تتفاقم وتتعمق وتشتد ازمة النظام وعلى كل الاصعدة، ولا يوجد افق واضح لحلها، مسببة تدهوراً لأوضاع بلدنا بشكل مستمر. ومثلما شخص حزبنا، لا تستطيع حكومة قائمة على نهج المحاصصة الطائفية انجاز شئ، يخدم المصالح الحيوية لشعبنا ووطننا، مما يعني بأن التغيير في ميزان القوى لصالح التيار المدني الديمقراطي، هو الكفيل بتحقيق التغيير الشامل واقامة الدولة المدنية الديمقراطية، على قاعدة العدالة الاجتماعية، دولة المواطنة وسيادة القانون.  

في انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة، لم يحقق تحالف قيم المدني، نتائج ومكاسب ملموسة. ويشكل هذا دليلاً على تدني الوعي السياسي والانتخابي، وتفشي الاحباط واليأس، اللذان خلقا شعوراً كبيراً بعدم جدوى المشاركة، وبالتالي اتساع ظاهرة العزوف عن الإقتراع.

ان المقاطعة وعدم ممارسة الناخبين لحقهم الانتخابي، لا علاقة لها بنا، بل هي تعبير حقيقي عن  رفض الجماهير لنهج المحاصصة الطائفية والاثنية. ولهذا، ينبغي ان لا يطاردنا هاجس عدم حصولنا على مكاسب ايجابية، لأن خسارة الأرقام لا تعني شيئاً كبيراً، علما بأن حزبنا قد حقق أمراً مهماً، حين استغل الحملة الانتخابية، ليضاعف نشاطه وعمله وسط الجاهير، التي هي اداة التغير، وهي من يصنع التأريخ، ناهيك عن كونها سياج الحزب.

اتفق تماماً مع تصريح الرفيق سكرتير اللجنة المركزية لحزبنا، بأنه لا يمكن اختزال العملية الديمقراطية بالانتخابات فقط، فالنتائج ليست نهاية التاريخ، بل هي تجربة سيستفاد منها حزبنا. ولهذا علينا أن ندرك بأن الانتخابات هي احد ميادين النضال السياسي المتعدد الأشكال، وهي احدى ساحات نضال حزبنا من اجل التغير الشامل، وهي ميدان صراع سياسي فكري بأمتياز، وانها نضال تراكمي.

ان اهمية الحصول على مقاعد، لا ترتق لإهمية خلق ركائز بين الجماهير والعمل في وسطها وايصال برنامج الحزب وسياسته ومواقفه الى كل قطاعات الشعب، من اجل كسبهم ورفع مستوى وعيهم بقضاياهم العادلة.

بالتأكيد سيكون لحزبنا موقفا نقديا جريئاً للحملة الانتخابية، وسيّقيم التجربة بنجاحاتها واخفاقاتها ويشخص جوانبها السلبية والايجابية ويرسم في ضوء ذلك البديل الايجابي لانتخابات قادمة .

علينا هنا ان ندرس الخلل، وما إذا كان في المقاطعة الواسعة، واراها السبب الارأس، ام في التعبئة والتحريض، في الدعاية والاعلام، في التحالف مع قوى ليس لديها قاعدة جماهيرية، في اختيار ممثلين غير مناسبين لحزبنا كمرشحين. كما علينا أن نشخص تأثير الدولة العميقة النفوذ والمال السياسي واخطاء مفوضية المحاصصة التي فصّلت على مقاس طغمة الفساد، وتأثير عدم تنفيذ قانون الاحزاب، وانتشار السلاح المنفلت، واستخدامه للتهديد والوعيد، كأسباب اضافية للعزوف عن المشاركة بالانتخابات .

اعتقد ان حزبنا لعب دورا مميزا في التعبئة والاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي والفضائيات وصياغة الشعارات، وخاصة (جايين نغيّر) واللقاءات الميدانية مع المرشحين والرفاق في قيادة الحزب .

انا اعتقد انها تجربة غنية بالدروس سيعمل حزبنا على تعزيزها ومضاعفتها لتكون خارطة طريق للانتخابات القادمة.

عرض مقالات: