اخر الاخبار

لاتزال العواقب المدمرة لأعمال تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)  باقية على الرغم من انتهاء خلافته التي اعلنها قبل عشر سنوات.

في 29 يونيو 2014، أعلن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) تأسيس دولة “الخلافة الإسلامية” في مسجد النور بمدينة الموصل بعد استيلائهم على المدينة. جاء هذا الإعلان نتيجة استمرار النشاطات الإرهابية للاسلام السياسي المتشدد في المنطقة بعد سقوط النظام الديكتاتوري في العراق عام٢٠٠٣ ، ومنها  تطوير مشروع أبو مصعب الزرقاوي وتأسيس تنظيم (التوحيد والجهاد) وعلاقاته بتنظيم القاعدة، وتشكيل (مجلس شورى المجاهدين) الذي كان يضم عدة تنظيمات إرهابية تحت مظلة واحدة.

أهم الأحداث والتأثيرات

  1. احتلال واسع للأراضي: في وقت قصير، سيطر داعش على مساحات واسعة من العراق وسوريا، بما في ذلك مدن رئيسية وموارد حيوية.

  2. الهجمات الوحشية على الأقليات: في 3 أغسطس 2014، شن داعش هجوماً مروعاً على سنگال، مستهدفاً الأقلية الإيزيدية بعمليات إبادة جماعية، وخطف الآلاف من النساء والأطفال وبيعهم في اسواق النخاسة الداعية.

  3. تشكيل تحالف دولي: في 14 سبتمبر 2014، تم الإعلان عن تحالف دولي لمكافحة الإرهاب بمشاركة 12 دولة، والذي توسع لاحقاً ليضم 87 دولة، مما ساهم بالتعاون مع قوات البيشمرگة في كوردستان العراق والقوات العراقية وقوات سوريا الديمقراطية في دحر داعش بحلول عام 2019، وتحول شعر داعش من (دولة الخلافة باقية) الى شعار الصبر واستمرار الجهاد.

  4. الأنشطة الإرهابية الوحشية: تميز داعش عن الجماعات الإرهابية الأخرى من خلال تجنيد أكثر من 40 ألف مقاتل من 110 دول، واستخدام تكتيكات وحشية بما في ذلك الذبح والحرق، ونشر ذلك عبر وسائل الإعلام بشكل منظم.

  5. تدمير التراث الحضاري: لم يكتفِ داعش بقتل الأبرياء، بل دمر أيضاً العديد من المعالم الأثرية التاريخية والحضارية، محاولاً محو التاريخ والثقافة من المناطق التي سيطر عليها.

  6. مهارات عالية في الدعاية والإعلام : استخدم داعش وسائل التواصل الاجتماعي بشكل فعال لنشر دعايته وكسب مؤيدين جدد من مختلف أنحاء العالم.

  7. ايجاد ظاهرة نساء الخلافة اللاتي لعبن دورا بارزا في الاعمال الإرهابية.

العواقب المستمرة

على الرغم من أن دولة الخلافة الاسلامية قد انتهت رسمياً في 2019، إلا أن آثارها لا تزال واضحة على الأرض. المناطق التي كانت تحت سيطرة داعش تعاني من تداعيات اجتماعية وسياسية معقدة وتهميش واضح، بما في ذلك إعادة بناء البنية التحتية، والمصالحة المجتمعية، ومحاكمة المجرمين، وإعادة تأهيل الضحايا والناجين.

فحتى الآن، لا يزال مصير آلاف الإيزيديين، الذين تعرضوا للإبادة الجماعية، غير واضح. ولم يتم إعادة تأهيل الضحايا بشكل كاف، ولا تزال الخلافات السياسية والوجود العسكري تعيق استقرار منطقة سنگال وعودة اللاجئين.

الوضع الحالي

  1. الإيزيديون والمختطفون: هناك آلاف من الإيزيديين ما زالوا مفقودين بعد تعرضهم للإبادة الجماعية من قبل داعش. ولم يتم تقديم العناية اللازمة للضحايا، ولم يُحاسب المجرمون بشكل كاف.
  2. الوضع الأمني: يوجد حوالي 15 ألف مسلح من داعش في سوريا والعراق، بالإضافة إلى 50 ألف عائلة من عائلات داعش في مخيم الهول تحت رقابة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، ما يمثل تهديداً أمنياً كبيراً.
  3. المحاكمات: لم تتم محاكمة المئات من مرتكبي جرائم الإبادة الجماعية في أي محكمة محلية أو دولية، مما يزيد من شعور الظلم وعدم العدالة.
  4. أنشطة داعش المستمرة: بالرغم من انتهاء الخلافة، تستمر أنشطة داعش الإرهابية. في عام 2023، نفذ التنظيم أكثر من 1121 عملية إرهابية في العالم تسببت في مقتل 4770 شخصاً، كما نفذت خلاياه في إفريقيا وولاية خوراسان عمليات مستمرة، بما في ذلك هجوم في موسكو في 22 مارس 2024.
  5. التهديد المستمر: داعش لا يزال يشكل تهديداً كبيراً لاستقرار كردستان والعراق والشرق الأوسط والعالم بأسره. هذا التهديد يعود إلى عدة عوامل من بينها المشاكل الداخلية للدول والفشل الدولي في حل الأزمات.
  6. بيئة خصبة للتطرف: بسبب غياب الحوكمة الجيدة والاضطرابات الداخلية، تبقى البيئة مواتية لنشاط الجماعات المتطرفة وإنشاء تنظيمات إرهابية جديدة.
  7. غياب التنوير والحداثة: عدم وجود عملية تنوير عقلانية ومدنية في مجتمعات الشرق الأوسط، بما في ذلك كردستان، يسهم في استمرارية وتأجيج الفكر المتطرف.

الضرورة الملحة

لا يمكن مواجهة هذا التهديد المستمر إلا بوجود مشروع سياسي واضح لمواجهة خطر الارهاب تتبناه قوى سياسية مدنية مخلصة للديمقراطية والحرية والتقدم الاجتماعي، تتعامل بجدية مع التحديات الحالية والمستقبلية وتعمل من أجل العدالة الانتقالية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الكردستاني

عرض مقالات: