الأرض ليست مجرد ملكية زراعية، بل هي مورد يجب استخدامه بكفاءة لتحقيق التنمية المستدامة في العراق، شهدت استخدامات الأراضي تحولات جذرية أثرت على قيمتها وتسببت في تعطيل التنمية. الأرض اليوم تُستخدم بشكل غير فعال نتيجة الفساد والتشريعات العشائرية.
التصاميم الإقليمية والهيكلية وقيمة الأرض
كان العراق رائدًا في إعداد تصاميم مدن أساسية وهيكلية، أبرزها نظريات دوقسيادس ويمادا. ثورة 14 تموز ساهمت في ترشيد استخدام الأرض ورفع قيمتها لصالح المجتمع، مما أدى إلى القضاء على ظاهرة السكن العشوائي وحل مشكلة الفقر. تم تحويل الأراضي من زراعية إلى سكنية، مما أدى إلى ارتفاع قيمتها وتحقيق التنمية المستدامة. اليوم تعاني التصاميم الأساسية من عدم التنفيذ بسبب سيطرة الفاسدين والعشائر.
الأطر القانونية للملكية وقيمة الأرض
القوانين المتعلقة بملكية الأرض في العراق تحتاج إلى مراجعة شاملة لتواكب التطورات الاجتماعية والاقتصادية.
التحديات تشمل
تحسين صياغة التشريعات: باستخدام مصطلحات واضحة وتجنب الإسهاب.
ربط التشريعات بالعلم والتكنولوجيا: لتحقيق فوائد اقتصادية وزراعية.
تعديل النصوص الزراعية: لتتماشى مع الواقع الجديد وعدم الاعتماد على المزارع الجماعية.
تكثيف التشريعات الزراعية: وتوحيد القوانين المتقاربة لتسهيل التنفيذ.
تحديد صلاحيات الجهات التنفيذية: لمنع التداخل والنزاعات.
رفع كفاءة الأجهزة التنفيذية: بدعم الكادر القانوني والفني.
ظاهرة الاستحواذ على الأرض
الاستحواذ غير القانوني على الأراضي يشمل
أراضي الدولة المؤجرة: التي تم تحويلها إلى ملكيات خاصة بالقوة أو الرشوة.
الأراضي المملوكة للدولة: التي استحوذ عليها المتنفذون سياسياً وعشائرياً.
الأراضي المتغيرة الاستخدام**: من زراعية إلى سكنية دون تعويض الدولة.
مخلفات وملكيات النظم السياسية
مر العراق بفترات استبدادية استحوذ فيها الحكام على أراض كثيرة، وأصبحت اليوم ملكاً للفاسدين الجدد. يجب إعادة هذه الأراضي للدولة أو إدارتها بشكل أفضل لتحقيق التنمية المستدامة، الأمثلة تشمل:
التركة العثمانية: للأوقاف التي يتم استغلالها بشكل سيئ.
ممتلكات العهد الملكي**: التي كانت تُستخدم للفئات المهمشة في المجتمع.
تركه صدام حسين**: التي استحوذ عليها الفاسدون الجدد.
الأراضي الزراعية وواقع الأمن الغذائي
بغداد كانت تاريخياً منطقة زراعية غنية، ولكن سوء إدارة الأراضي الزراعية اليوم يهدد الأمن الغذائي. السياسات الحالية غير فعالة في الحفاظ على الأراضي الزراعية وتوفير الغذاء للسكان. تقارير تشير إلى أن العراق يستورد نسبة كبيرة من حاجته الغذائية.
المخاطر التي تهدد الأراضي الزراعية
عدة عوامل تهدد الأراضي الزراعية، منها
النمو السكاني والتحضر العشوائي: يؤدي إلى ارتفاع قيمة الأراضي وتحويلها لأغراض سكنية.
نقص المياه: بسبب سياسات دول الجوار واستخدام طرق الري التقليدية.
تلوث المياه والأراضي: الناتج عن الأنشطة الصناعية والاستخدامات الحضرية.
التغيرات المناخية: تؤدي إلى زيادة ملوحة التربة والجفاف.
النزاعات المسلحة: التي تلوث التربة بأسلحة كيميائية.
التصحر: بسبب فقدان الغطاء النباتي وتحويل الأراضي الزراعية إلى صحراء.
معالجة أزمة العشوائيات والسكن والتنمية الحضرية
لحل أزمة السكن والتنمية الحضرية، يجب:
نقل المنشآت الصناعية الملوثة: خارج المدن.
تطوير المساكن للفقراء والمهجرين: بالاستفادة من التصاميم الأساسية والمشاريع السابقة.
إعادة إعمار بغداد: من خلال استغلال الفضاءات الخالية.
تحقيق التوازن الريفي/الحضري: بتوفير نقل عام يربط مناطق السكن بفضاءات العمل والتسوق.
التوصيات والاستنتاجات
لتحرير قيمة الأرض، يجب:
جعل الأرض رصيدا ماديا للدولة: بإدارة مؤسسة ائتمانية.
تغيير ملكية واستعمال الأرض لصالح الدولة: بالاستفادة من التصاميم الأساسية.
فتح المجال للاستثمارات الأجنبية والمحلية: بضمان الأرض لتحقيق التنمية المستدامة.
خاتمة
تحرير قيمة الأرض يتطلب إصلاحات قانونية وإدارية جذرية، واستغلال التجارب السابقة لثورة 14 تموز لتحقيق التنمية المستدامة في العراق. يجب مكافحة الفساد والعشائرية لتحرير الأرض وجعلها رصيدًا ماديًا للدولة يساهم في بناء مستقبل أفضل للعراق.
ــــــــــــــــــ
* معماري واكاديمي