اخر الاخبار

بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، تغير كل شيء بالنسبة للديمقراطيين الاجماعيين السويديين. ففي 15 أيار الجاري، أعلنت زعيمة حكومة الأقلية الديموقراطية الاجتماعية، ماجدالينا أندرسون وزعيم حزب المحافظين المعارض أولف كريستنسون، أن حكومة البلاد قررت تقديم طلب للانضمام إلى حلف الناتو. وتحدثت أندرسون عن “حقبة جديدة”.

كانت غالبية الأحزاب في البرلمان قد تحدثت في السابق لصالح الانضمام الى الناتو، في حين وقف حزبا الخضر واليسار ضده. ويعتقد حزب اليسار أن عدم الانحياز العسكري هو أفضل أساس لسياسة خارجية مستقلة وللسلام ونزع السلاح. ويمتلك الحزبان 43 مقعدًا من أصل 349 مقعدًا في البرلمان السويدي.

وتحدثت أندرسون عن “حقبة جديدة”. كانت غالبية الأحزاب في البرلمان قد تحدثت في السابق لصالح الانضمام الى الناتو، في حين وقف حزبا الخضر واليسار ضده. يعتقد حزب اليسار أن عدم الانحياز العسكري هو أفضل أساس لسياسة خارجية مستقلة وللسلام ونزع السلاح. ويمتلك الحزبان 43 مقعدًا من أصل 349 مقعدًا في البرلمان السويدي. وكانت رئيسة الوزراء السويدية قد قالت في بيان بعد توليها مهام منصبها في تشرين الثاني 2021: “يجب ألا تتقدم السويد بطلب للحصول على عضوية الناتو”، “التحرر العسكري من التحالفات يخدم بلدنا جيدًا، ويسهم في الأمن والاستقرار في شمال أوروبا”.

من جانبه، دعا حزب اليسار السويدي إلى إجراء استفتاء بشأن انضمام البلاد إلى الناتو.  وعارضت الحكومة مطالبة اليسار بسبب ضغط الوقت وخطر التأثير الروسي.

وقالت رئيسة الوزراء ماجدالينا أندرسون إن الاستفتاء “فكرة سيئة. لا أعتقد أنها قضية مناسبة لإجراء استفتاء”. وأضافت “ان هناك الكثير من المعلومات الخاصة حول الأمن الوطني لا يمكن مناقشتها، وحقائق مهمة لا يمكن طرحها على الطاولة”.

موقف واضح

وفي تعليق على قرار الحكومة اكدت نوشي دادغوستار رئيسة حزب اليسار السويدي، ان “القرار متوقع ولكنه قاتم. لقد ظلت السويد غير منحازة عسكريًا لأكثر من 200 عام، وهذا النهج أبقى بلادنا خارج دائرة الحروب. يريد الديمقراطيون الاجتماعيون الآن إلقاء ذلك في البحر. وهذا بعد عملية متسرعة للغاية لم تتح للناخبين خلالها فرصة اتخاذ موقف. ولم يكن للشعب السويدي رأي في قرار يؤثر على سلامة الجميع، بمن في ذلك أطفالنا وأحفادنا. إنه تسرع قسري غير مبرر أمنيا.  لقد كانت إمكانية إجراء تحليل شامل محدودة للغاية”.

وعدّت دادغوستار، ان الانضمام إلى حلف الناتو ينطوي على تصعيد خطير في منطقة الجوار المباشر. وستتصاعد التوترات ويزداد خطر الصراع. وهذا طريق خاطئ.

طبيعة الناتو

وقالت ان “الذين يزعمون أن السويد يجب أن تكون حرة في اختيار دعم الناتو من عدمه هم ساذجون للغاية بشأن الطريقة التي يعمل بها الناتو. إنه تحالف عسكري، وهذا هو جوهره. في بعض النزاعات سنفضل عدم التورط، وفي صراعات أخرى ستكون هناك التزامات بالمشاركة، وفي صراعات أخرى ستمارس ضغوط سياسية قوية للمشاركة. ما هو متوقع من السويد من دول الناتو الأخرى هو مسألة سياسة وسلطة وليست قانونا”.

وزادت ان “حلف الناتو، الذي يريد منا الديمقراطيين الاجتماعيين الانضمام إليه الآن، هو تحالف نووي. وصحيح أن الناتو لا يمتلك أسلحة نووية رسميًا، إلا أن خططه الحربية مبنية على إمكانية استخدام الأسلحة النووية. الأسلحة التي تشكل أكبر تهديد للجميع هي تهديد وجودي للبشرية جمعاء”.  وتابعت، “يجب ان نقاوم الأسلحة النووية بكل قوتنا. بغض النظر عما يقوله الديمقراطيون الاجتماعيون الآن. هناك خطر كبير من نشر الأسلحة النووية على الأراضي السويدية في نهاية المطاف. عندها نصبح بالطبع أهدافًا استراتيجية لروسيا ويرتفع التهديد الذي يواجهنا. ان تصعيدا من هذا النوع لا يجعلنا أكثر أمانًا”.

التضحية بالشعوب

ولفتت الى ان “الجمعة الفائت، لاحظنا جميعًا ضعفًا آخر في الناتو: وجدت السويد نفسها فجأة في حالة اعتماد واضح على قرار الطاغية التركي رجب طيب أردوغان. وسمح له بالتأثير على قرارات السياسة الأمنية الأساسية التي يجب علينا اتخاذها على النحو الذي نراه مناسبًا في بلدنا. لم يكن رد الحكومة حتى الآن مقنعا. هل ينبغي للسويد التضحية بالأكراد لإرضاء أردوغان؟”.

ونبهت دادغوستار الى إن “إمكانية اعتماد سياسة خارجية سويدية مستقلة قيدت بشدة الآن. مع كل ما يعنيه ذلك بالنسبة لفرصنا في العمل من أجل السلام والديمقراطية - وبالتالي من اجل أمننا على المدى الطويل”.

وأردفت كلامها بانه “لقد تسبب هجوم روسيا غير الشرعي على أوكرانيا في معاناة هائلة. ويؤثر علينا أيضًا. لهذا السبب نستثمر الآن بكثافة في الدفاع العسكري والمدني على حد سواء، وهذا ما يدعمه حزب اليسار. نريد تعاونًا وثيقًا وقويًا مع الدول الأخرى”.

وشددت على ان “الأفضل لأمن السويد وحريتها هو أيضًا الحفاظ على حقها في قرارها العسكري. في عالم متغير، هذا هو الخيار الأكثر أمنًا للسويد. يمكننا بعد ذلك أن نقرر كيف نتصرف في المواقف المستقبلية التي لا يمكننا قول أي شيء عنها اليوم. ومن الواضح لي أن هذا، إلى جانب الدفاعات القوية والتعاون الوثيق مع البلدان الأخرى، هو أفضل ما يخدم أمننا.  ولهذا السبب يستمر حزب اليسار في تأييد عدم الانحياز ويعارض الانضمام الى الناتو”.

عرض مقالات: