اخر الاخبار

تطل علينا الذكرى السادسة والستين لقيام ثورة 14 تموز عام 1958.. تلك الثورة الوطنية والتحررية والتي كانت استكمالا لثورة العشرين وما اعقبها من نضالات وطنية موجهه ضد الاستعمار واعوانه والتي أنهت حكم النظام الملكي الرجعي وخلصت الشعب العراقي من تسلط هذه السلطة المستبدة وسيطرة الاستعمار الغربي على العراق ونهبت خيارته.

إن هذه الثورة الخالدة كانت انعطافة تاريخية في حياة شعبنا وثمرة كفاحه المرير على مدى عقود طويلة من الزمن بعد أن عانى شعبنا من الظلم والتسلط والحرمان وسلب الحريات العامة وتكميم الأفواه الوطنية التي كانت تطالب بحقوق شعبنا وعلى مختلف الأصعدة إضافة إلى استعادة شعبنا لسيادته الكاملة على أرضه وثرواته بعد نجاح هذه الثورة الخالدة إضافة إلى الإنجازات والمكاسب التي حققتها ومنها إسقاط النظام الرجعي الموالي للاستعمار وإقامة نظام وطني واستبدال النظام الملكي الرجعي بنظام جمهوري إضافة إلى فك ارتباط العراق مع التحالف الامبريالي الرجعي وإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين وتشريع قانون لتوزيع الاراضي على الفلاحين إضافة إلى القوانين والتشريعات الأخرى التي ضمنت حقوق العمال والموظفين وبقية فئات وشرائح المجتمع العراقي بأجمعه التي طالما ناضلوا من أجل تحقيقها وتحملوا شتى المخاطر والاعتقالات والسجون .. الخ.

إن ثوره 14 تموز كانت منعطفا تاريخيا بين مرحلتين.. مرحلة الاستعمار والعبودية الأسود ومرحلة الاستقلال والتحرر وبناء المجتمع العراقي الجديد المبني على المساواة واحترام إرادة الشعب العراقي والحفاظ على سيادته الوطنية ومنح الحريات السياسية والفكرية.. ولم يكن سرا بأن معظم التظاهرات والانتفاضات الشعبية اندلعت إبان الحكم الملكي الرجعي كانت بقيادة الحزب الشيوعي العراقي ولم يقتصر الأمر آنذاك على السجن والأبعاد وملاحقة آلاف الشيوعيين العراقيين بل أعدم النظام الملكي الرجعي العديد من قادة حزبنا وفي مقدمتهم الرفاق فهد وحازم وصارم في شباط عام 1949 انتقاما لدور الشيوعيين في وثبة كانون عام 1948 التي وجهت ضربة قاضية التسلط البريطاني في العراق.. علما بأن السلطة الملكية الرجعية كانت ديمقراطية في المظهر ودكتاتورية في الجوهر وبواجهة برلمانية مزيفة إضافة إلى أنها كانت تعيش حالة عزله خانقة بسبب اضطهادها الجماهير الشعبية والأحزاب الوطنية وفي مقدمتها حزبنا الشيوعي العراقي.. وقد ساهم الشيوعيون العراقيون في الإعداد لهذه الثورة بصورة مباشرة من خلال رفاقه في حركة الضباط الأحرار وبصورة غير مباشرة بمشاركته في جبهة الاتحاد الوطني قبل قيام الثورة ومثل ما ساند قيامها في استقبال ودعم مطلقي.. كان حزبنا المبادر الأول قبل غيره لتثبيت اساساتها وتنفيذ منجزاتها حيث قامت جميع منظمات الحزب وامتداداته الداخلية والأممية لتعضيد هذه الثورة المباركة.

واليوم بعد مضي 66 عاما على قيام هذه الثورة المجيدة لم يتحقق للأسف الشديد لأبناء شعبنا ولو جزء بسيط من ما تحقق خلال فترة هذه الثورة ولنترك الآن الفترة المظلمة التي عاشها شعبنا العراقي وعلى مدى ثلاثة عقود ونيف تحت سيطرة النظام الدكتاتوري الفاشي لأنها معروفة للقاصي والداني ونتكلم عن ما بعد تغير هذا النظام الدكتاتوري والذي لم يكن على يد الشعب العراقي ومن خلال الاحتلال الأجنبي وتسلم مقاليد الحكم من قبل جهات غيبت آمال وتطلعات شعبنا العراقي وأصبحت المعادلة عكسية بالضبط، فعلى مدى واحد وعشرين عاما من سقوط النظام السابق ساءت أوضاع البلد يوما بعد يوم ودخل شعبنا في صراع مستميت من أجل البقاء حيث ثرواته وأمواله سلبت أمام عينه في وقت النهار وبدلا من تضحية هؤلاء المتنفذين بالحكم من أجل الشعب وكرامته وحريته بات الجميع في صراع من أجل البقاء على الكراسي والمغانم املأ منهم في الحصول على المزيد من أموال شعبنا الذي التف حوله الفقر و الحرمان والمرض وقله الخدمات والبطالة.. وأصبح هذا الشعب يصنف ضمن الشعوب الفقيرة والشعوب البلدان المجهولة المهجورة علما بأن بلدنا هو من أغنى بلدان وشعوب المنطقة.

المجد لثورة 14 تموز الخالدة في ذكراها السادسة والستين

الرحمة لكل شهيد من أبناء شعبنا سقط دفاعا عن تلك الثورة الخالدة وعن الوطن والشعب.

عرض مقالات: