اخر الاخبار

في الحادي والثلاثين من آذار من كل عام، يحتفل الشيوعيون العراقيون وأصدقاؤهم بذكرى عزيزة على قلوبهم إلا وهي ذكرى تأسيس الحزب الشيوعي العراقي.

ونستقبل هذا العام الذكرى التسعين لتأسيس حزبنا الذي لعب ولا يزال يلعب دورا مهما في تاريخ العراق الحديث وذلك من خلال استقطابه طاقات نضالية وفكرية كثيرة وخوضه معارك عديدة من أجل الاستقلال الوطني والتغيير وبناء الدولة المدنية الديمقراطيةن دولة القانون والمؤسسات والعدالة الاجتماعية.

الحزب الذي ولد ليبقى رغم كل المنعطفات عبر هذه السنين ولم ينحنِ امام كل أعاصير العهود البوليسية والدكتاتورية الفاشية ورغم كل القتل والتعذيب والتسقيط، لكنه في كل مرة ينهض كالأسد ليولد من جديد وبدم جديد وبالشباب مخيبا آمال كل السلطات الفاشية القمعية التي تكالبت عليه خوفا من نفوذه.

وقد كان حزبنا طيلة العقود الثمانية الماضية مساهما مع بقية أحزاب شعبنا الوطنية والديمقراطية في نضالات الشعب وهباته وانتفاضاته وثوراته وسائر معاركه المجيدة ومنها دوره المشرف في انتصار ثورة 14 تموز المجيدة عام 1958 واسقاط النظام الملكي الرجعي انذاك. وكان الحزب في مقدمة المضحين من أجل انتصار قضية شعبنا وتحقيق أهدافه. وقدم على هذا الطريق الآلاف من مناضليه وبضمنهم الكثير من قادته وكوادره يتقدمهم الرفاق فهد وحازم وصارم وسلام عادل وجمال الحيدري ومحمد صالح العبلي والذين قدموا حياتهم فداءً لقضية الشعب والوطن وعانى الآلاف غيرهم من صنوف الحرمان والآلام في سراديب التعذيب وفي السجون والمعتقلات وفي ظل ظروف الاختفاء والتشرد وغيرها من مظاهر التعسف والاضطهاد.

لقد اتسمت مسيرة الشيوعيين العراقيين الكفاحية في العقود الاخيرة وبالذات خلال فترة حكم نظام البعث الفاشي الذي أغرق شعبنا بالكوارث والمأسي والتي لم يشهد التاريخ لها مثيلاً، بعزم واقدام وطيدين في مواجهة أبشع دكتاتورية تسلطت على رقاب ابناء شعبنا في تاريخه الحديث، دكتاتورية هي الأكثر دموية وايذاءً للشعب وإضرارا للوطن.

لقد تعرض حزبنا خلال هذه الحقبة السوداء إلى حملات قمع وحشية استهدفت تصفيته عام 1978 وأدت هذه الحملات إلى سحق منظماته في طول البلد وعرضها. وبعد سقوط النظام الدكتاتوري عام 2003 ظهر مجددا إلى العلن الحزب الشيوعي العراقين واستطاع ان يحقق انتشارا واسعا بين أبناء الشعب العراقي وخصوصا بين اوساط العمال والفلاحين وشغيلة اليد والمثقفين وسائر أبناء شعبنا العراقي بسبب تعبيره الصادق عن أحلام الشعب في التحرر والتقدم والعدالة الاجتماعية.

ومنذ سقوط النظام الصدامي في عام 2003 ارتفعت في سماء المجد أعداد كبيرة من قادة وكوادر وأعضاء حزبنا على أيدي الارهابيين والتكفيريين، ومازال الحزب الشيوعي العراقي حتى يومنا هذا يقدم الشهداء فداءً للوطن ومازالت اغنية الحزب على شفاه مناضليه:

اليمشي بدربته شيشوف يا أبو علي .. لو موت لو سعادة

واحنه دربنه معروف يا أبو علي .. وألوفة عدنه عادة .

سوف نحتفل كلنا بهذه الذكرى العطرة على أرض الوطن، وسوف تسعد الجماهير الكادحة وفي كل بقاع ارض العراق في ذلك اليوم، متحدية كل أعداء حزبنا مهما كانت وتيرة حقدهم وخوفهم.  فالحزب الذي أسسه الشهيد الخالد يوسف سلمان يوسف (فهد) لن يختفي كما يتمنى الأعداء وإنما يزداد عزيمة وإصرار.

وهكذا فأن قوافل شهداء الحزب الشيوعي العراقي مثلت مصابيح مضيئة للمناضلين العراقيين من كل أطياف الشعب ويمثلون هؤلاء الشباب قاسما مشتركا لكل مكونات الشعب العراقي وستبقى دماء الشهداء الشيوعيين شعلة منيرة يحملها أحفاد أولئك الإبطال في ساحات النضال الطبقية والوطنية ملتصقين بحزبهم وشعبهم.

ألف تحية لحزبنا الشيوعي العراقي بمناسبة الذكرى (90) لتأسيسه

تحية إجلال واحترام لشهداء حزبنا الذين وهبوا حياتهم في سبيل وطن حر وشعب سعيد.

عرض مقالات: