اخر الاخبار

تفاقمت وتتفاقم عامًا بعد عام ظاهرة التصحر التي اجتاحت وتجتاح مناطق واسعة في العراق، نتيجة الاحتباس الحراري، وشح الأمطار، والتجاوز على حقوقنا المائية من قبل دول المنبع، وغيرها من الأسباب العديدة التي شكلت وسببت جملة أزمات بيئية، بما في ذلك أخطرها زحف الصحارى إلى الأراضي الزراعية والمدن. لذا، بات من الضروري جدًا البحث عن سبل فنية لإيقاف ما يمكن إيقافه من زحف الصحارى.

تمكن المختصون، خلال بحوثهم وجهودهم الميدانية، من تشخيص أماكن معينة في الصحارى تمتاز بقربها من التربة الرطبة، حيث يتراوح عمقها بين ثلاثة وخمسة أمتار، مما يمكن من زراعة تلك الأماكن بأنواع معينة من الأشجار دون الحاجة إلى سقيها.

المقترح هو زراعة تلك الأشجار في مناطق أخرى يكون فيها عمق التربة الرطبة بحدود عشرة أمتار، بهدف تحقيق زراعة مساحات صحراوية أوسع، وذلك عن طريق إنشاء حفرة على شكل مخروط أو هرم مقلوب بعمق عشرة أمتار أيضًا، كي لا تضايق الشجرة المغروسة خلال نموها، وفسح المجال لدخول أشعة الشمس إليها، وحمايتها من العواصف الترابية العاتية.

كذلك، تكون تلك الحفرة مصدرًا جيدًا لتخزين مياه الأمطار، وحمايتها من التبخر، وتعزيزها للمياه الجوفية، كما تشكل مأوى ومحمية لبعض الأنواع من الحيوانات والطيور الصحراوية المهددة بتراجع أعدادها، بل وانقراضها، بهدف المحافظة على التوازن البيئي.

وبعد إكمال ونجاح المشروع، ستصبح تلك الأشجار المغروسة مصدًا لزحف الصحارى، وتساهم في تلطيف المناخ، بالإضافة إلى العديد من الفوائد الأخرى.