اخر الاخبار

تُختتم في هانوي اليوم اعمال المؤتمر الوطني الثالث عشر للحزب الشيوعي الفيتنامي بعد ستة ايام من انطلاقه وعقدت اللجنة المركزية أمس اجتماعها الأول لانتخاب المكتب السياسي والأمين العام والسكرتارية. ويضم المكتب السياسي المنتخب في عضويته رئيس الوزراء نغوين شوان فوك.. وكانت الآفاق الاقتصادية في صلب مناقشات المؤتمر الذي يرسم السياسات الرئيسية للبلاد للسنوات الخمس المقبلة.

واُفتتح المؤتمر الثلاثاء الماضي بكلمة ألقاها الأمين العام للحزب ورئيس الدولة، نغوين فو ترونغ، أشاد فيها بالنجاح الاقتصادي للبلاد ومواجهتها لجائحة كورونا. وأشار الى التقدم الذي أحرزته فيتنام منذ المؤتمر السابق في 2016 قائلاً: “تتطور بلادنا بسرعة وبشكل مستدام، مما يعزز ثقة الناس في الحزب والدولة والنظام الاشتراكي.” واضاف، مسلطاً الضوء على نمو فيتنام بنسبة 2.9 في المئة في منطقة تعاني الانكماش الاقتصادي، إن فيتنام تم الاعتراف بها “كنقطة مشرقة... احتواء الوباء بنجاح مع تعافي الاقتصاد وتنميته”.

وحضر المؤتمر 1587 مندوباً يمثلون اكثر من 5 ملايين من اعضاء الحزب في انحاء البلاد التي يبلغ عدد سكانها 97 مليون نسمة. ويعتبر عدد المندوبين الأكبر بالمقارنة مع المؤتمرات السابقة، واكثر بما يقرب من 80 مندوبا بالمقارنة مع المؤتمر الـ12. وبلغت نسبة النساء 14 بالمئة ونسبة الاقليات الاثنية 11 بالمئة. وكان ثلاثة مندوبين من ابطال القوات المسلحة، و13 مندوباً من المعلمين المرموقين. وجرى تكريم 15 مندوب كأطباء الشعب وأطباء مرموقين. وتلقى المؤتمر، الذي يعقد مرة كل خمس سنوات، رسائل تحية من احزاب شيوعية وصديقة ومنظمات سياسية من 79 بلداً. ووجهت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي رسالة تحية الى المؤتمر (نشرت “طريق الشعب” نصها الخميس الماضي).

انتخاب قيادة الحزب

وبعد أن أدلى المندوبون بأصواتهم لانتخاب اللجنة المركزية، التي تتألف من 200 عضو، عقد المؤتمر عصر اول من امس السبت جلسة عمل اُعلنت فيها لائحة بأسماء اعضاء القيادة الجديدة للحزب. وعقدت اللجنة المركزية امس اجتماعها الأول لانتخاب المكتب السياسي والأمين العام والسكرتارية. ويضم المكتب السياسي المنتخب في عضويته رئيس الوزراء نغوين شوان فوك.

الاستعدادات للمؤتمر

وسبقت عقد المؤتمر تحضيرات واسعة شارك فيها بنشاط جميع اعضاء الحزب والغالبية العظمى للشعب الفيتنامي من كل طبقاته وفئاته الاجتماعية، وساهموا في مناقشة مسودات وثائق المؤتمر وإغنائها. وشارك في هذه التحضيرات الآلاف من لجان وخلايا الحزب، فضلاً عن عقد المؤتمرات الحزبية على جميع المستويات المحلية، على الرغم من التحديات الكبيرة الناجمة عن جائحة كوفيد -19 وكوارث طبيعية واجهتها البلاد في السنة الماضية.

كما عقدت عشية المؤتمر، الاثنين الماضي، جلسة تحضيرية جرى فيها تبني جدول أعمال المؤتمر، ولوائح العمل، وقواعد الانتخابات، وتقرير حول أهلية المندوبين. وانتخبت هيئة رئاسة مؤلفة من 17 عضواً وهيئة التحقق من أهلية المندوبين.

اهداف طموحة

وتضمن جدول اعمال المؤتمر مراجعة تنفيذ قرار المؤتمر الـ12 (للفترة 2016 – 2020)، وسير تنفيذ خطة الـ35 سنة لعملية التجديد (المعروفة بإسم “دوي موي”)، وتنفيذ “البرنامج السياسي للبناء الوطني” الذي يمتد لفترة 30 سنة، وتحديد الاتجاهات والمهمات لفترة الخمس سنوات المقبلة (2021-2026). وتجدر الاشارة الى ان المؤتمر يضع ايضاً اهداف المرحلة المقبلة، نحو العام 2030 الذي يصادف الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الفيتنامي. كما يرسم رؤية للتنمية الوطنية حتى العام 2045 (الذكرى المئوية لتأسيس “جمهورية فيتنام الديمقراطية”، التي اصبحت الآن جمهورية فيتنام الاشتراكية).

تفوق اقتصادي

وسجلت فيتنام تفوق اقتصادها على كثير من دول آسيا في العام الماضي، بعدما تمكنت من تحجيم جائحة كورونا بفضل إجراءات الحجر الصحي الصارمة والاختبارات.

فقد سجّلت البلاد نمواً بنسبة 2.9 بالمئة في 2020. وهو أدنى مستوى مسجّل منذ عقدين، اذ بلغ  7 بالمئة في 2019. الاّ أن هذا الأداء لا يزال قوياً جداً ويعتبر من بين الأعلى في العالم في مقابل الركود الذي يشهده الاقتصاد العالمي في خضم أزمة فيروس كورونا. كما ان فيتنام في طريقها لتصبح قطباً تكنولوجياً كبيراً.

نجاح في مواجهة الوباء

ونجحت فيتنام بفضل الفرض الصارم للحجر والرقابة على التنقل ورصد المخالطين على نطاق واسع والاختبارات من السيطرة على وباء كورونا. فقد سجلت حوالي 1700 إصابة بالفيروس و35 حالة وفاة، وهو أقل بكثير من معظم الدول الأخرى.