اخر الاخبار

في تقريره الى الاجتماع الأخير للجنة المركزية للحزب الشيوعي في جنوب افريقيا في عام 2021، قدم السكرتير العام للحزب الشيوعي لجنوب إفريقيا بلايد نزاميندي، حصيلة للوضع العام في البلاد، خلال العام المنصرم، وقد عكس التقرير رؤية الحزب للتطورات الجارية والمصاعب الجمة التي يعاني منها النظام السياسي الديمقراطي، بقيادة حزب المؤتمر الوطني الافريقي، حزب الراحل الكبير نيلسون مانديلا.

 تراجعات انتخابية

شغلت نتائج الانتخابات المحلية التي جرت في تشرين الثاني حيزا واسعا من التقرير. لقد فقد حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، أغلبيته المطلقة لأول مرة منذ نهاية نظام الفصل العنصري قبل 27 عاما، وحصل الحزب على 46 في المائة من الأصوات على الصعيد الوطني فقط، بخسارة قدرها قرابة 8 في المائة، مقارنة بالانتخابات المحلية السابقة. وارجع الزعيم الشيوعي هذه النتيجة الى انخفاض نسبة المشاركة في التصويت، نتيجة لارتفاع البطالة والفقر، وعدم كفاية إمدادات المياه والكهرباء، وسلسلة قضايا الفساد التي يشارك فيها سياسيو حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، وبالتالي فقد العديد من مواطني جنوب إفريقيا الثقة في العملية الديمقراطية. يشار إلى أن غالبية ناخبي حزب المؤتمر الوطني الأفريقي السابقين لم يصوتوا لأحزاب أخرى، لكنهم فضلوا البقاء في منازلهم.

لقد ارتبط التراجع الانتخابي للمؤتمر الوطني الافريقي أيضًا بالصراع على السلطة والمناصب وتهميش الحلفاء. ويحتاج حزب المؤتمر الوطني الأفريقي إلى التجديد وتوحيد الرؤية، إذ أن الحكومات التي يقودها حزب المؤتمر الوطني الأفريقي يجب ان تخدم الناس، على جميع المستويات بجد وكفاءة. وانطلاقا من موقف مبدئي واستراتيجي يستمر الحزب الشيوعي بدعم الجهود المبذولة لتجديد المؤتمر الوطني الأفريقي تنظيميا وسياسيا، مع تعزيز استقلالية الحزب الشيوعي، وكذلك تعزيز وتجديد آليات التحالف القائم بين المؤتمر الوطني الأفريقي، والحزب الشيوعي واتحاد نقابات العمال (كاستو).

 ارقام مخيفة

وتضمن التقرير عرضا بالأرقام للواقع الاجتماعي في البلاد، وصفها المحللون بالأرقام المخيفة، حيث ارتفعت البطالة في الربع الثالث من العام المنصرم إلى 34.9 بالمائة، أي ما يساوي 7.6 مليون عاطل عن العمل. وإذا ما اضفنا الى ذلك،  العاطلين غير المسجلين في الاحصائيات الرسمية، والعاملين في القطاع غير الرسمي، فان النسبة تصبح كارثية 46,6 في المائة، تعادل 12,5 مليون مواطن من مجموع سكان البلاد البالغ 60 مليون نسمة. والغريب: بعد مرور قرابة 30 عاما على التحول الديمقراطي، لا تزال الإحصائيات متأثرة بشدة بلون البشرة والجنس. تبلغ نسبة البطالة بين السكان السود 51.1 في المائة (55.1 في المائة للنساء و42 في المائة للرجال).

ويزداد الأمر سوءا في أوساط الشبيبة: 77.4 في المائة من الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 -24 عاما بدون عمل أو تأهيل مهني. وكانت مناطق السود الذين يتحدثون الباتنو والمعروفة بـ بانتوستان السابقة هي الأشد تضرراً وما زالت تشبه وضعها في ظل نظام الفصل العنصري كمصدر للقوى العاملة لرأس المال الاحتكاري والنشاط الإنتاجي في المدن الكبرى، حيث تفتقد التنمية الصناعية وفرص العمل الكبيرة. وبالطبع، لعب وباء كورونا دوره أيضًا في ارتفاع المعطيات التي تم ذكرها.

 برنامج آني

وأقرت اللجنة المركزية برنامج عمل لعام 2022 تضمن، من بين أمور أخرى: إقرار حق المواطنين في دخل أساسي غير مشروط، الحصول على فرصة عمل. ومكافحة الجريمة والعنف، وخصوصا العنف القائم على التمييز الاجتماعي. إدارة افضل للأزمة الصحية، وخصوصا تداعيات وباء كورونا. معالجة التحديات في مجالات التعليم وتنمية المهارات. عقد مؤتمر لقوى اليسار لبحث كيفية التعامل مع التحديات الاقتصادية للبلاد. مكافحة تداعيات تغير المناخ، وصولا الى تصفير نسب الانبعاث.

وثمنت اللجنة المركزية عاليا جهود علماء جنوب إفريقيا في تشخيص متغيرات فايروس كورونا، ودورهم الريادي في جميع أنحاء العالم. ودان الاجتماع الحكومات الإمبريالية وغيرها من البلدان التي أغلقت حدودها أمام مواطني جنوب إفريقيا، كما لو أن متغير الفايروس نتاج جنوب افريقيا. الحقيقة هي أن الفايروس ينتشر في جميع أنحاء العالم وقد يكون مصدر المتغير الجديد خارج حدود القارة الأفريقية. وناشد الحزب الشيوعي السكان بالتوجه لأخذ اللقاح، باعتباره أفضل وسيلة لمكافحة الوباء

عرض مقالات: