صار مقبولاً بأن الرجال المستبدين هم المسؤلون عن شن أغلب الحروب، وربما لهذا راحوا يشركون النساء في القوى الفاشية ليشاطروها هذه المسؤولية. وعلى أية حال، فأن المرأة هي الأكثر تعرضاً لهوائل الحروب والأكثر دفاعاً ورغبة في السلام. وفيما يلي عرض لأهم تلك المصائب التي تلحقها الحروب والنزاعات بالمرأة.
متاعب أكبر
يتزايد العنف المنزلي وعنف الأزواج بشكل خاص في المجتمعات المتأثرة بالنزاعات، بسبب غياب الأمن والصدمات النفسية والصعوبات الاقتصادية والافتقار إلى شبكات الأمان الاجتماعي التي تترك آثارها الخطيرة على الرجال بشكل خاص، خاصة حين تفتقد الدولة إلى قوانين تحرم العنف الأسري، علماً بأنه وحتى في الدول التي لها مثل هذه القوانين، يتم تجميد هذه التشريعات أو يتم إهمالها.
كما تتعرض النساء في ظل الحروب والنزاعات إلى العنف الجنسي والاغتصاب، وبسبب وصمة العار التي يسببها ذلك، يشتد التأثير الكارثي لهذه المشكلة، خاصة على المغتصبة أو الأطفال الذين يولدون لها، وهذا ما عرفناه في العراق بعد ما حدث أيام نجاح الإرهابين في السيطرة على ثلث البلاد.
كما يشتد في هذا السياق الابتزاز الجنسي، ضد النساء الجائعات أو الأسيرات أو اللواتي يعشن في المناطق المحتلة، أو حتى من قبل قوات حفظ السلام أو عمال الإغاثة الذين يوزعون الغذاء والإمدادات على الناس. كما تتعرض النساء أحياناً إلى منع تنظيم النسل بعد الحروب، من أجل تعويض الخسائر البشرية التي تنتج عن النزاعات العنفية.
وغالباً ما تتعرض الناشطات النسويات والمدافعات عن حقوق الإنسان في الحروب أو على هامشها إلى اضطهاد شديد، ويستخدم تعنيفهن وسيلة لإرهاب زملائهم الناشطين والمدافعين عن الحقوق من الرجال.
مأساة غزة
لقد قتلت في غزة خلال ستة أشهر من الحرب أكثر من 10 آلاف امرأة، من بينهن ما يقدر بنحو 6 آلاف أم، مما أدى إلى تيتم 19 ألف طفل، فيما بقي أكثر من مليون امرأة وفتاة فلسطينية في غزة بدون غذاء وماء صالح للشرب في ظل انتشار الأمراض وظروف معيشية غير إنسانية. وتشير التقديرات إلى أن نحو 70 في المائة من القتلى هم من النساء والأطفال.