اخر الاخبار

في البلدان الرأسمالية المتطورة مثل بريطانيا العظمى، فرنسا، وألمانيا، يأتي التهديد الأكبر بالإرهاب من القوى النازية والفاشية الجديدة، او ما توصف بالإعلام التقليدي باليمين المتطرف، إلا أن توصيف الإرهاب في الوعي المجتمعي يرتبط في الغالب بالأعمال التي تنفذها مجموعات او افراد ارهابيون اسلامويون. ويميل الاعلام التقليدي الى استخدام مصطلح “الإرهاب” بهذا المعنى. وعندما يتعلق الأمر بعمليات ينفذها فاشيون جدد، فإن الاعلام السائد يصاب بالفزع من إطلاق نفس التوصيف.

الارهاب والصحافة

ان هذا الاستخدام الأحادي لمصطلح “الإرهاب” يرجع أيضًا إلى عدم وجود تعريف متفق عليه من قبل الجميع. هناك اتفاق واسع على أن الإرهاب هو وسيلة لتحقيق أهداف سياسية بواسطة العنف الجسدي والفكري، وبالتالي فهو وسيلة تعبوية ايضا. وبمعنى آخر فإن الإرهاب وسيلة لإيصال رسائل متنوعة. ما هو الدور الذي تلعبه الصحف ووسائل الإعلام الأخرى في استراتيجية المعلومات التي يعتمدها الإرهابيون؟ تناولت دراسة صدرت اخيرا عن مركز أبحاث السياسة الأمنية ومقره معهد رويال يونايتد للخدمات في لندن، هذا السؤال.

والدراسة هي إجابة على سؤال: هل سيكون هناك إرهاب، إذا لم تتناوله تقارير وسائل الإعلام الجماهيرية؟ هذا ما اشارت اليه إليزابيث بيرسون، المحاضرة في مركز أبحاث التهديدات الإلكترونية في جامعة ويلز، عند عرضها التقييمي للدراسة في 4 اذار الفائت في لندن.

يبرز السؤال للواجهة بعد حدوث هجمات إرهابية، كما حدث بعد الهجوم الإرهابي في 2 تشرين الثاني في فيينا، والذي نفذه أحد أنصار داعش وتسبب في وقوع 4 ضحايا. لقد وقع عشرات الآلاف على نداء لسحب الدعم المالي العام لوسائل الإعلام التي تسمى بـ “الشعبية”، بعد نشر وسائل اعلام نمساوية فيدو عن الجريمة عده الموقعون اعلان مجاني للإرهاب.

قواعد التعاطي مع الهجمات الارهابية

تبحث الدراسة الحالية: إلى أي مدى تستخدم الصحافة البريطانية الإرهاب أو تتصدى له. تقر كاتبة الدراسة جيسيكا وايت بأن السكان يريدون تقارير فورية ومفصلة عن الهجمات الإرهابية، وهذه التقارير لها آثار إيجابية، وسلبية غير مقصودة على المجتمع. لذلك تقترح وايت أن تقوم هيئات التحرير بوضع قواعد سلوك بشأن كيفية تناول الهجمات الإرهابية. يجب أن تتلقى وسائل الإعلام تدريباً منتظماً على هذه القضايا والأسئلة الأخلاقية المرتبطة بالهجمات الإرهابية. ان مثل هذه المقترحات ليست جديدة تماما. منذ سنوات تم تقديم طلبات وأفكار إلى الحكومة البريطانية، وتمت مناقشتها في النقابات العمالية ومجموعات الراي العام الأخرى. واخذت وسائل الإعلام الجادة بما تمخضت عنه هذه المناقشات.

وتوصي الدراسة بتحسين التواصل بين الشرطة وهيئات التحرير من أجل فهم أفضل. ولا تتحدث الدراسة عن كيفية التعامل مع المعلومات والبيانات الصادرة عن المنظمات الإرهابية.

في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، تراجعت أهمية وسائل الإعلام الكلاسيكية بالنسبة للإرهابيين نظرا لأهمية قنواتهم الخاصة، مثل تلغرام، التي تعد أداة تواصل مهمة لمنظمات مثل داعش.

وفق استطلاع أجرته مجلة إيكونوميست البريطانية، فقد انخفض خطر الإرهاب في جميع أنحاء العالم منذ عام 1992. وفي المقابل، تزايدت هذه المخاطر، منذ الهجمات الإرهابية في 11 أيلول 2001 في الولايات المتحدة. ان هيئات التحرير ليست مسؤولة عن الإرهاب، لكنها تؤثر في حدود توصيف الإرهاب وعمق إدراك تهديده.

وفق جريدة الغارديان، استطاعت المخابرات البريطانية افشال 3 هجمات إرهابية خلال الـ 12 شهرا الماضية، عمليتين خطط لها ارهابيون اسلامويين، والثالث لليمين المتطرف. وانخفض عدد المعتقلين بتهم الإرهاب من 282 في العام السابق إلى 185، اي أقل مما كان عليه في عام 2011. وبالمقابل ازداد عدد المدانين بموجب قانون مكافحة الإرهاب من أنصار اليمين المتطرف، وحقق رقما قياسيا في العام الفائت بلغ 42 مدانا.

عرض مقالات: