رحل عن عالمنا قبل أيام البطل العالمي بكمال الأجسام علي عطية زويد الياسري، المولود في محافظة ميسان عام 1937، والذي لقب بالكيار لأنه كان يعمل مع والده في مهنة تعبيد الشوارع، حيث هجر والده مسقط رأسه في ميسان بسبب جور وظلم الإقطاع، وترعرع في مدينة الثورة ببغداد.
يقول الخبير الرياضي عقيل عطرة: كنا ونحن صغارا في منتصف الخمسينيات نشاهد الفتى العامل مع والده المفتول العضلات وهو يحمل وعاء القير الخشبي، ويساعد والده في تعبيد الشوارع.
شاهده في بداية مشواره المدرب مطاع الدليمي ونصحه بالقول: إن جسمك يا علي يفيد في رياضة كمال الأجسام واتوقع لك ان تصبح بطلاً عالمياً.
وفعلا توجه هذا العامل الكادح إلى رياضة كمال الأجسام، وبدأ يتدرب بجد وهمة عالية، وشارك في أول بطولة عام 1956 التي أقامها تلفزيون بغداد بعد افتتاحه في نفس العام، وهكذا توالت المشاركات في البطولات الدولية.
بطولة للناشئين وبعدها بطولات للمتقدمين
كانت أولى مشاركاته في بطولة الناشئين عام 1957، حيث أحرز المركز الأول واندفع لممارسة الكثير من ألعاب القوة البدنية، وأحرز بطولة العراق المفتوحة للناشئين والتي فتحت امامه آفاق رياضية كبيرة. بعد فوزه ببطولة الناشئين أصبح طموحه يتركز على بطولة العراق للمتقدمين التي أحرز القابها في الأعوام 64- 65- 1966، ثم انطلق وأحرز المركز الثالث في بطولة العالم التي أقيمت في ألمانيا الديمقراطية، وكان الأول فيها الأمريكي بوب جايدا والثاني هو المصري عبد الحميد الجندي، وأحرز المركز الرابع في بطولة العالم عامي 1970 والثامن عام 1971 في يوغسلافيا والسابع في فرنسا.
بغداد احتضنت البطولة عام 1972
وكانت بغداد هي مقر البطولة عام 1972 والتي أقيمت على صالة سينما النصر في بغداد، وأحرز علي الكيار المركز الثالث، اما الفريق العراقي فقد حل ثالثاً على مستوى البطولة الفرقية. وفي بطولة آسيا التي احتضنها العراق أحرز الكيار بطولة الأمم الآسيوية، إضافة إلى إحرازه البطولة الآسيوية في باكستان عام 1970 والمركز الثاني في البطولة التي أقيمت في الفلبين عام 1974، وكان بطل العرب والشرق الأوسط أعوام (1970- 1971- 1972)، وهو البطل العراقي الوحيد الذي احتفظ ببطولة العراق منذ عام 1965 لغاية اعتزاله عام 1975 من دون خسارة.
تعرض للاعتقال إبان انقلاب شباط الأسود
وعلى الرغم من عطائه الرياضي الكبير والامجاد التي حققها لوطنه ورياضته إلا أن انقلابيي شباط الأسود عام 1963 عملوا على اعتقاله لتوجهاته اليسارية وارتباطه بالحركة الوطنية وثورة تموز عام 1958. ورغم مضي عشرات السنين إلا أن اسمه لم يمحوه الزمن وظل خالداً في سجلاته وتراثاً رياضياً يفتخر به العراق.
رفض الكثير من فرص الاحتراف
كانت أيامه في المنافسات زاهية لأن كان رمزاً ونجماً رياضياً لامعاً، وعرضت عليه الكثير من فرص الاحتراف واستثمار جسمه وطاقاته وقابلياته في عالم الاحتراف، لكنه رفض كل تلك العروض والمغريات.
واليوم نستذكر في صفحتنا الرياضية لجريدة "طريق الشعب" هذا البطل الذي فارقنا إلى مثواه الأخير لنقول له وداعاً وسنبقى نتذكرك انت وكل المبدعين والأبطال.