اخر الاخبار

جميع التحليلات لنتائج الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية في البرازيل، التي جرت في اليوم الثاني من الشهر الحالي، وعلى الرغم من فوز الرئيس البرازيلي الأسبق «لولا» فيها على منافسه الرئيس الحالي، ركزت على نجاح الرئيس اليميني المتطرف على تحسين موقعه في المنافسة، وعلى تقدم حزبه في انتخابات مجلس النواب والشيوخ، وشددت على استمرار الخطر الذي يمثله، وان الصراع مفتوح ومهمة «لولا» أصبحت صعبة.

وذكّرت هذه التحليلات بالانضباط العالي لأنصار بولسونارو، وعدائيتهم، والامكانيات المالية والإعلامية الهائلة التي يمتلكها معسكر اليمين المتطرف.

ولكن يبدو ان الوعي بالخطر الفاشي الذي يجسده الرئيس المنتهية ولايته، والحرص على الديمقراطية، المستمد من النضال الذي خاضه البرازيليون بمختلف توجهاتهم ضد الدكتاتورية العسكرية والذي أنتج التحول الديمقراطي عام 1988، دفع العديد من شخصيات يمين الوسط، واليمين التقليدي، إلى اعلان الدعم للمرشح اليساري، الذي يختلفون معه فكريا وسياسيا، انه تحول يعكس لنا أهمية تراكم الوعي بالديمقراطية والدفاع عنها المفقود في بلدان مثل العراق بين القوى والكتل المتنفذة.

لقد شهدت البرازيل حراكا سياسيا إيجابيا لصالح مرشح اليسار الرئيس الأسبق «لولا»، الذي سيواجه الرئيس المنتهية ولايته في جولة الحسم الثانية في الثلاثين من تشرين الأول الحالي، وفي هذا السياق دعت مرشحة الانتخابات الرئاسية التي شغلت المركز الثالث سيمونه تيبيت (4 في المائة، قرابة 4,9 مليون صوت)، ومنافسها الذي شغل والمركز الرابع سيرو غوميز (3 في المائة، 3,6 مليون صوت)، للتصويت في جولة الانتخابات الثانية لصالح «لولا». وقالت سيمونه تيبيت، وهي سياسية تنتمي إلى يمين الوسط، وعضو مجلس الشيوخ عن الحركة الديمقراطية البرازيلية، أنها ستخوض الحملة الانتخابية في الشوارع لصالح «لولا» وضد بولسونارو. جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقدته في ساو باولو، رغم استمرارها بنقد لولا دا سيلفا، فإنها ستصوت له: «لأنني أدرك التزامه بالديمقراطية والدستور، وهو ما لا اعتقده في الرئيس الحالي». ومضت تيبيت تشرح عبر تويتر أنها تحلم ببرازيل للجميع، بدون جوع وبؤس، برازيل تتيح فرصا للتعليم، وتقدم رعاية صحية جيدة وتركز على التنمية المستدامة. و»لهذا السبب سأمنح صوتي الى  لولا في جولة الانتخابات الثانية».

وقال سيرو غوميز، انه ايضا سيدعم لولا دا سيلفا في جولة الانتخابات الثانية: «إذا نظرت إلى الظروف، فهذا هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة»، وذكر ان حزبه، حزب العمل الديمقراطي هو حليف تقليدي لحزب العمل. وقال في بيان للحزب إنه سيدعم «لولا» لأن «لدينا رئيس غير كفء على الإطلاق ترك الملايين من البرازيليين يواجهون مصيرهم وهو مسؤول عن وفاة 700 ألف مواطن آخرين بسبب الوباء».

وأعلن الرئيس البرازيلي الاسبق فرناندو هنريك كاردوسو (1995 – 2002)، البالغ من العمر 91 عامًا، وهو من حزب الديمقراطية الاجتماعية البرازيلي المحافظ، أنه سيصوت لصالح لولا في جولة الانتخابات الثانية. ونشر صورًا بالأبيض والأسود تُظهر مشاركة الاثنين في حملات مشتركة مؤيدة للديمقراطية في أواخر السبعينيات. وقال مضيفا: «في الجولة الثانية، سأصوت لصالح تاريخ مشترك في النضال من أجل الديمقراطية والاندماج الاجتماعي. سأصوت لصالح لويس إيناسيو لولا دا سيلفا».

كذلك أعرب السناتور خوسيه سيرا، المعارض التاريخي لحزب لولا، عن دعمه له.

وانضم الخميس عشرات السياسيين، بينهم عدد من حكام الولايات وأعضاء مجلس الشيوخ من 18 ولاية، علنًا إلى حملة «لولا»، وبضمنهم أعضاء في الحزب الديمقراطي الاجتماعي الليبرالي الجديد. وقال عضو مجلس الشيوخ عن الحزب، أوتو ألينكار، في الاجتماع الذي عقد في ساو باولو، إن انتخاب «لولا» يعني «إنقاذ المواطنة والديمقراطية وسيادة القانون، وكذلك عودة السياسات العامة التي دمرتها الحكومة الحالية».وفي اول استطلاع للرأي بعد اعلان نتائج الجولة الأولى أجراه معهد البحوث الانتخابية (أي بي أي سي)، فاز لولا دا سيلفا بثماني نقاط مئوية فوق ما حصل عليه منافسه الرئيس اليميني المتطرف الحالي بولسونارو.

عرض مقالات: