اخر الاخبار

يترقب السودانيون نهاية هذا الشهر كموعد مضروب لنهاية حكم العسكر الذي استاثر بجل مرحلة ما بعد الاستقلال. فقد اعلن خالد عمر الناطق الرسمي باسم العملية السياسية في مؤتمر صحفي مساء السبت الماضي ان اتفاقا مع المكون العسكري وفي اجتماع حضره الفريق عبد الفتاح البرهان قائد الجيش ونائبه محمد حمدان دقلو قد حدد ان يكون الاول من الشهر القادم موعدا نهائيا للتوقيع علي الاتفاق النهائي  وفي السادس منه يتم اعلان الدستور الانتقالي  فيما يتم يوم ١١ منه اعلان الحكومة .

لكن وراء الاكمة – كما يقال - ما وراءها . فعلى الرغم من ان عبد الفتاح البرهان كان قد اعلن بان القوات المسلحة قررت الانسحاب من السياسة تاركة الامر للمدنيين، وكرر نفس الالتزام في لقاء جماهيري آخر يوم الاحد الماضي، لكن هناك ملاحظات بشأن هذه التصريحات تثير شكوكا مبررة في مواقف العسكريين الممسكين بالحكم.

على الجانب الاخر اعلنت قوى الحرية والتغيير - الكتلة الديمقراطية رفضها التوقيع علي الاتفاق النهائي بحجة انها لم تشارك في وضعه، رغم موافقتها على كثير من البنود التي وردت في الاتفاق الاطاري الموقع عليه نهاية العام الماضي. وكان الجناح الاخر في الحرية والتغيير - المجلس المركزي قد اعلن من قبل موافقته على مشاركة حركتي جبريل ومناوي، ولكنه شدد على رفضه اغراق العملية السياسية بعناصر من خارجها . في حين اكدت الكتلة الديمقراطية عدم موافقتها التوقيع علي اي اتفاق سياسي بشكل جزئي .

وكان محمد حمدان دقلو قد اجتمع في الايام القليلة الماضية مع كيانات غير موقعة على الاتفاق الاطاري . وتجيء الخطوة بعد توتر ساد العلاقة بين الجيش وقوات الدعم السريع حبست على اثره الخرطوم انفاسها . وهو خلاف علي خلفية الموقف من الاتفاق الاطاري الذي اعلن حميدتي وقوفه الى جانبه وبنفس القوى الموقعة عليه، في حين طالبت قيادة الجيش بفتحه لتوقعه جهات اخرى وان كانت لم تسمها ولكنها معروفة. ويتناغم موقف حميدتي مع موقف قوى المجلس المركزي. لذلك سافر الرجل وكذا قيادات من المركزي الى دولة الامارات العربية وعادوا بتوصيات تفيد عدم الدخول في صدام مع الجيش وضرورة تطعيم فريقهم بعناصر من خارجه .

كما استدعت الامارات في وقت لاحق كلا من حميدتي والبرهان كلا على حدة،  ورشح أيضا في صحف الخرطوم الصادرة يوم الاثنين الماضي موقف الولايات المتحدة الامريكية الداعي الى تصفية الخلاف بينهم والمحذر من ان واشنطن ستفرض عقوبات على الطرف الذي يعرقل تنفيذ الانفاق النهائي .

لكن بشائر قرب نهاية حكم العسكر، التي هرمت اجيال عديدة من السودانيون في انتظارها، تجيء اليوم في ظروف امنية بالغة التعقيد، تتميز بانتشار جيوش الحركات المسلحة وسط المدن بما فيها الخرطوم، عكس ما نص عليه اتفاق جوبا الذي اوصى بنشرها خارج اماكن وجود المدنيين . كما انها تقوم بانشطة مخالفة للقانون. فقد قامت حركة تمازج بمهاجمة قسم شرطة الخرطوم شمال، وحررت احد اتباعها الموقوف في قضية جنائية.  ورصد تقرير للأمم المتحدة قبل شهور قليلة قيام حكة مناوي بانشاء اقسام للحجز موازية لمخافر الشرطة  وانها تتحصل الضرائب والمكوس من التجار والمدنيين في المعابر الحدودية. 

ويفيد التقرير بان وجود اعداد كبيرة من جيوش الحركات وانتشار السلاح الذي بلغ ٣ملايين قطعة سلاح قد جعلا الاقليم معبرا لكل انواع التجارة غير المشروعة  والجريمة العابرة والارهاب. 

وهي كلها انشطة تستدعي تقوية القبضة الامنية واطلاق يد القوات المسلحة، مما يلقي ظلالا من الريبة والشك بانها ستكون بعيدة عن السلطة. ومع ذلك لا يريد الكثير من  اهل السودان ما يفسد عليهم بهجة يومهم بالتاكيد على ذهاب العسكر الى الثكنات .

عرض مقالات: