اخر الاخبار

نظمت لجنة العلاقات في الحزب الشيوعي العراقي، ندوة حوارية حملت عنوان "مسار التنمية الصينية الجديدة.. الآفاق والتحديات"، السبت الماضي 18 كانون الثاني، على قاعة قرطبة في فندق المنصور ببغداد، ضيفت فيها سفير جمهورية الصين الشعبية لدى العراق السيد تسوي وي، وأدارها عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي الرفيق ياسر السالم.

الندوة الحوارية التي استمرت قرابة ساعتين، تحدث فيها السفير الصيني عن مراحل التطور السياسي والاقتصادي والاجتماعي في الصين في ظل قيادة الحزب الشيوعي الصيني، فضلا عن التحديات التي واجهت هذه التجربة، وشهدت أيضا تقديم العديد من الأسئلة والمداخلات التي أجاب عنها السفير باستفاضة، فضلا عن تسلمه أسئلة مكتوبة التي أكد حرص السفارة على ارسال اجوبتها في وقت للاحق، فضلا عن فتح أبواب السفارة الصينية للباحثين عن معلومات أكثر عن موضوعات تخص الدراسات وقضايا مختلفة.

مراحل من التجربة ودور الشيوعي الصيني

في بداية حديث السفير الصيني، شرح مقدمة تاريخية عن تأسيس التجربة التي تعتمدها الصين حاليا في مسار التنمية، قائلا انه "يصادف عام 2025 الذكرى الـ 76 لتأسيس الصين الجديدة، وأن الصين اليوم تطورت إلى ثاني أكبر اقتصاد في العالم وحققت نموا متقدا جذب أنظار العالم في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وأن هذه المنجزات لم تكن من فراغ ولم تكن من نعمة الآخرين بل أنجزها أبناء الشعب الصيني تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني من خلال النضال الشاق ولفترة طويلة".

واوضح، أنه "إذا أردنا أن نتحدث اليوم عن الصين وتطورها فلابد أن نتحدث عن تاريخ الصين وتاريخ الحزب الشيوعي الصيني، وهو من ثلاث مراحل، وهي "بناء دولة مستقلة وقوية وغنية".

وأضاف، أن "الصين تتبنى الاشتراكية وتعد قيادة الحزب الشيوعي الصيني أبرز ميزة للاشتراكية ذات الخصائص الصينية من خلال ضمان تحقيق التحديث الاشتراكي في الصين، والصين دولة كبيرة ولها تاريخ يمتد إلى اكثر من  خمسة آلاف سنة وقدمت مساهمات مهمة للبشرية، ولكن في أواسط القرن 19 كانت الصين متخلفة في نواح التنمية الاجتماعية، وأهم حدث في هذه المرحلة التاريخية هي حرب "الأفيون الأول" عام 1948 وخلال فترة طويلة بعد انفجار هذه الحرب هناك قوى غربية شنت حروبا متعاقبة لسرقة ثروات الصين وجعلت الصين شبه مستعمرة، ولم تكن مستعمرة بشكل تام كون الصين دولة كبيرة جدا، ولكنها فقدت سيادتها بشكل كبير والكثير من المناطق عانت من أشكال الاحتلال".

وأكمل السفير الصيني، انه "في ذلك الوقت فكر الشعب الصيني في تغيير هذه الملامح، وبذل الشعب الصيني جهودا متواصلة وخاض النضال ضد العدوان الخارجي وحاول استعادة سيادة البلد، وهذه المرحلة التاريخية اختصرها رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ بقوله إننا جربنا وفكرنا بكل من الملكية الدستورية وإعادة النظام الامبراطوري والنظام النيابي والمتعدد الأحزاب والرئاسي، وجميعها فشلت".

الشيوعي الصيني خيار الشعب

وقال السفير، تسوي وي، انه "حتى عام 1921 رأينا ولادة الحزب الشيوعي الصيني وكان أكبر رمزية له هو الاجتماع الأول للحزب وحضره 13 ممثلا للحزب ممثلين عن أعضاء الحزب جميعا، وكانت الغرفة التي انعقد في هذا الاجتماع صغيرة جدا وبعد ذلك قاد الحزب الشيوعي الصيني واستغرق 28 عاما لكي ينجح في تأسيس الصين الجديدة عام 1949 ونجح في تحقيق استقلال الأمة وتحرير الشعب".

وتابع حديثه، "كانت قيادة الحزب الشيوعي الصيني مختارة من قبل الشعب الصيني بعد المقارنة بين الطرق المختلفة والقوى السياسية المختلفة، وأن هذا النضال القاسي يعلم الحزب الشيوعي وأبناء الشعب الصيني بأهمية استقلال الأمة وحق الشعب بتقرير مصيره وتحقيق هذه النتائج جاء بعد 28 سنة من النضال، ولذلك بعد تأسيس الصين الجديدة بدأنا فورا بدعم الدول الآسيوية والأفريقية والأمريكية اللاتينية في قضايا التحرر وبقينا نتبادل الدعم في طريق حماية الأمة وسيادة الوطن، ولذلك ومنذ ذلك الوقت أصبح للصين الكثير من الأصدقاء في العالم".

وأشار إلى أن "الصين الجديدة كانت تكتسب ولادتها أهمية تاريخية غير مسبوقة، وشهدت في مطلع هذه الولادة ضغوطات وصعوبات غير مسبوقة لتحقيق التنمية والبناء للدولة الجديدة، وكانت في حالة فقر مدقع بسبب الفترة الطويلة من الحروب والاضطرابات والحصارات المفروضة من قبل أمريكا والدول الغربية في مجالات مختلفة بما فيها المجال الاقتصادي والدبلوماسي والعسكري، وكان الزعيم الصيني (ماو تسي تونغ) قد وصف هذا الحال بالكلام التالي: ماذا نقدر على الصناعة؟ نستطيع صناعة الطاولة والكراسي والابريق والفنجان وزراعة الحبوب الغذائية والعمل على صناعة الورق، ولكن لا نقدر على صناعة السيارات والطائرات، فنجحنا ببناء دولة جديدة وأمامنا مهمة –مهمة- لإنجاز التنمية لهذه الدولة".

قفزة صناعية عظيمة

وأكمل، تسوي وي، انه "بفضل قيادة الحزب الشيوعي الصيني عمل الشعب الصيني على التحول الاشتراكي ودفع بالبناء الاشتراكي واستغرقنا أقل من 30 عاما لإقامة نظام صناعي مستقل ومتكامل نسبيا قياسا بما كان عليه من ملامح متخلفة، وعلى هذا الأساس في عام 1978 دشنا مسيرة الإصلاح والانفتاح، وبعد مرور 40 سنة وفي مواجهة الفجوة الكبيرة مع الدول الغربية منذ الثورة الصناعية في طريق التحديث قاد الحزب الشيوعي الصيني أبناء الشعب الصيني لإكمال عملية التصنيع التي استغرقت مئات السنين على الدول الغربية، وحققنا القفزة العظيمة ونجحنا ببناء دولة غنية على أساس بناء دولة مستقلة".

وأردف، "نجحنا في تحقيق الرخاء نسبيا وبناء نظام صناعي متكامل وأصبحت الصين دولة صناعية بمستوى وحجم جيد، لكن هذه ليست الأهداف النهائية لهذه الجهود، وحاليا ما نزال نواجه مشكلة التنمية غير المتوازنة ونواجه الضغوطات الخارجية مثلما كان عليه الحال في ولادة الصين الجديدة، وبعد أن بنينا دولة غنية هناك المزيد من الدول الغربية تبحث عن سرقة هذه الثروات منا، ولذلك في المرحلة القادمة أمامنا مهمة بناء دولة قوية لحماية ما انجزناه سابقا، والصين اليوم دخلت العصر الجديد وأمامنا مهمة بناء الدولة الغنية والقوية ولم نكمل هذه المهمة بعد، وكذلك أمامنا الاحتياجات الملحة لإكمال وتطوير نظام الاشتراكية ذات الخصائص الصينية ودفعها بتحديث نظام الحكماء وقدرة الحكماء، وأمامنا احتياجات الدفع بالتنمية عالية الجودة وحل مشاكل التنمية غير المتوازنة وغير الكافية".

خصائص الاشتراكية الصينية

وبين، تسوي وي، "نواصل جهودنا في السنوات العشر الماضية ومنذ المؤتمر الوطني 18 للحزب الشيوعي الصيني وبعد المؤتمر نواصل الجهود بتضامن وتآزر ونسترشد بأفكار الرئيس شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العهد الجديد، وإذا نلخص جهودنا طوال هذه الفترة بكلام بسيط فكنا نعمل على الدفع ببناء دولة قوية وإحياء نهضة الأمة".

وأوضح السفير الصيني، أن "اهدافنا بناء وتحديث الصين وهي دولة نامية ذات حجم كبير من السكان وتحقيق التحديث الذي يتمثل بالرخاء المشترك لجميع الشعوب والتناغم بين الحضارتين المادية والروحية والانسجام بين الانسان والطبيعة والالتزام بالطريقة التنموية السلمية، وفي هذه العملية يعد تطور القوى الإنتاجية حديثة النوعية هو الأساس والمحرك والابتكار هو المحفز الرئيسي للنمو وهو الذي يمنح النمو الاقتصادي الصيني بسمات أبرز متمثلة بتكنلوجيا وكفاءة عالية وهذا يعني الدفع بتحويل والارتقاء بالصناعات التقليدية التي كنا ندفعها في عملية بناء دولة غنية، كون هذه الأساليب التقليدية غير صالحة للدفع بعملية النمو في المستقبل".

وبين انه "في السنوات الأخيرة وبعد دخول العصر الجديد بذلنا جهودا كبيرة للارتقاء بالإنجازات التي تحققت سابقا، وهناك قائمة بالمشاريع التقليدية التي تم شمولها بعملية النمو الجديدة، وفي نهاية العام الماضي دخلت 82 شركة صينية في قائمة التحديثات من بين 189 شركة تعمل حول العالم وما يقرب من نصف هذه الشركات الصينية تعمل في صناعات الحديد والفولاذ والأغذية والصناعات التقليدية، وبالإضافة إلى هذه الصناعات شهدنا تطورات مستمرة للصناعات الناشئة وأنجزنا في هذه الناحية الكثير من المنجزات، وفي العام الماضي نجحنا في المهمة الأولى لأول موقع للإطلاق الفضائي التجاري في الصين".

ولفت إلى أن "القوة الصينية في مجال الفضاء تعد في طليعة العالم ولديها برنامج وطني كامل، وفي العام الماضي نجحنا بجمع الرمال من الجهة الخلفية للقمر وحاليا هذه العينات تدخل في مرحلة الدراسة وكذلك هذا المثال أضربه من ناحيته التجارية وكذلك تم افتتاح المركز الوطني للابتكار وتم تشغيل أول محطة خدمة متناهية الصغر على الارتفاعات المنخفضة، وكانت الحكومة الصينية قد أسست دائرة خاصة بتنظيم الاقتصاد منخفض الارتفاعات وذلك بمعنى ارتفاع استخدام المسيرات وغيرها من الأدوات في المجالات اللوجستية على أساس الاستخدام التقليدي لهذه الأدوات وحاليا دخلت حيز التنفيذ في الكثير من المدن الصينية".

التحديث الصيني لا يأتي عن طريق الحروب

وأوضح ان "التحديث صيني النمط له سمات مشتركة وامتيازات خاصة تتماشى مع ظروف الصين الواقعية بالمقارنة مع ما يخطر ببالكم عندما نتحدث عن التحديث، وأيضا التحديث صيني النمط ساهم بكسر الصورة النمطية الخاطئة بان التحديث بمثابة التغريب، ولذلك تم تقديم خيارات جديدة للدول النامية وهذا الموضوع كبير، وآتي على مثل واحد منه، فممكن نرى أن الدول الغربية غير قادرة على التحديث اليوم من غير الاستعمار والحروب ولكن في العقود السبعة الماضية واصل الجانب الصيني جهوده في تعزيز التحديث ولم تكن من خلال شن الحروب الخارجية وهناك المزيد من الأشخاص يدرسون في مسألة التحديث الصيني النمط بشكل أوسع واعمق".

وبين السيد تسوي وي، أن "افكار الرئيس شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد قد أوضح فيها الطريق الصحيح لإحياء نهضة الأمة وبناء دولة قوية في الصين، وذلك لا يشمل فيها بناء الصين فقط بل أيضا يتابع المصير ومستقبل البشرية وبنظرة عالمية وقدمت بحكمة صينية لتقدم البشرية، وأشار الأمين العام شي جين بينغ إلى أنه في مواجهة التغيرات السريعة التي طرأت على الصين والعالم اذا نكون منغلقين وجامدين ومحافظين على الأساليب القديمة ونفقد الجرأة على ابتكار النظريات ونعجز على إعطاء أجوبة علمية على الأسئلة التي تواجه الصين والعالم، فلن نواصل قضية حزبنا ودولتنا وسنفقد الماركسية حيويتها ومصداقيتها".

ولفت إلى انه "حاليا أكبر سؤال يواجه عصرنا، هو عن العالم وكيفية بنائه، وأن جواب الحزب الشيوعي الصيني على هذا السؤال هو الفكرة المهمة والإبداعية لبناء مجتمع المستقبل المشترك الذي طرحه الأمين العام شي جين بينغ، وعلى أساس المجتمع المشترك للبشرية طرحنا المبادرات الثلاث، مبادرة التنمية العالمية والأمن العالمية والحضارة العالمية، لمواصلة إثراء المغزى لفكرة بناء مجتمع المستقبل المشترك، وأيضا طرحنا التعاون ببناء الحزام والطريق كمنصة لممارسة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، وبعدما طرحت هذه الأفكار عام 2013 بقينا نستغل هذه المنصة لحسن إجراء الممارسات المثمرة تحت إرشاد هذه الفكرة.

وأردف بالقول، إنه "من الممكن ان نلخص هذه الفكرة بكلمات قليلة، التعاون والتشاور والاستفادة المشتركة، وذلك يرمز إلى الترابط الوثيق بين الحزام والطريق والمستقبل المشترك للمجتمع والبشرية، وهذه المراحل الثلاث ساهمت بنجاح في بناء دولة مستقلة وأصبحنا أغنى مما كنا في السابق ونواصل جهودنا حاليا لبناء دولة قوية، واذا كنا فعلا دولة قوية لن نواجه ما نواجهه حاليا من تشويهات وضغوطات ولدينا ثقة باننا سننجز هذه المهمات وسننجز هذه الأهداف مهما كانت الضغوطات من الخارج"، مبينا أنه "من الحتمي أن نواصل جهودنا خلال الطريق التي نختارها بإرادتنا المستقلة ومواصلة العمل كفريق واحد".

ما بعد الدولة القوية

وذكر السفير الصيني، تسوي وي، أن "ما ستفعله الصين بعد أن تصبح دولة قوية، ستسعى إلى حماية الآخرين من المعاناة التي تعرضت لها في بداية تأسيسها، لان هناك قولا صينيا نؤمن به يقول (لا نفرض ما لا نرغب فيه على الآخرين) لأننا في عام 1840 تعرضنا لظلم من القوى الكبيرة في العالم لذلك بعد ان نكون أقوياء لن نفرض هذا الظلم على العالم، والصين القوية تعني القدرة الأكبر على بناء عالم أكثر عدالة وإنصافا، وكون الصين هي دولة نامية وستبقى نامية للأبد وهذا موقفنا السياسي وستظل الصين عضوا في دول جنوب العالم مهما كان نموه الاقتصادي ونعتقد أن الدول النامية الغفيرة هي التي تمثل الأغلبية في العالم".

وأوضح، "أنا شخصيا لا أوافق على بعض الدول في العالم التي تتحدث عن المجتمع الدولي وتعتبر فقط الدول الغنية هي من المجتمع الدولي، وان كلمة المجتمع الدولي لابد ان يكون له تمثيل صحيح، فإن الغنى والقوة العسكرية لا تمثل الحق بل التوافق من شعوب العالم ودول العالم هو الحق والعدد الإجمالي للدول المتقدمة في العالم لا يتجاوز الثلاثين لكن العدد الإجمالي للدول في العالم يتجاوز المئتين، فأكيد هذه الدول القليلة لا يمكن أن تمثل المجتمع الدولي وأن عدد السكان في الدول المتقدمة أقل من مليار ولكن العدد الإجمالي للسكان في العالم هو أكثر من 8 مليارات فلا يمكن لهذا الجزء الصغير من الشعوب ان يمثل جميع شعوب العالم، وكذلك هناك الكثير من هذه الشعوب للدول المتقدمة لا توافق عن كلام حكوماتها حول المجتمع الدولي، وستبقى الصين تقف إلى جانب الدول النامية في المحافل الدولية وصوت جمهورية الصين الشعبية في مجلس الامن الدولي ينتمي إلى الدول النامية إلى الأبد".

الذكرى العاشرة للشراكة الصينية – العراقية

وقال السفير تسوي وي، إنه "بسبب ما كان على الصين في الأمس واليوم ومستقبلا، فلإن الصين تسعى إلى تطوير علاقاتها مع العراق على أساس النية الصادقة والاحترام المتبادل والكسب المشترك، وهذا العام يصادف الذكرى العاشرة لإقامة الشراكة الاستراتيجية بين الصين والعراق وكذلك يصادف الذكرى العاشرة لتوقيع بيان التعاون للحزام والطريق بين الصين والعراق، وما رأيناه من تطور العلاقات يتماشى مع سياسات الصين الخارجية، وإننا انجزنا العقد الباهر في العلاقات بالاسترشاد إلى مجتمع مشترك لمستقبل البشرية، وفي العقد الماضي تطورت الشراكة الصينية العراقية بشكل مستمر وحقق التعاون العملي بين البلدين إنجازات مثمرة، وتكثف التواصل الإنساني والثقافي يوما بعد آخر، وبلغ التبادل التجاري بين البلدين في العام الماضي إلى ما يقرب من 50 مليار دولار امريكي".

وأضاف، أن "الصين أصبحت اكبر شريك تجاري للعراق واكبر مستورد للنفط العراقي، والعراق هو ثالث أكبر شريك تجاري للصين في المنطقة، وتشارك الشركات الصينية في عملية البناء في كافة المجالات بما فيها قطاعات الكهرباء والنقل والمواصلات والاتصالات ونشارك في بناء هذه المشاريع التي لا تخدم فقط النمو الاقتصادي للعراق، بل تأتي بالمخارج الملموسة للشعب العراقي، وقد اصبح العراق شريكا لا يستغنى عنه من قبل الصين وأن العراق سيواصل جهوده لتعزيز التنمية، والجانب الصيني يتبنى طريق بناء مجتمع مستقبل مشترك للبشرية وذلك يتماشى مع رغبة الجانب العراقي وهذا سيجلب لنا الكثير من الفرص للتعاون المشترك بين البلدين في المستقبل".

أسئلة ومداخلات في الوضع الصيني - العراقي

وشهدت الجلسة العديد من الأسئلة والمداخلات، من بينها ما يتعلق بما حققته الصين خلال فترة زمنية وجيزة من مكافحة الفقر المدقع بشكل شامل، وهو سؤال طرحه الكاتب والصحفي عبد المنعم الاعسم، حيث اعتبر السفير الصيني، تسوي وي، أن الحزب الشيوعي الصيني استطاع في الذكرى السنوية الـ 100 الإعلان عن القضاء على الفقر المدقع بشكل شامل وترجمة ما تم قطعه من تعهدات للشعب الصيني على الواقع، مشيرا إلى أن الصين دولة اشتراكية ولن تسمح لاستمرار الفجوة بين الفقراء والأغنياء وتسعى إلى تحقيق الرخاء للشعب.

وأضاف، ان "تحقيق القضاء على الفقر المدقع لا يعني نهاية الجهود لمواصلة ارتفاع الرخاء المشترك، لكن هناك مهمات متعاقبة أمام الصين ومع التحسن المستمر للرفاهية واستمرار النمو الاقتصادي ستكون هناك معايير جديدة للفقر".

الأكاديمي والكاتب عامر حسن فياض، تحدث عن الصين القوية التي تعتمد في قوتها على القوة الناعمة، متسائلا إن كانت الصين تفكر في صيانة هذه الدولة القوية بقوى خشنة، والقصد القوى العسكرية والأمنية؟، فيما تساءل مدير مركز بغداد للدراسات، السيد مناف الموسوي، عن موقع الصين في حركة المحاور العالمية؟

وفي معرض رده، قال السفير الصيني، إن "بقاء العلاقات الصينية الأمريكية متوترة، يعتمد على ما يفعله الأمريكيون، أما الجانب الصيني لا يسعى لصناعة التوتر بين البلدين، لكن في الوقت نفسه لن تخضع الصين لضغوطات الأمريكي، وبنفس المنطق اذا تكلمنا عن مسألة تايوان، فإن التعبيرات والتصريحات من قبل المسؤولين الصينيين لا تتغير ابدا، وكل شخص لديه حد أدنى من العلم سيعرف أن تايوان جزء لا يتجزأ من الصين، وبذلت الصين جهود سلمية لتحقيق الوحدة، ولكن لن نتخلى عن إمكانية استخدام القوة في قضية تايوان اذا لزم ذلك، ولدينا قانون واضح ضد الانفصال الوطني، ولن نبخل باي تضحيات لتحقيق وحدة الصين".

وفي رده على سؤال، أمين عام التيار الاجتماعي د. علي الرفيعي، عن تجمع بريكست الذي تقوده الصين، وما الذي سيعتمده من آليات لتغيير نظام النقد العالمي الذي تتحكم به الولايات المتحدة الامريكية من خلال صندوق النقد والبنك الدولي؟، قال السفير الصيني ان "مجموعة بريكست واحدة من المنظمات والمؤسسات الدولية، وعالمنا اليوم عالم معقد وهناك مزيد من الأشخاص يتباحثون لإيجاد طرق تنموية مختلفة، وهناك المزيد من التساؤلات حول النظام الحالي الذي تحتكر فيه أمريكا والدول الغربية القضايا المتعلقة بالتنمية، وخلاصة القول انه كلما يزداد التضامن بيننا لإيجاد الحلول المعقولة للمشاكل التي تواجها فكلما ستكون صالحة لتنمية العالم"، مشيرا إلى ان "هناك حاليا أعضاء أكثر ينضمون إلى مجموعة بريكست وتجاوز عدد سكان الأعضاء في المجموعة 3 مليارات انسان وستتطور بشكل تدريجي".

مداخلة سكرتير الشيوعي العراقي ورد السفير الصيني

سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، رائد فهمي، أشار في مداخلته إلى أن "اهتمامنا بعكس التجربة الصينية على عدة مستويات، أولا بما حققته من إنجازات غير اعتيادية وفي فترة زمنية قصيرة جدا، ومع هذا ما تزال الصين تعتبر نفسها دولة نامية، رغم انها ثاني اقتصاد في العالم، والسؤال الذي يطرح دائما، هو ماذا يمكن ان نستفيد او نستلهم من التجربة الصينية، في ظل حديث الصين عن التنمية في الخصائص الصينية، وهل فيها مشتركات مع دول مثل دولنا؟

وتابع فهمي في مداخلته، "النقطة الثانية تتعلق بالحزام والطريق، والسيد السفير ذكر أن العراق في عام 2013 كان ضمن هذه الاتفاق، وهذا الكلام نسمعه في الأوساط الرسمية بآراء مختلفة، ومنها ما يقول إنه لا مكان للعراق مكان في الحزام والطريق، فهل هناك اتفاق رسمي أم مجرد رغبة؟ وهل يتعارض طريق التنمية مع مشروع الحزام والطريق؟".

وعلق السفير الصيني، بالقول، ان "العراق شريك مهم للصين في بناء الحزام والطريق وفي عام 2015 تم توقيع مذكرة تفاهم بين العراق والصين بخصوص التعاون في هذا الخصوص، وهذا السؤال دائما ما يطرح من قبل العراقيين، فإن الجواب بدون أدني شك هو (نعم)، والعراق عضو في الحزام والطريق وأنجزنا نتائج مثمرة، وممكن نقول إن العراق من طليعة الدول المشاركة في الحزام والطريق على صعيد دول المنطقة".

وأضاف، "اما بخصوص ما يقال عن البطء في تنفيذ مشاريع الحزام والطريق، فما لدي من معلومات باعتباري سفيرا للصين في العراق، فإن الحزام والطريق يتقدم بسلاسة، ولكن جهود الصين تتواصل لتحقيق أهداف أحسن وسنواصل العمل لتحسين العمل بالحزام والطريق لتتماشى مع معايير أعلى، وهناك الكثير من الأصوات التي تتحدث عن وجود مشاكل ولابد ان نكون حذرين من هذه الاصوات ومن يقف خلفها، كون معروف أن العالم معقد".

عرض مقالات: