اخر الاخبار

بدأت الرياضة العراقية مشاركتها في الالعاب الأولمبية في أولمبياد لندن عام 1948، أي انها تجاوزت السبعين عاما، ومع مضي هذه العقود السبعة نجد أن رياضتنا ما زالت تحبو ومشاركاتها فقيرة ومتواضعة في نتائجها. وكانت أفضل نتائجنا في دورة روما الاولمبية عام 1960 حيث أحرز الرباع عبد الواحد عزيز الميدالية البرونزية، وإحراز المركز الرابع في مسابقة كرة القدم في أولمبياد اثينا عام 2004.

بعد كل مشاركة نتوعد خيراً بالقادم

ومع كل مشاركة رياضية عراقية تظهر افكار ومقترحات وخطط وبرامج لإنقاذ الرياضة واصلاح حالها، وما أن نتجاوز الازمة وتهدأ الزوبعة حتى تعود الأمور على حالها (رجعت حليمة لعادتها القديمة). وكأننا ما خسرنا ولا فشلنا وكأنهم غير مشمولين بالحساب ولا التقصير لأنهم خارج الدولة العراقية وبعيدون عن حسابها وعقابها.

وبدلاً من السعي لتطوير ما حققناه في عام 1960 عندما حصلنا على ميدالية نحاسية إلا اننا تراجعنا وكأننا حققنا معجزة رياضية يوم حصلنا على ميدالية الاثقال، واشقائنا العرب كانت لهم في الدورات الاولمبية اللاحقة صولات وجولات وميداليات متنوعة، حيث حصل العرب منذ مشاركتهم الاولى في الاولمبياد منذ عام 1928 في امستردام وحتى دورة ريو دي جانيرو في البرازيل عام 2016 على 26 ميدالية ذهبية و27 فضية و55 نحاسية في ألعاب مختلفة، حيث حصلت مصر على 7 ذهبية و10 فضية و15 نحاسية لتتصدر جدول الميداليات العربية بـ 32 ميدالية. وجاءت المغرب بـ 6 ميداليات ذهبية و6 فضية و12 نحاسية. أما الجزائر فقد كان رصيدها 5 ميداليات ذهبية و4 فضية و8 نحاسية.

إبعاد الطارئين عن قيادة الرياضة

لقد عانينا من تراجع الرياضة وفشل القطاع الرياضي في اصلاح نفسه لأنه فيه الكثير من العيوب والنواقص والاخطاء، وقد تركت دون حلول، الامر الذي أبقى رياضتنا متأخرة، مقارنة بالدول المجاور التي كانت تتمنى أن ترتقي الى مستوانا وبقينا في القاعدة الاخيرة.

وإذا استعرضنا الواقع الرياضي العراقي لوجدنا أن المسؤولين وقادة الدولة لا يعيرون اهتماما جديا ويعتبرون الرياضة قضية ثانوية وليس قطاعاً مهما. والأمر الثاني هو عدم مراقبة هذا القطاع الحيوي والمهم والوقوف بحزم تجاه فساده وإهماله. أما الأمر الثالث فهو ضعف البنية التحية والقاعدة المادية من ملاعب ومنشآت رياضية وإن وجدت فهي غير موزعة بشكل عادل في عموم المحافظات. والأمر الرابع فهو العناية باختيار الكفاءات الادارية والفنية المختصة وابعادها عن المحاصصة الطائفية والحزبية والعمل على تقويم عملها وأدائها، وتعد مرحلة انتهاء الدورات الاولمبية كل 4 سنوات فرصة طيبة للمراجعة والتقييم.

الخطوات الجدية لإصلاح الواقع الرياضي

نعم، الرياضة وقطاعها بحاجة ماسة لثورة اصلاحية وتصحيح في مسارها حيث أن الكثير من الطارئين والانتهازيين وقناصي الفرص قد اخترقوا هذا القطاع، وهذا ما نجده واضحا في الاندية والاتحادات الرياضية، وعليه نقترح من أجل اصلاح حال الرياضة القيام بالخطوات التالية:

* تشكيل المجلس الأعلى للرياضة الذي يكون مسؤولا عن الرياضة وفعالياتها ويضم مجموعة من الخبراء والمختصين والأكاديميين في علوم الرياضة ويكون برئاسة نائب رئيس الوزراء وعضوية وزراء الشباب والرياضة والتربية والتعليم العالي والصحة وعمداء كليات التربية الرياضية وتحدد واجبات المجلس الاعلى بقانون.

* إصدار قوانين وتشريعات للمؤسسات الرياضية مثل الأندية والاتحادات الرياضية واللجنة الاولمبية وممثلياتها.

* ايقاف المشاركات الرياضية لمدة 4 سنوات وخاصة لفرق المتقدمين والمحترفين على أن تقتصر المشاركات على فرق الشباب والناشئين، لإكمال عمليات البناء والاعداد والتحضير.

* ايقاف الدعم الحكومي الرسمي للأندية والاتحادات الرياضية واللجنة الاولمبية ودعمها من خلال تخصيص الاراضي والمنشآت الاستثمارية وتحويلها الى مؤسسات منتجة.

ان هذه الخطوات ستساهم بالنهوض بالواقع الرياضي وتدفع به الى امام. اما أن تبقى هذه المؤسسات استهلاكية فإنها ستشكل عبئاً ثقيلاً على ميزانية الدولة. ندعو المختصين في الشأن الرياضي للمساهمة في الموضوعات الرياضية التي تخدم الرياضة العراقية.

عرض مقالات: