تعتبر القيادية في تحالف اليسار الاسباني وعضوة الحزب الشيوعي الاسباني، ونائبة رئيس الوزراء في الحكومة الحالية عن تحالف اليسار “معا”، يولاندا دياز من أبرز مرشحي اليسار الإسباني في الانتخابات البرلمانية التي ستجري العام المقبل. ولا تريد دياز إعطاء التزام مبكر في الترشيح لخوض السباق الانتخابي، او رفضه.  في مركز ماتاديرو الثقافي في العاصمة مدريد، قدمت دياز أخيرا مشروعها السياسي الجديد المسمى “سومار” (للتوحيد) - وهي منصة تسعى من خلالها إلى الحوار مع السكان. وتحقيقا لهدفها، تريد نائبة رئيس الوزراء، على مدى الأشهر الستة المقبلة، اللقاء بالمواطنين والناشطين والجماعات والجمعيات في جميع أنحاء البلاد. وتحويل خلاصة هذه الحوارات إلى مشروع سياسي، “عقد اجتماعي” جديد”، وإذا سارت الأمور على ما يرام، ستكون هذه الوثيقة برنامجها لخوض الانتخابات المقبلة.

ووفق استطلاعات الرأي تعد دياز السياسية الأكثر شعبية في الحكومة الاسبانية، وتريد من خلال تحركها تفعيل وتجميع قوى اليسار الاسباني. وفقًا لتصريحاتها، حضر حوارها الأول 5 آلاف مواطن. بدأت دياز حديثها بان “الامر هنا لا يتعلق بالأحزاب”. ولم تتم دعوة أي من زملائها في الحكومة، ولا من كبار مسؤولي تحالف اليسار، وتمت دعوة ناشطين من مختلف الحركات الاجتماعية. وخاطبت الحضور بالقول “الهدف هنا إعداد مشروع للبلاد للسنوات العشر المقبلة “، وعلى الجميع تقديم مقترحاتهم ومناقشتها والمشاركة فيها.

وقالت دياز، في تذكير بعودة الديمقراطية إلى اسبانيا، بعد عقود الدكتاتورية (1939 – 1975): “ قبل 43 عامًا، تمكنا من أن نصبح دولة ديمقراطية مرة أخرى وكان ذلك مهمًا للغاية”. وحان الآن وقت تعميق و”توسيع الديمقراطية”. وتناولت في خطابها الافتقار إلى الديمقراطية الاقتصادية والمالية في إسبانيا.

وكانت أهم مفردات الأمسية: الاستماع والمناقشة والاحترام والكرامة والحقوق والتضامن والتقدم. وبدت هذه العناوين مقنعة، لأن صاحبتها وزيرة فعلت شيئا ملموسا من أجل المزيد من العدالة الاجتماعية في السنوات الأخيرة. ويمكن لدياز المحامية وذات الخلفية النقابية أن توحد العديد من النقابات خلفها.

 ردود الأفعال

لم يعلق حزب بودوموس اليساري والشريك الاكبر في تحالف اليسار “معا”، على المشروع الجديد، لا رفضا ولا إشادة. في حين هنأ ألبرتو غارزون، منسق اليسار الاسباني المتحد والشريك الثاني في تحالف اليسار، دياز عبر تويتر بنجاح فعاليتها الأولى، وحضر السكرتير العام للحزب الشيوعي الاسباني، إنريكي سانتياغو اللقاء، ووعد بدعمه عبر رسالة فيديو: “تغير المناخ، والعمل والحقوق الاجتماعية، وتعزيز الديمقراطية وتوسيع نطاقها، هذه بعض التحديات التي تجعل من الضروري وضع الناس ثانية في مركز الفعل السياسي”.  زعيم بودوموس السابق، وأبرز مؤسسيه بابلو اغناسيوس، الذي عمل في بداياته مستشارا لدياز، واقترح ترشحيها لتمثيل تحالف اليسار في الانتخابات المقبلة، التزم الصمت ولم يعلق على الحدث.

من جانبه، قال رفيقه السابق خوان كارلوس مونديرو ما قد يعتقده الكثيرون في بوديموس: “جئت لأرى ما إذا كان بإمكان يولاندا دياز الاستماع، وأعتقد أنها جيدة في الاستماع والتعبير عن رغبات الناس”، جاء ذلك في تصريح لموقع الكتروني غطى مجريات الامسية. وتابع مونديرو: “لكنني لاحظت أيضًا شيئًا آخر: لقد تم إنجاز الكثير في السنوات الأخيرة”. لا ينبغي لأحد أن ينسى “أن حركة 15 مايس2011، ملأت الشوارع بالناس، وكان هناك تغيير في الوعي السياسي، وتم تحطيم نظام الحزبين”، في إشارة للاحتجاجات الهائلة ضد سياسات التقشف المجحفة.

ويبقى أن نرى ما إذا كان سيظهر حزب او تحالف جديد من مشروع “سومار” يكون قادرًا على تجاوز الأحكام المسبقة أو خيبات الأمل، واخطاء الماضي، او ان التحالف الحالي سيضمن مقترحات السكان في برنامجه.

يولاندا دياز في سطور

وُلدت دياز في سان فالنتين فين في 6 ايار 1971، بجوار حوض بناء السفن في الشمال الغربي، وهي ابنة لعائلة نقابية معروفة بنضالها ضد دكتاتورية فرانكو الفاشية. وهي متخصصة قانون العمل، وأصبحت في عام 2021 نائبة لرئيس الوزراء الاسباني، بعد استقالة زعيم حزب بودوموس اليساري من مناصبه السياسية والحكومية. وكانت منذ عام 2020 وزيرة العمل والاقتصاد الاجتماعي في الحكومة الاسبانية، وعضوة في البرلمان الاسباني منذ عام 2016. وشغلت قبل ذلك مواقع برلمانية وإدارية في المدن والبلديات. وهي المنسقة العامة لليسار الاسباني المتحد في سنوات 2005 – 2017، وعضوة في الحزب الشيوعي الاسباني.

عرض مقالات: