اخر الاخبار

لقد تميز نضال الشيوعيين العراقيين منذ يوم الاعلان عن تأسيس حزبنا الشيوعي العراقي في الحادي والثلاثين من آذار عام ١٩٣٤ وحتى يومنا هذا في خوض نضال دؤوب متعدد الجوانب الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية منسجما مع شعاره العتيد وطن حر وشعب سعيد، والقول المأثور للقائد الشيوعي الشهيد فهد يوسف سلمان يوسف (كنت وطنيا قبل أن أكون شيوعيا ولما صرت شيوعيا أصبحت أكثر وطنية). إن نضال الشيوعيين العراقيين جاء معبرا عن مصالح الشعب الوطنية والسياسية من خلال برامجه التي يصوغها في مؤتمراته الوطنية.

واليوم نحن نعيش الاحتفالات بمناسبة الذكرى التسعين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي ونحن نستذكر انتفاضة مدينة الحي الباسلة في ذكراها الثامنة والستين في كانون الأول عام ١٩٥٦ واستشهاد الأبطال كاظم الصائغ ورگية شويلية وحميد فرحان الهنون وعدد من الجرحى وإعدام قادتها الأبطال الشهيدين علي الشيخ حمود وعطا مهدي الدباس فجر يوم العاشر من كانون الثاني عام 1957. وكانت ثاني عملية تنفيذ احكام الإعدام بحق الشيوعيين بعد إعدام قادة الحزب يوسف سلمان يوسف ومحمد زكي بسيم وحسين محمد الشبيبي في أواسط شباط من عام 1949.

تلك الانتفاضة التي لقنت سلطة النظام الملكي شبه الإقطاعي درسا بليغا  في بطولة أبنائها في صد العدوان الغاشم  على المدينة  في كانون الأول من عام 1956 الذي خططت له تلك السلطة التي توهمت  في كسر عزيمة أبناء المدينة الذين سببوا صداعا مستديما لها بسبب النضالات الجماهيرية  المستمرة التي كان يمارسها أبناء المدينة منذ بداية تشكيل أول خلية للحزب الشيوعي العراقي في مدينة الحي مطلع عام ١٩٤٧وتوسع قاعدة التنظيم في المدينة بسبب نشر الوعي الوطني والتفاف جماهير واسعة من الطلبة والشباب حول من بدأ بتنظيم أول خلية، التظاهرات المطلبية السلمية والاضرابات الطلابية هي السلاح الفعال ضد السلطة القائمة.

إنهم كانوا سباقين في التضامن مع نضالات الشعب الوطنية والمطلبية في سائر المدن ودعم حركات التحرر الوطني العربية والاقليمية والدولية.

ان ما كان يعانيه الوطن والشعب من سياسات نظام الحكام القائم آنذاك التي ربطت مصالح العراق الاقتصادية والسياسية مع سياسات ومصالح النظم الاستعمارية وخصوصا البريطانية في تقييد البلاد بالمعاهدات الاسترقاقية والاحلاف العدوانية ونهب الثروات الطبيعية، ومصادرة الحريات مما جعل الحزب الشيوعي يتصدر النضال الوطني بكل أشكاله مع القوى الوطنية الأخرى ضد هذه السياسة.  وكانت للحزب بفعل نشاط كوادره القدرة على تحريك معظم شرائح المجتمع العراقي مما جعل الشعب في حالة غليان مستمر ضد سلطة النظام المدعوم من قبل الأنظمة الاستعمارية وعجل في قيام جبهة الاتحاد الوطني مطلع آذار عام ١٩٥٧ وهي من نتاج تلك النضالات وتضحيات أبناء الشعب العراقي في انتفاضاته، وخصوصا انتفاضة ابناء مدينة الحي في كانون الاول عام ١٩٥٦

إن الدماء التي أريقت في مدينة الحي في كانون الأول من عام 1956 وبقية المدن العراقية لم تذهب سدى عندما اكتحلت العيون بانتصار ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958.

عاشت الذكرى التسعون لتأسيس حزب الكادحين الحزب الشيوعي العراقي.

التحية لانتفاضة مدينة الحي في ذكراها الثامنة والستين.

المجد والخلود لشهداء انتفاضة مدينة الحي المجيدة وسائر شهداء الحزب الشيوعي العراقي والحركة الوطنية في ذكراهم العطرة.