اخر الاخبار

اختتمت القمة السابعة لمجموعة دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي Celac في العاصمة الأرجنتينية بونس ايرس، يوم الثلاثاء الفائت بإعلان ختامي. وحضر الاجتماع، لأول مرة، ممثلو جميع الدول الأعضاء البالغ عددها 33. ومثل وزراء الخارجية البلدان التالية: إكوادور والمكسيك ونيكاراغوا وبيرو وفنزويلا.

وتأسست المنظمة في عام 2010، وتضم جميع بلدان أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي باستثناء الولايات المتحدة وكندا.

وكان موضوع القمة الرئيسي هو التكامل الإقليمي. وتنص الفقرة الأولى من البيان الختامي على ما يلي: “نعيد التأكيد على التزام أعضاء المنظمة بالدفع بحزم لعملية الاندماج مع تعزيز الوحدة والتنوع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي لشعوبنا”.

لحظة مواتية

وتعتبر اللحظة الراهنة مواتية بشكل خاص لتعزيز عملية الاندماج، حيث تقود العديد من البلدان الأعضاء قوى تقدمية ويسارية. بالإضافة الى عودة البرازيل، بزعامة لولا، لدورها النشط في المنظمة بعد غياب خلال عهد الرئيس اليميني المتطرف جاير بولسونارو.

ولسد “الفجوة بين الخطاب والواقع”، اقترح الرئيس الكولومبي غوستاف بترو مشاريع ملموسة، بما في ذلك التوسع والتعاون في توليد الطاقة المتجددة وشبكات الطاقة، لمعالجة تغير المناخ، الذي اعتبره أكبر مشكلة تواجه البشرية. وقد تم تضمين هذا الاقتراح في البيان الختامي للقمة.

ودعا إلى التصنيع المستمر في المنطقة: “لا يتعين علينا أن نكون مصدرين للنفط والفحم مثلما كنّا في الماضي مصدرين للذهب في ظل نفس النظام الاستعماري قبل خمسة قرون”. ووصف الهجرة بأنها مجال مهم آخر للتعاون.

توافق واختلاف

وعكست القمة خلافات سياسية، اذ انتقد الرئيس التشيلي غابرييل بوريك، وطالب حكومة نيكاراغوا “بالإفراج عن السجناء السياسيين”، وفنزويلا باجراء “انتخابات حرة”، و”إنهاء العنف ضد السكان” في بيرو. وبذلك اتفق بالإطار العام مع رئيس الأورغواي لاكالي بو، الذي استنكر عدم احترام بعض الدول المشاركة لحقوق الإنسان، في إشارة إلى فنزويلا ونيكاراغوا وكوبا.

وتوافق غالبية الدول الأعضاء على أن تصبح دولهم أكثر استقلالية عن الولايات المتحدة. وعلى رفض منظمة الدول الأمريكية Aos التي تهيمن عليها الولايات المتحدة بشكل متزايد، والتي لم تتم دعوتها للمشاركة في اعمال القمة. وانتقد الرئيس الكولومبي منظمة الدول الأمريكية لدعمها للانقلابات، ما أدى إلى فقدان الثقة بالمنظمة. واتهمت رئيسة جمهورية هندوراس زيومارا كاسترو، منظمة الدول الأمريكية بـ “الفشل”.

في خطابه، أكد الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا أن المنطقة “يمكن أن تسهم بشكل واضح في نظام عالمي سلمي قائم على الحوار وتعزيز التعددية والبناء الجماعي لتعددية الأقطاب”. وأكد أن البرازيل “عادت إلى العالم”. ودعا إلى “توحيد الجهود لمواجهة تحديات تغير المناخ”، ودعا إلى “الحد من التفاوتات والفقر” في المنطقة، داعيا لجعله الهدف الرئيسي للمنظمة في السنوات التالية.

شركاء أقوياء

ودعا الرئيس البوليفي لويس ارس الى أن الشريك القوي الجديد للمنطقة يمكن أن يكون مجموعة دول بريكس (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا) وخاصة الصين.

وأكد الرئيس الصيني شي جين بينغ، الذي تمت دعوته إلى القمة وتحدث عبر رسالة بالفيديو، أن “الصين تعمل مع أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي لتعزيز بناء منتدى الصين – وبلدان المنظمة باستمرار”. وتعد الصين أهم شريك تجاري للعديد من بلدان المنطقة.

وشددت الدول الأعضاء في البيان الختامي على “الاعتراف بأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي كمنطقة سلام خالية من الأسلحة النووية”، والالتزام “بالتسوية السلمية للنزاعات ونظام دولي قائم على الاحترام. وعلاقات صداقة وتعاون خالية من التهديدات والعدوان والتدابير القسرية الفردية المخالفة للقانون الدولي”.

رفع الحصار

وفي كلمة الافتتاح دعا الرئيس الأرجنتيني ألبرتو فرنانديز، الدول المشاركة إلى “رفع أصواتهم ضد الحصار المفروض على كوبا وفنزويلا. يجب رفع الإجراءات القسرية ضد البلدين: الحصار أسلوب فاسد للغاية في معاقبة الشعوب وليس الحكومات. ولم يعد بإمكاننا السماح به. كوبا تحت الحصار منذ ستة عقود، وفنزويلا تعاني منه أيضًا”.

وتضمن البيان الختامي العديد من الأفكار والمطالب الاجتماعية والسياسية المشتركة: تعزيز حقوق المواطنين المنحدرين من أصول أفريقية، والحفاظ على لغات السكان الأصليين واستخدامها، وتعزيز الوضع الاجتماعي والاقتصادي للمرأة. كما ينبغي تحسين المشاركة الاجتماعية للمواطنين ذوي الاحتياجات الخاصة.

وخلال انعقاد القمة، تظاهر الآلاف في شوارع بوينس آيرس لدعم الاندماج، وضد قوى اليمين المتطرف والليبرالية الجديدة في المنطقة. وشارك مندوبون من منظمات وحركات اجتماعية في الأرجنتين والعديد من البلدان وأشاروا إلى المظالم في بلدانهم. وكان الموضوع الرئيسي العنف المسلط على المحتجين في بيرو والتضامن معهم.

وفي اليوم الذي سبق القمة، اجتمعت المنظمات السياسية والاجتماعية من الدول الأعضاء في بوينس آيرس. وتركزت المناقشات حول إنشاء المنطقة كـ “منطقة سلام”، ورفض العقوبات، واحترام وحدة الأراضي والسيادة. وقدمت ورقة ختامية مشتركة للقمة.

عرض مقالات: