اخر الاخبار

قبل عشرين عاما تم إطلاق برنامج حكومي لحقوق الإنسان في البرازيل. وركّز البرنامج على مكافحة العنصرية، عبر حزمة من التدابير التي تهدف إلى الحد من عدم المساواة العرقية. في 21 اذار الفائت، جرى الاحتفال بهذه المناسبة، بحضور الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا. وقال لولا عن السياسات العامة التي دشنها في بداية ولايته الأولى (2003-2009): “لن تصبح أي دولة في العالم ديمقراطية على الإطلاق طالما أن الفرص تمنح، التي تُمنح للناس في الحياة، استنادا الى  لون البشرة”.

برنامج عام 2003

بعد تسعة أيام من تنصيبه رئيسا للجمهورية للمرة الأولى، في الأول من كانون الثاني 2003، أصدر لولا القانون رقم 10.639، والذي بموجبه تم إدراج التاريخ والثقافة السوداء إلزاميًا في مناهج المدارس الابتدائية والثانوية في جميع أنحاء البرازيل. كان هذا القانون إنجازًا رئيسيًا للحركة السوداء واستجابة لمطالب الاعتراف والتقدير لتاريخ وثقافة السود في البلاد. وفي آذار من نفس العام، تم إنشاء وزارة “تعزيز المساواة العرقية”، لتنسيق تدابير الحد من الحرمان العرقي وتنفيذ برامج الدعم في مختلف المجالات مثل التعليم والصحة والعمل والثقافة.

كوتا للسود في الجامعات

كانت الخطوة المهمة الأخرى هي العمل بنظام الكوتا في الجامعات الحكومية، لفسح المجال امام غير البيض للحصول على مقعد دراسي بعد إتمام الدراسة الثانوية. وقد تم العمل بهذا النظام في جامعة ولاية ريو دي جانيرو في عام 2001، وحذت حذوها لاحقًا مؤسسات التعليم العالي الحكومية في أجزاء مختلفة من البلاد. وأشارت وزيرة “تعزيز المساواة العرقية” في الحكومة الحالية، أنيل فرانكو، إلى هذا التدبير المهم لتكافؤ الفرص في خطابها في الحفل: “لقد تم قبولي في الجامعة بفضل نظام الكوتا وأنا فخورة به. لقد استفاد جيلي من هذه الإجراءات ونرى النتيجة اليوم: لم يتم تعيين موظفين في الوزارات في هذا البلد من قبل من السود كما كان في عام 2023. لكننا ما زلنا قليلين للغاية، ونحتاج إلى المزيد. نحن نشكل 56 في المائة من سكان هذا البلد”. وتضمنت الإجراءات الأخرى التي تم تقديمها في اطار مكافحة العنصرية، تخصيص فرص توظيف للمواطنين السود في الوظائف العامة التي يتم الاعلان عنها، بالإضافة الى تدابير لاستذكار وتكريم ثقافة السود، وتشريع قوانين تجرم التمييز العنصري، وإقرار أسس لتعزيز المساواة. وعبرت الوزيرة عن خالص تقديرها لزملائها السابقين في الوزارة التي تقودها حاليا: “بلا شك، كانت السنوات العشرين الماضية هي الأكثر أهمية بالنسبة للسكان السود. الجذور العميقة تخلق أشجارًا قوية، مثلما فعلت الوزارة. أعطت الحكومة الفيدرالية أولوية قصوى لمكافحة العنصرية”.

حزمة جديدة من التدابير

في الاحتفال، أعلن لولا عن سلسلة من الإجراءات العامة التي سيتم تنفيذها عبر القطاعات بالتعاون مع الوزارات الأخرى. وان الحكومة منفتحة على الحوار مع المجتمع المدني وحركات السود وحركات حقوق الإنسان. وأكد الرئيس أن إعادة بناء البلاد بسياسات عامة شاملة مهمة لا مفرّ منها. وتأكيدا لتصريحاته، وقع لولا خمسة مراسيم: تخصيص مناصب شاغرة في الإدارة الفيدرالية، وإنشاء مجموعة عمل بشأن برنامج التمكين الجديد للدولة، وتشكيل مجموعة عمل الشباب الأسود الحيوي، وإنشاء مجموعة عمل ضد العنصرية الدينية. وأخيرًا، وقع الرئيس سندات ملكية مناطق كويلومبوس السابقة، ممثلة بأربع بلديات شارك ممثلوها في الاحتفال.

عرض مقالات: