اخر الاخبار

شكّل النجاح الانتخابي لقائمة “الحزب الشيوعي النمساوي+” في انتخابات في ولاية سالزبورغ في 23 نيسان الفائت مفاجئة للجميع. لقد حقق الحزب أفضل نتائجه الانتخابية على جميع الصعد، وحصل الحزب وفق النتائج النهائية 11,66 في المائة، بزيادة قدرها 11.35 في المائة. وفي عاصمة الولاية حل الحزب ثانيا بحصوله على 21,51 في المائة بزيادة قدرها 20,32 في المائة. وبهذه المناسبة أجري موقع الحزب لقاء مع غونتر هوبفغارتنر المتحدث الاتحادي للحزب (سكرتير الحزب) عرض فيه رؤية الحزب وتقييمه الأولي لهذا النجاح الكبير. فيما يأتي عرض لأهم ما ورد في هذا الحوار.

أسباب النجاح

في الأسابيع الأخيرة التي سبقت الانتخابات، كان التوقع عودة الحزب إلى برلمان الولاية، بعد ان غادره في عام 1949، ولكن لم يتوقع أحد حصول القائمة على أكثر من 9 في المائة. على الرغم من التجاوب الإيجابي مع الحزب خلال الحملة الانتخابية، وخصوصا مع مرشح القائمة الأول كاي مايل دانكل، إلا أن السؤال عن مدى احتمال التعبير عن نقد الأحزاب الأخرى في التصويت لصالح الحزب الشيوعي كان حاضرا.

أما أسباب النجاح الرئيسية فهي: عمل الرفاق الشاق بثبات، في مواقع السكن والعمل، لفترة طويلة، استمعوا خلالها للشارع، بواسطة الاستشارات الاجتماعية، ومجاميع عمل تناولت مواضيع الساعة بالنسبة للناخبين، والعمل على أساس النتائج والخلاصات التي تم التوصل اليها. لقد جرى تطوير العديد من الموضوعات والمقترحات والحلول مباشرة على أساس المناقشات مع الناس المعنيين بالمشاكل قيد النقاش.

وبالتالي تم بناء ثقة، وكان واضحا ان نشطاء الحملة يستعمون للذين لا يجدون من يسمع همومهم. ولم يجر الادعاء بحل المشاكل، بمجرد التصويت للشيوعيين.

إن إشراك الناس في مناقشة المشاكل وجرهم لخوض الصراع المباشر، ووضع الحلول الممكنة، هذا ما يعنيه الشيوعيون في النظرية المجردة “تنظيم الطبقة وفق لمصالحها”. يمكن أن يكون هذا أيضا شيئا “عاديا” مثل سبل تنظيم الاستشارات، وكيفية ملء نماذج استمارات معقدة، أحيانا بشكل مقصود، للحصول على المنح والمساعدات الاجتماعية، لكي يحصل المستفيدون منها على حقوقهم.

في كل هذه المناقشات والمشاورات، أصبح مرشحو القائمة على دراية بحجم مشكلة الإسكان المتفجرة في سالزبورغ.. وعمق تأثيرها سلبي على حياة الكثيرين. وكيف ان الأمر مرتبط بالقضايا الاجتماعية الأخرى وأن المشكلة هي ليست غياب الحلول، بل ان الأحزاب الأخرى، وعلى الرغم من تناول القضية في الحملة الانتخابية، ستبذل قصارى جهدها لدفن الحلول الممكنة في أدراج المكاتب بعد نهاية التصويت مباشرة.

وفق هذه الرؤية، تمكن رفاق سالزبورغ من تطوير الاستراتيجية المزدوجة الناجحة والتي يمكن وصفها بـ “ساعدة وتحدث”. بعبارة أخرى، تقديم المشورة والمساعدة الملموسة جنبا إلى جنب مع دعم تنظيم المتضررين للنضال من أجل مصالحهم.

وأخيرا، الوعد بطرح كل ما تم تعلمه في المشاورات والأنشطة المشتركة عن مصالح الناس داخل البرلمان. وممارسة وظيفة رقابية مزعجة للحاكمين، بحيث يتم الوفاء بالوعود وتؤخذ مصالح الناس في بنظر الاعتبار خلال العمل البرلماني. حتى يعرف الناس بالخارج ما يجري داخل البرلمان، ويسمع العاملون داخل البرلمان هموم الناس وما يثير اهتمامهم.

عوامل أخرى

لقد لعب اختيار مرشحي القائمة دورا مؤثرا، لقد تميزوا بالتزام وأداء الأدوار المختلفة بشكل لا يصدق. وفي الوقت نفسه، أعادوا بناء الحزب في سالزبورغ، وتم ربط الحزب بالأوساط التي تستهدفها سياسته، وطيلة أشهر عديدة، اوصلوا هذه السياسة بشكل فعال إليهم. لقد كان ذلك مثيرًا للإعجاب،

وربما مرهقا أيضا. بالإضافة إلى نجاح الرفاق في جعل الانتخابات في سالزبورغ مشروعا مشتركًا لمجموع الحزب والمنظمات الصديقة.

لقد ساعد مئات النشطاء رفاق سالزبورغ في جمع تواقيع التأييد وفي الحملة الانتخابية.

رؤية منهجية

وهذا يوضح أفضلية مفهوم الحزب الذي يوصف بـ “الحزب الجامع”. لقد تم الاتفاق في مؤتمر الحزب الأخير على أن وقت “الحديث عن بعضنا البعض” وأولوية النقاش الأيديولوجي يجب أن تتراجع لصالح “العمل معا”. هذا لا يعني عدم خوض مناقشات نظرية، ولكن يجب قياس هذه المناقشات بالممارسة. في هذا الصدد، لم تعد نظرتنا الأولى داخل الحزب هي الاختلافات الأيديولوجية، بل ما يمكننا القيام به معا. في هذا العمل المشترك، يتم بعد ذلك وضع العديد من الاختلافات في منظورها الصحيح بسرعة كبيرة، لأن السياسة لم تعد موجهة نحو كائن مبني بشكل مجرد، بل تتطور مع موضوعات ملموسة.

ولاية سالزبورغ

سالزبورغر لاند: ولاية اتحادية نمساوية عاصمتها مدينة سالزبورغ. يبلغ عدد سكانها 555,221 نسمة وتحتل مساحة 7,154 كلم². تتميز بمناظرها الطبيعية الخلابة وذلك لوجودها بقرب سلسلة جبال الألب. تتميز مقاطعة سالزبورغ بسلسلة من البحيرات العذبة، وتسمى بالمثلث الذهبي. تقع سالزبورغـر لاند على ضفاف نهر سالزاخ على الحدود الشمالية لجبال الألب، وهي مجاورة لمقاطعة بافاريا الألمانية. وعاصمتها مدينة سالزبورغ رابع مدن النمسا. والولاية من المراكز السياسية المهمة في أوربا.

عرض مقالات: