اخر الاخبار

في الانتخابات المحلية التي جرت في 28 أيار الفائت، تلقى تحالف يسار الوسط الاسباني الحاكم المكون من الحزب الاشتراكي (ديمقراطي اجتماعي) وتحالف اليسار، انتكاسة شديدة في 12 من أصل 17 منطقة حكم ذاتي وبلدية. وحقق حزب الشعب اليميني المحافظ مكاسب كبيرة في كل مناطق الحكم الذاتي وفي العديد من البلديات البالغ عددها قرابة 8100 بلدية

وازاح حزب فوكس الفاشي تحالف “معا” اليساري، المشارك في التحالف الحاكم في الحكومة الاسبانية، من المركز الثالث، وضاعف عدد نوابه ثلاث مرات ودخل جميع برلمانات مناطق الحكم الذاتي. وفي 5 مناطق، يحتاج المحافظون التحالف مع الفاشيين ليحكموا. وهذا هو الحال أيضًا في العديد من برلمانات المدن والبلديات المحلية. وشدد زعيم الحزب الفاشي سانتياغو أباسكال بثقة على أن حزبه أصبح الآن لا غنى عنه في “النضال ضد الاشتراكية وضد الشيوعية”. وقد طالب حزب الشعب بـ “ميثاق وطني” ليحكم الحزبان شراكة في المناطق التي فاز فيها اليمين.

وبعد فرز 97 في المائة من الأصوات حصل حزب الشعب على 31,47، يليه الحزب الاشتراكي بـ 28,18 في المائة.

خسائر صعبة لقوى اليسار

تعرضت القوائم على يسار الحزب الاشتراكي: حزب بودوموس، اليسار الاسباني المتحد، الذي يمثل الحزب الشيوعي الاسباني قوته الرئيسية، وقوائم ماس مدريد، كومبروميس، والكومون، لخسائر فادحة. لقد فشلوا في صد عاصفة القوى الرجعية في مدريد وفالنسيا. وربما تمثل هذه الانتخابات نهاية الدورة التي بدأت في عام 2015 بصعود حزب بوديموس وجلبت القوى اليسارية إلى رئاسة العديد من البلديات.

خسرت عمدة برشلونة اليسارية أدا كولاو موقعها لصالح العمدة السابق وحزبه القومي، وحلت قائمتها ثالثا في برلمان المدينة.

الخسارة الأكثر ألما لليسار حدثت في منطقة فالنسيا، حيث قاد سابقًا الحكومة الإقليمية. وتمثل الهزيمة في فالنسيا انتكاسة خطيرة للتحالف اليساري الوطني الجديد „سومار”، الذي تريد بواسطته نائبة رئيس الوزراء الإسباني ووزيرة العمل الشيوعية يولاندا دياز حشد جميع القوى على يسار الاشتراكيين في الانتخابات البرلمانية المقبلة.

تراجع رغم الإنجازات

إن هزيمة أحزاب التحالف الحاكم هي أكثر إثارة للدهشة بالنظر إلى أن الائتلاف قد حكم إسبانيا بشكل جيد: قانون عمل حد بالفعل من العمالة غير المستقرة؛ سياسة اجتماعية وإعادة توزيع سمحت للبلاد بالتمسك بموقفها خلال ازمة الوباء؛ الدفاع عن الخدمات الأساسية للرعاية الاجتماعية والرعاية الصحية والتعليم العام، والتي تعرضت لهجوم شديد من قبل اليمين؛ والسياسة الأكثر تقدمية في أوروبا في مجال الحقوق والتغييرات التي تطالب بها الحركة النسوية؛ وأخيرًا، القرار الأكثر أهمية بشأن استخدام الأموال في خطة البناء والمرونة، وتخصيص حصة اسبانيا من الأموال الأوروبية نحو انتقال بيئي حقيقي.

ان خسارة أحزاب التحالف الحاكم يمكن ارجاعها إلى الصراعات بين اليمين واليسار داخل الحزب الاشتراكي، حيث طالب يمين الاشتراكيين بأنهاء التحالف مع اليسار، واقترح تشكيل حكومة “وحدة وطنية”. وكذلك الصراعات الفكرية والتنظيمية داخل قوى اليسار الرئيسية، والتي لم تكن مرتبطة بأداء الحكومة.

انتخابات عامة مبكرة

رد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز على الهزيمة الانتخابية بحل البرلمان والدعوة إلى انتخابات مبكرة في 23 تموز. وكان من المقرر إجراء الانتخابات في كانون الأول المقبل. وبهذا القرار يريد سانشيز تجاوز صدمة ناخبيه من النتائج وتجنب المتاعب لأشهر داخل حزبه وخارجه.  وكذلك الضغط على قوى اليسار على الاتفاق على قائمة واحدة، لتشكيل حكومة ائتلافية تقدمية جديدة.

المطلوب وحدة قوى اليسار

إن قرار الذهاب إلى انتخابات مبكرة أحبط استراتيجية يولاندا دياز في محاولة إعادة تجميع القوى على يسار الحزب الاشتراكي في إطار مشروع سومار. كان خطتها تشمل التفاوض خلال الصيف والبدء في ايلول بانتخابات أولية تهدف للتقارب بين القوى وتعبئة الناخبين اليساريين. تم الآن تقليص كل هذا في فترة زمنية قصيرة جدًا، أمامها الآن أسبوع واحد فقط لمحاولة تجميع طيف اليسار الواسع، الذي يضم أكثر من 15 حزبا ومنظمة.

ساعد الإخفاق الانتخابي والإعلان عن انتخابات برلمانية مبكرة الأحزاب الرئيسية على إظهار رغبتها في التوحد. أرسلت السكرتيرة العامة لبوديموس، إيون بيلارا، بعد اعلان الذهاب إلى انتخابات مبكرة رسالة إلى رئيس الوزراء: “أريد أن أخبرك أننا نعمل على إيصال الرسالة المنتظرة إلى المواطنين التقدميين، حتى يتم توحيد هذا الفضاء للفوز، وللحكم بمزيد من القوة”.

من جانبها قالت يولندا دياز: “من هذه اللحظة نعمل على الفوز في 23 تموز. وأنا أقبل التحدي”.  ولم يتضمن تصريحها دعوات للوحدة، لكن مصادر مقربة منها، قالت إن قنوات الاتصال مفتوحة بالفعل والاتصالات مستمرة.

وعلى ما يبدو، وفي تناغم واضح، نشر ألبرتو غارزون المنسق الاتحادي لليسار الاسباني المتحد تغريدة، في الوقت نفسه: “سندافع عن الإنجازات الاجتماعية لكل هذه السنوات وسنعمل على تقديم اقتراح لدولة تسمح لنا بالقيام بذلك. أوقفوا الموجة الرجعية “. وأصدرت قيادة اليسار المتحد بيانًا يحلل “النتيجة الكارثية” للانتخابات، أكد على انه بواسطة مجموع المنظمات السياسية والمجتمعية” سيكون من الممكن التوصل إلى “بديل جاد ومثير ومفهوم لبناء” دولة”. و: “إن مشاركة سومار في الانتخابات ومرشحتها يولاندا دياز هو أفضل فرصة لتقديم هذا المشروع للبلاد والفوز بالانتخابات البرلمانية”.

عرض مقالات: