اخر الاخبار

واصلت قوات الامن السودانية مواجهة المحتجين ضد سلطة العسكر بالغاز المسيل للدموع، لتفريغ التظاهرات الحاشدة التي خرجت، أمس الاحد، في الخرطوم وبعض مدن السودان، والتي أطلق عليها “مليونية الشهداء”.

وفي صباح اليوم ذاته قامت تلك القوات بالإغلاق الجسور التي تربط العاصمة بضواحيها ونشرت تشكيلاتها على عربات مزودة بأسلحة، وعدا ذلك فإنها قامت بقطع خدمات الاتصالات وإنترنت الهواتف الجوالة.

“الردة مستحيلة”

فرقت قوات الأمن السودانية، أمس الأحد، آلاف المحتجين المشاركين في تظاهرات “مليونية الشهداء” التي خرجت في الخرطوم، عبر إطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريق.

وسار المحتجون باتجاه القصر الرئاسي وسط العاصمة وهم يحملون أعلام البلاد ولافتات كتب عليها “العسكر إلى الثكنات”، ويهتفون “الردة مستحيلة” و”السلطة سلطة شعب”. وطالب المحتجون بحكم مدني وإدانة العنف الدموي في احتجاجات الأسبوع الماضي، فيما واجهت القوات الامنية المحتجين بإطلاق الغاز المسيل للدموع الغاز.

وأغلقت السلطات منذ الصباح بإغلاق الجسور التي تربط الخرطوم بضواحيها ونشر العديد من قوات الأمن على عربات مزودة بأسلحة.

وقال مراسلو وكالة “فرانس برس” في الخرطوم، أن قوات الأمن أغلقت الجسور التي تربط بين وسط الخرطوم وأحياء أم درمان وبحري”، مشيرين إلى أن “قوات من الجيش والشرطة انتشرت في كل الشوارع الرئيسية، وبعضها على عربات عليها أسلحة رشاشة”.

قطع الانترنيت

ونقلت وكالات الانباء عن مصادر في شركات الاتصالات، قولها إن السلطات طلبت من مقدمي الخدمات قطع خدماتهم.

كما أكدت مجموعة “نت بلوكس” التي تتعقب أعطال شبكات الانترنت في حسابها على تويتر “تعطل الإنترنت عبر الهاتف المحمول في السودان منذ حوالي الساعة 10,00 بالتوقيت المحلي قبيل احتجاجات مناهضة للانقلاب في الخرطوم”.

ورغم ذلك، تمكن بعض الأشخاص من نشر صور على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر احتجاجات في عدة مدن أخرى بما في ذلك الدمازين وبورتسودان.

“عام المقاومة”

وكان تجمع المهنيين السودانيين، قد دعا في بيان السبت إلى جعل 2022 “عاما للمقاومة المستمرة”. وتزامنا مع الدعوات، قطعت خدمات الاتصالات وإنترنت الهواتف الجوالة في العاصمة، أمس الأحد.

وقال التجمع إنه يدعو “جماهير الشعب السوداني وجموع المهنيين السودانيين والعاملين بأجر في كل مدن وقرى السودان” إلى “الخروج والمشاركة الفعالة في المواكب المليونية يوم 2 كانون الثاني 2022، فلنجعل منه عاما للمقاومة المستمرة”.

وشهدت العاصمة الخميس تصاعدا في وتيرة الاحتجاجات من جهة وعنف قوات الأمن للرد من جهة أخرى، ما أسفر عن سقوط خمسة شهداء من المتظاهرين، حسب لجنة أطباء السودان المركزية المناهضة للانقلاب.

وأكدت اللجنة في بيان، السبت الماضي، ارتفاع عدد ضحايا الاحتجاجات منذ انقلاب الخامس والعشرين من تشرين الاول 2021 إلى 53 بينهم 11 شهيدا هم ضحايا الاتفاق السياسي.

واتهمت اللجنة قوات الأمن بقطع الطريق على سيارات الإسعاف وإخراج جريح واحد بالقوة من إحداها، فيما تظهر العديد من مقاطع الفيديو التي نشرت الجمعة رجالا بالزي العسكري يضربون متظاهرين بالعصي.

رسائل تضامن

وقدمت مجموعة احزاب شيوعية شقيقة رسائل تضامن الى الشعب السوداني، معبرين عن ادانتهم لسياسة القمع والقتل التي يتعرض لها السودانيون المحتجون.

وأعرب حزب الشعب الفلسطيني عن تضامنه الكامل مع الشعب السوداني الشقيق وقواه الديمقراطية والتقدمية، وفي المقدمة منها الحزب الشيوعي السوداني، التي تواصل نضالاتها بمثابرة عبر ثورة شعبية باسلة ضد سلطة انقلاب ٢٥ تشرين الاول وقوى الثورة المضادة، ومن أجل قيام حكم مدني ديمقراطي في السودان.

ودان الحزب سياسة القمع والقتل التي تتعرض لها الجماهير السودانية التي تعبر عن مطالبها المشروعة بسلمية كاملة، ويدين بشكل خاص أعمال  القمع والقتل التي جرت يوم الثلاثين من كانون الاول المنصرم على يد الطغمة العسكرية الحاكمة.

من جهته، قال الحزب الشيوعي الأردني إن السلوك الدموي للانقلابيين على ارض الواقع يدحض ادعاءاتهم الكاذبة بالحرص على تهيئة الأجواء لانتخابات حرة وديمقراطية، وبرفض استخدام العنف المفرط بحق المشاركين في المواكب الشعبية السلمية.

وأكد الحزب أنه في الوقت الذي يدين الإجراءات القمعية للمجلس السيادي المدعوم من فلول نظام البشير، يطالب الدوائر الحاكمة في السودان بالتوقف عن قمع الحراك الشعبي السلمي.

وأعلن الشيوعي الأردني عن تضامنه الكامل واللامحدود مع نضال الشعب السوادني، وقواه الديمقراطية والتقدمية المعادية للاستبداد والدكتاتورية والرجعية بجميع أشكالها المقنعة والسافرة. وفي مقدمتها الحزب الشيوعي السوداني.

هذا ودانت الحركة التقدمية الكويتية ما تتعرض له المقاومة السلمية للشعب السوداني من أعمال تقتيل وقمع وحشي، وآخرها ما تعرضت له التظاهرات الحاشدة التي خرجت يوم ٣٠ كانون الاول ٢٠٢١.

وتدعو الحركة التقدمية الكويتية الشعب الكويتي وقواه الحيّة وكذلك الشعوب العربية الشقيقة، خصوصاً في منطقة الخليج والجزيرة العربية إلى التضامن مع الشعب السوداني الشقيق ومطالبة حكوماتها بالضغط على سلطة الانقلاب العسكري لإنهاء القمع الدموي في السودان، والإفراج الفوري عن جميع المعتقلين السياسيين.