قالت مصادر دبلوماسية، إن جلسة الأمن الدولي المتعلقة ببحث قرار الاحتلال الصهيوني باحتلال مدينة غزة، تأجلت إلى اليوم الاحد، رغم موافقة كل الدول الاعضاء سوى الولايات المتحدة التي لا تريد عقده!
وتشرع القيادة الصهيونية إلى وضع خطة عاجلة من أجل احتلال غزة بالكامل، وهذا ما قوبل بالرفض الواسع على الصعيدين الدولي والعربي.
يحذر وينفذ!
ورغم تحذير رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير سابقاً من قرار احتلال غزة واعتبره "فخ استراتيجي" ستنهك الجيش وتعرض حياة الأسرى للخطر، لكنه قال أمس، إن " الجيش بدأ التحضيرات لتنفيذ خطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لاحتلال قطاع غزة كاملا"
وذكرت وسائل إعلام عبرية، أن "زامير أكد خلال لقائه جنودا يخدمون في غزة أن التحضيرات تجري "لتنفيذ الخطة الجديدة بأعلى مستوى وعلى كافة الصعد"، وأن "الجيش يتعامل حاليا مع الخطة الجديدة، وسينفذ المهمة بأفضل طريقة كما في كل مرة".
وفي وقت لاحق، حذرت عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة من أن احتلال القطاع سيؤدي إلى مقتل الأسرى وسقوط مزيد من الجنود.
ما هي الخطة؟
وتبدأ الخطة باحتلال مدينة غزة عبر تهجير سكانها الفلسطينيين البالغ عددهم قرابة مليون نسمة باتجاه الجنوب، ثم تطويق المدينة، وتنفيذ عمليات توغل داخل مراكز التجمعات السكنية.
وذلك قبل الانتقال إلى المرحلة الثانية المتضمنة احتلال مخيمات اللاجئين وسط القطاع، التي دمرت إسرائيل أجزاء واسعة منها.
ووفق معطيات الأمم المتحدة، فإن 87 في المائة من مساحة القطاع باتت بالفعل اليوم تحت الاحتلال الإسرائيلي أو تخضع لأوامر إخلاء، محذرة من أن أي توسع عسكري جديد ستكون له "تداعيات كارثية".
مستعدون لصفقة كاملة
وحذرت حركة حماس، أمس السبت، مما وصفتها بمغامرة احتلال قطاع غزة بكامله، وقالت إن "ذلك سيكلف أثمانا باهظة للصهاينة".
وذكرت حماس في بيان: "قدمنا كل المرونة عبر الوسيطين المصري والقطري لإنجاح وقف إطلاق النار". وتابعت: "مستعدون لصفقة شاملة للإفراج عن جميع أسرى الاحتلال بما يحقق وقف الحرب وانسحاب قوات العدو".
وأكدت الحركة في بيانها: "نحذر الاحتلال من أن احتلال مدينة غزة مغامرة ستكلفه أثمانا باهظة ولن تكون نزهة". واضافت، "شعبنا ومقاومته عصيان على الانكسار أو الاستسلام.. وستبوء خطط نتنياهو وأوهامه بالفشل".
والجمعة أظهر استطلاع لصحيفة معاريف العبرية، معارضة 46 في المائة من الاسرائيليين هذه الخطة، وفيما أيد 32 منهم فقط، ولم يحسم 22 في المائة موقفهم منها.
إدانة دولية
ودانت دول عربية منها العراق والسعودية ومصر والاردن، هذه الخطة، فيما أدان وزراء خارجية أستراليا وألمانيا وإيطاليا ونيوزيلندا وبريطانيا بشدة القرار.
وقال الوزراء في بيان مشترك "الخطط التي أعلنتها حكومة إسرائيل تنذر بانتهاك القانون الإنساني الدولي" وأضاف البيان "نحن متحدون في التزامنا بتنفيذ حل الدولتين من خلال مفاوضات".
فيما تعتزم إيرلندا المضي قدما في تمرير تشريع لحظر استيراد البضائع من المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية.
لا خطة للاعتراف بفلسطين
قال جيه دي فانس نائب الرئيس الأميركي، إن "الولايات المتحدة ليس لديها أي خطط للاعتراف بدولة فلسطينية، وسط تحركات من دول غربية للاعتراف بدولة فلسطين".
وأضاف، في تصريحات صحفي خلال زيارة بريطانيا لبحث الأوضاع في غزة والشرق الأوسط والحرب في أوكرانيا "ليس لدينا أي خطط للاعتراف بدولة فلسطينية، ولا أعرف ما الذي يعنيه الاعتراف بدولة فلسطينية حقا بالنظر إلى عدم وجود حكومة فاعلة هناك".
حرب نفسية وتنكيل
قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية إن "إدارة سجن جلبوع شمال إسرائيل، تعذب الأسرى بصعقات كهربائية، كما حذرت من حرب نفسية تمارسها إدارة سجن عوفر وسط الضفة الغربية المحتلة ضد الأسرى".
وذكرت الهيئة في بيانين منفصلين، أن "إدارة سجن جلبوع رفعت وتيرة تعذيب الأسرى والانتقام منهم، وأنها باتت تستخدم مؤخرا الصعقات الكهربائية المؤلمة والموجعة خلال اقتحامها لأقسام وغرف الأسرى الفلسطينيين".
وكشفت الهيئة أنه يجري اقتحام أقسام السجن بوحدات القمع الخاصة، بحجة التفتيش، حيث يتم تقييد كافة الأسرى من أيديهم وأقدامهم وإخراجهم لساحة المعتقل وهناك يباشر عناصر الوحدة ضربهم وإهانتهم.