اخر الاخبار

أقرت الأمم المتحدة بوجود المجاعة في قطاع غزة (رسميا)، بعد عام وعشرة أشهر على حرب الإبادة الجماعية، وما رافقها من عمليات تجويع ممنهجة وقصف المستشفيات واغتيال الصحفيين ومنع إدخال المساعدات والأدوية والخيام ونقص المياه وتهديم البنى التحتية.

ليست لغزاً

وبعد صدور التقرير، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن "المجاعة في قطاع غزة ليست لغزا، بل كارثة من صنع الإنسان واتهاما أخلاقيا وفشلا للبشرية نفسها، مؤكدا أن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر دون عقاب".

وأضاف أنه "في الوقت الذي تبدو فيه أن الكلمات قد نفدت لوصف جحيم غزة أُضيفت كلمة جديدة هي (المجاعة)، وهي لا تقتصر على الغذاء فحسب بل هي انهيار متعمد للأنظمة اللازمة لبقاء الإنسان.

وأضاف أن "الناس في غزة يتضورون جوعا والأطفال يموتون ومن يقع عليهم واجب التصرف يفشلون" وحمل الكيان الصهيوني المسؤولية "بصفتها القوة المحتلة والتي على عاتقها التزامات لا لبس فيها بموجب القانون الدولي". وأكد أنه "لا يمكننا السماح لهذا الوضع بالاستمرار دون عقاب".

اعتراف دولي

أعلنت الأمم المتحدة وخبراء دوليون رسميا للمرة الأولى، تفشي المجاعة على نطاق واسع في قطاع غزة، وهي المرة الأولى التي تعلن فيها المجاعة بمنطقة الشرق الأوسط.

فقد أصدرت منظمة الصحة العالمية، وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، وبرنامج الغذاء العالمي، ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) بيانا مشتركا بجنيف أكدت فيه أن "أكثر من نصف مليون شخص في غزة عالقون في مجاعة".

وأكدت المنظمات على الاحتلال بضرورة ضمان توفر الغذاء والإمدادات الطبية لسكان غزة دون عوائق للحد من الوفيات الناجمة عن الجوع وسوء التغذية.

وفي السياق، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن المجاعة تنتشر في جميع أنحاء قطاع غزة، وقالت "إنها المرة الأولى التي ترصد فيها تفشي المجاعة في الشرق الأوسط".

تفشي المجاعة

وبالتزامن مع البيان الأممي المشترك، أصدر التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، الغذائي، وهو مبادرة عالمية متخصصة في موضوع قياس الأمن الغذائي وسوء التغذية، تقريرا قال فيه إن المجاعة تتفشى في محافظة غزة.

وأضاف أن "أكثر من نصف مليون شخص بغزة يواجهون ظروفا تتسم بالجوع والعوز والموت، وتوقع أن تمتد المجاعة إلى دير البلح وخان يونس بنهاية الشهر الحالي، داعيا إلى وف المجاعة في غزة بأي ثمن".

فضحية أخلاقية

وبهذا الصدد، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، إن "التقرير الدولي أمر مروع وفضيحة أخلاقية وكارثة من صنع الإنسان".

وأضاف "المجاعة في غزة، هو أمر مروع كان من الممكن منع وقوعه". مشيراً إلى أن الاحتلال يمنع دخول المساعدات الكافية إلى غزة ما تسبب في هذه الكارثة التي هي من صنع الإنسان، هذه فضيحة أخلاقية

وأردف الوزير لامي أنه يجب السماح للأمم المتحدة والمنظمات الدولية بالقيام بأنشطتها المنقذة للحياة دون أي عوائق.

في الاثناء، قالت فصائل المقاومة الفلسطينية إنّ "الأمم المتحدة أعلنت في لحظة متأخرة وصول مدينة غزة إلى مستوى المجاعة بعد أشهر من الحصار والتجويع الممنهج الذي مارسه الاحتلال الصهيوني بحق أكثر من مليوني إنسان، في ظل صمت دولي وعربي مهين".

وطالبت المجتمع الدولي، خصوصا الدول الأطراف في اتفاقيات جنيف، بالتحرك الفوري وَفق بروتوكولات التعامل مع المجاعات بما يشمل التدخل الإنساني الفوري وفتح الممرات الآمنة لإدخال الغذاء والدواء دون قيد أو شرط.

محرومون من الماء ايضاً

وليست المجاعة وحدها تتفشى في غزة، بل هناك نقص حاد في المياه، وسط غياب مستلزمات الصرف الصحي، وغيره من الاحتياجات الرئيسية للإنسان، وفي ضوء ذلك قالت منظمة أطباء بلا حدود، إن "أكثر من 60 محطة تحلية مياه في قطاع غزة خرجت عن الخدمة نتيجة أضرار لحقت بها جراء القصف".

وتحدثت عن أن الاحتلال يتعمد حرمان السكان في غزة من المياه، ضمن حملة الإبادة الجماعية التي تشنها على الفلسطينيين، إذ تحرمهم من ضروريات الحياة، بما في ذلك الغذاء والماء والرعاية الصحية. وأضافت المنظمة الدولية: كمية المياه المتوفرة في غزة غير كافية على الإطلاق".