لم يكن يوماً عادياً ذلك الذي شهدته حدائق (أبو نوّاس) صباح ومساء يوم أمس الأول السبت، فقد كان يوماً يمثل تحدياً كبيراً لكل من يحاول زحزحة حقيقة أن العراق خلق ليكون مثال المدنية الحقّة في شرق أوسط تتخلخل دفاعاته عما حمل من رسائل ندية.
هكذا بدت لي رؤية ما تقع عليه نظراتي، حيث صفاء الشمس وعذوبة النسيم ووقع الموسيقى متعددة الهويات، بل وأكثر من ذلك ما تناسقت متفقة، اللهجات القادمة من جنوب الحضارات وشمال الجو المحمّل بندف الثلج الدافئ، والغروب الذي يزجج المساءات الذي حمله أهله، حتى يحتفظ بلون الغربية، ولكوننا كنا على شواطئ دجلة، جاء الفراتيّون بجرار عذوبتهم ليمزجوا الزلال بالزلال.
نعم لم يكن يوماً طبيعياً، فقد عاد التلاميذ إلى مدرستهم الأم (طريق الشعب) يذاكرون من جديد ويتذكرون كيف يكون النبأ محترماً ومقدساً مثل نبي، فكان الفعل بمثابة إخبار بأن ما فات ليس سوى نبوءة، وأن الوطن وبرغم ما جاسه من وجع سيكون حراً، وسيسعد الشعب بحكم أنه مازال يغني للوطن والناس وحدهم لا شريك لهم بحق السعادة.
نعم على ضفاف دجلة، ومن خلال أنزه وأشرف حزب عرفته الساحة العراقية الحديثة، وأقصد الحزب الشيوعي العراقي، التم شمل الذين ينشدون صحافة حرة مستقلة، في زمن تكالبت فيه مرجعيات الإعلام السياسي على الاصطفافات المضرّة بالوطن والناس، وكان النجاح حليفهم حين تقاسم الشرفاء في الوطن لحظات الجلال والجمال والسَّنـاء والبهـاء في رُبـاه، وغنوا للحيــــــاة والنّجـــــــاة والهـناء والرّجاء في هـواه.
هكذا كنا وكان الجمع النقي البهي في المهرجان التاسع لمهرجان طريق الشعب حيث سخاء الفقراء الشرفاء وعطاء الذين مازالوا مصرين على أن العراق القادم سيكون حراً وشعبه سعيد جداً.
جريدة الحقيقة وكعادتها كانت هناك بكامل منتسبيها من رأس هرمها إلى أصغر أبناء أسرتها وسترون كيف وثقوا اللحظات، وحتى لا أطيل وأكثر بالشرح سأترككم مع بهاء الصور الحصرية التي توثق لذلك اليوم الجميل والبهي بكل تفاصيله.
ــــــــــــــــــــ
"الحقيقة" 11/11/2024