في حي نادر الثالثة بعد مصادرة دارنا في حي الكرامة، كنت أغير دائماً السكن كأجراء احترازي، هجم الجيش على المدينة وتم تمشيط المنطقة، فاضطررت أنا والعائلة إلى الرحيل، وسلكنا باتجاه القرى، إلى أن وصلنا منطقة الجبور (منطقة سعود المشهد) الجربوعية، كان تنقلنا سيراً على الأقدام، هناك في القرية كانت لنا ركيزة للحزب وهو الرفيق أنور سعود المشهد وكامل سعود المشهد وأخوته، مكثنا في القرية فترة (15) يوماً حتى يوم ميلاد الحزب الموافق 31 آذار 1991، بعد ذلك توجهنا سيراً على الأقدام باتجاه الديوانية، تمَّ تأجير دار في منطقة (أم الخيل) مقابل متوسطة دمشق للبنات، أنا وزوجتي أم ظافر وعمة ظافر وبناتي (جنان، إيمان، ابتسام) وأولادي (ظافر، سلام، مؤتمر)، بعد ذلك وصل عطا عباس خضير (أبو حيدر)، ثم انتقلنا إلى منطقة حي الفرات عام 1994م في مدينة الديوانية، كان يوم استشهاد ظافر نحن نطلق الأغاني بمناسبة ميلاد الحزب يوم 31 آذار، أعدم ظافر لأنه كان يقود الجناح المسلح لمنظمة الفرات للحزب مع ثمانية من رفاقه هم كل من (حسن حمد الله ، عباس حمد الله ، ناظم عطية خضير ، تركي (أبو صبا) من المدحتية، فاضل (أبو عباس) من الصويرة ، وآخرين)، وعلى لسان أم ظافر في يوم استشهاده (خسرت أبناً وربحت حزباً).

ويذكر (أبو ظافر) كيفية اعتقال اعضاء منظمة الفرات الأوسط في الديوانية، قائلاً: كان التنظيم مركزاً قيادياً للحزب الشيوعي العراقي، لأنه يقود مساحة تنظيمية من مدينة الحلة وحتى مدينة البصرة، وكان من ضمن أعمال منظمة الفرات الأوسط الإشراف على بقية التنظيمات في المحافظات ومنها محافظة البصرة، حيث قمت بسفرة مع أم ظافر وعطا عباس وأختي وجيهة بذلك، كما حررنا جريدة الحقيقة في مدينة الديوانية كانت تصدر بالكتابة على آلة الطابعة التي حصلنا عليها بعد انتفاضة  آذار1991، إذ صدر منها أكثر من (50) عدداً، كانت تصدر بشكل شهري منذُ كنت في مدينة الحلة ولغاية تاريخ الاعتقال 7/10/1994 وتوقفت عن الصدور.

 كان اتصال منظمة الفرات الأوسط باللجنة المركزية للحزب بالرفيق عمر علي الشيخ والشهيد سعدون (وضاح عبد الأمير)، وكان أبو فاروق يزور منظمة الفرات الأوسط كإشراف من قبل الحزب، ويصلنا منهم الدعم المادي والبريد المركزي وتوجيهات ووصايا الحزب وكانت هناك وسائل سرية لنقل البريد من المنظمة إلى كردستان العراق مقر اللجنة المركزية، حيث قمت أنا وزوجتي أم ظافر في أحد الأيام بالسفر إلى كردستان العراق للاتصال باللجنة المركزية وتداول واقع حال المنظمة.

بتاريخ 7/10/1994 اعتقل اعضاء منظمة الفرات الأوسط للحزب، هم كل من: (زوجتي أم ظافر (نقلية جابر الهلالي) وابنتي جنان، وابنتي ابتسام وزوجها صفاء القاضي وابنتهم فيروز (طفلة بعمر تسعة أشهر)، وابني مؤتمر وابني سلام، وجواد كاظم برهان وزوجته سعدية جابر الهلالي وولدهم سلام جواد كاظم برهان، ومدير إعلام الديوانية أسعد جابر الهلالي، وحسام صالح مهدي (أبو نور)، ووجيهة ناهي الحسناوي، ونجاح محمود القاضي، وأكرم عبيد. كما اعتقل سائق السيارة الذي نقل العروسين جنان زهير ناهي وعطا عباس إلى بغداد، كما اعتقل مزاحم الجزائري، وحسين (أبو علي)، وعلي عبد الكاظم من البو شناوة في الحلة، كانت مفرزة الأمن التي اعتقلتنا من أمن الديوانية هم كلٍ من (أبو زياد وعميد خلف مدير أمن الديوانية وعقيد فخري من أبناء الكوت ونقيب أحمد الأعرجي (أبو أكرم) ومعاون أمن الديوانية مقدم علي، أمّا من مدينة البصرة فتم اعتقال كل من الرفاق (أبو حيدر، وأبو عمر، وصبيح، وعباس الجوراني). من قبل مفرزة أمن البصرة، وبعد ستة أيام من اعتقال أعضاء المنظمة تمّ اعتقالي بعد أن خرجت من المخبأ في داري الواقعة في حي الفرات ومقاومة الحرس والهروب من المخبأ، ولكن الظروف وقفت ضدي فتمّ اعتقالي واعتقال ولدي سلام لأنه كان في المخبأ معي، كانت مدة اعتقالنا سبعة أشهر دون محاكمة أنا وعائلتي وأعضاء منظمة الفرات الأوسط، وقد تمّ اطلاق سراحنا يوم 7/5/1995، بعد عمليات تبييض السجون وزيارة فريق من منظمة حقوق الإنسان وفريق من منظمة الأمم المتحدة، أجبرنا على أن نكتب تعهدا خطيا بترك العمل السياسي قبل إطلاق سراحنا.

 وقد جرى تشكيل تنظيم مسلح في منظمة الفرات الأوسط للحزب الشيوعي العراقي بقيادة ظافر زهير ناهي الحسناوي، أما أعضاء التنظيم هم كلٍ من: حسن حمد الله، عباس حمد الله، ناظم عطية خضير، تركي (أبو صبا) من المدحتية، فاضل أبو عباس من الصويرة. يذكر زهير ناهي الحسناوي حول تنظيم الجناح العسكري قائلاً "نحن في التنظيم السري نتحفظ على الأسماء، هناك لدى رجال الأمن شيء اسمه ساعة الصفر، تمَّ تأجيل اعتقال الجناح المسلح مرتين وهذه معلومات بعد فترة عرفتها، بعد اعتقالي وترحيلي إلى الأمن العامة، السبب أن العنصر القيادي الذي يقود هذه المجموعة ليس له عنوان وهو ظافر الحسناوي، اعتقل ظافر في بغداد في فندق المساء يوم 8 آذار 1993، وتم اعتقال كل المجموعة في وقتٍ واحد، بعضهم في منطقة الصويرة، وبعد سنة من الاعتقال صدر بحقهم حكم الإعدام، يوم 23 آذار 1994 تم اعدام ظافر، وجميع ذوي الشهداء استلموا جثامين أبنائهم إلا ظافر لأنه لا يوجد عنوان له، وهو لم يبلغ عن عنوان دار أهله خوفاً من اعتقالهم، أعدم ظافر ولم يبلغ عن العنوان، وبالمناسبة أنا اعتقلت في مدينة الديوانية بعد إعدام ظافر يوم 7/10/1994، وقد تأخر استلام جثمان ظافر اسبوعاً عن استلام جثامين رفاقه في التنظيم المسلح، وقبل دفنه من قبل مديرية الأمن، كان تنظيم منظمة الجناح المسلح مخترقا أكثر من مرة.

وقد كان الرفيق مزاحم الجزائري من المساهمين بتوزيع المنشورات وأدبيات الحزب، ومن ضمن المنشورات، منشور للحزب خاص بإعدام (6) من الرفاق الشيوعيين وعلى رأسهم الشهيد ظافر زهير ناهي الحسناوي، وهو بيان صدر عن المكتب السياسي للحزب، وتمت إعادة استنساخه وتوزيعه في شارع 40 وحي الحسين ومنطقة نادر وحي المهندسين ومنطقة الشاوي وحتى محلة الطاق، وقد وصل البيان إلى مقر فرع حزب البعث من خلال استخدام سيارته الخاصة.

 بعد سقوط النظام عام 2003 كان الرفيق أبو ظافر في طليعة الملتحقين بالحزب، ونسب للعمل عضوا في محلية بابل، وأشرف على إعادة تنظيم ناحية الكفل، وشارك في جميع النشاطات الحزبية والجماهيرية، وقد رشحه الحزب لانتخابات مجالس المحافظات الأولى، وأصبح عضوا في المجلس وعمل طيلة أربع سنوات بجد وإخلاص وأمانة، وكان مثلا اعلى للنزاهة كما هو حال جميع الشيوعيين وفي مختلف العهود والأزمان.

 ورغم تجاوزه التسعين من العمر إلا أنه لم ينقطع يوماً عن التنظيم، يشارك في نشاطاته ويحضر مؤتمراته، ويدعمه بكل ما يستطيع من جهد، وكان مثالاً للشيوعي العامل الذي يؤمن بصدق بشيوعيته، وكان محل اعتزاز رفاقه وأصدقائه لما تحلى به من صفات حببته للآخرين، رحل عنا الرفيق زهير يوم 9 كانون الأول     2024، له الخلود والمجد والذكر الحسن، ولأسرته المضحية التقدير والاكبار.