اخر الاخبار

عبّرت العديد من المنظمات الخيرية عن عدم رضاها عما تمخض عنه مؤتمر غلاسكو للمناخ.

في هذه المتابعة نشير الى اهم الملفات التي طالها النقد: 

وصفت لويزا نيوباور من حركة “جمعة للمستقبل” قرارات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في غلاسكو بأنها “احتيال”. وان نتائج المؤتمر مثلت خيانة لكل الذين اضطروا بالفعل إلى التعايش مع “عواقب المناخ التي لا تطاق”.

ومن الواضح عدم وجود ما يمكن تجميله. لم يؤد المؤتمر إلى التحول الضروري جدا، باستثناء دعوة اتفاق غلاسكو جميع البلدان إلى تحسين أهدافها الضعيفة لحماية المناخ ليس في غضون خمس سنوات. كما نصت على ذلك اتفاقية باريس لعام 2015، بل بحلول العام المقبل. وهذه نتيجة مهمة، ولكن يجب أن يحدث الكثير حتى تؤتي ثمارها. ومن متابعة الحوارات، يبدو ان أطرافا رئيسية مؤثرة ليس لديها مشكلة في خيانة غلاسكو، بمجرد الإعلان عن النتائج.

وكالعادة لم يتم الاستماع لممثلي البلدان الفقيرة. والمعروف ان الكثير من هذه البلدان تعاني بشدة من تأثيرات أزمة المناخ، حيث تدمر بالفعل سبل عيش شعوبها.  ومن غير المؤكد أن تحقق القمة أهدافها. والملموس هو مجرد وعد بمضاعفة البلدان الصناعية دعمها المالي، على الرغم من انه لا يغطي الحد الأدنى، وتجربة القمم السابقة تؤكد ان هذه البلدان لم تبذل جهودا جدية لتنفيذ وعودها. لكن السيء في الأمر رفض البلدان الغنية حتى تقديم وعد بمساعدة جديدة للتعامل مع الخسائر والأضرار التي لا مفر منها.

لقد تم الاعتراف ان ارتفاع درجة حرارة الأرض بنسبة 1,5 في المائة سيكون اقل ضررا من ارتفاعها بنسبة 2 في المائة او أكثر. وهذا معرف منذ فترة طويلة، والفرق الآن هو تبنيه من قبل جميع البلدان في الوثيقة النهائية للمؤتمر، أي لم يعد بإمكان الجميع تجنب هذه الحقيقة. ولكن المطلوب أيضا خفض الانبعاثات العالمية إلى النصف بحلول عام 2030.

بخصوص الابتعاد عن استخدام الفحم توليد الطاقة، وإلغاء الإعانات المالية للوقود الأحفوري، لم تتجاوز قرارات غلاسكو، ما اقرته قمة مجموعة العشرين في عام 2009، لكن مجرد ذكر الفحم والإعانات يعد إنجازًا مهمًا. وهذا لا يعني إيقاف تشغيل أو إلغاء محطات الطاقة تعمل بالفحم في الخطط المستقبلية، ولكن للمرة الأولى تتم الإشارة الى النهاية الضرورية لاستخدام الوقود الأحفوري صراحة في مؤتمر المناخ العالمي، حيث لم يكن ذلك ممكناً حتى في مؤتمر باريس.

لقد عملت الصين والهند على عرقلة تقدم بهذا الاتجاه، وكان ينتظر ان تكون الصين اكثر عطاء في مواجهة التغييرات المناخية، وهذا نقد مستحق، ولكن النقد يجب ان يوجه ايضا الى الولايات المتحدة وبلدان الاتحاد الاوربي لعدم استعدادهم للمساهمة بشكل عادل ومناسب في حماية المناخ المطلوبة عالميًا.

بداهة، هناك الكثير من العراقيل التي تواجه عملية الحد من اضرار التغييرات المناخية، وفي المقدمة منها يقف طابع الإنتاج الرأسمالي الذي يضع تعظيم الأرباح في أولوياته، ولكن المناضلين من اجل “عالم آخر ممكن” لا يتخلون عن النضال في سبيل تحقيق التقدم الاجتماعي، وخلق عالم يمكن فيه لجميع الناس أن يعيشوا حياة كريمة وخالية من ويلات الفقر. إن الفكرة المجنونة القائلة بأن التنمية إلى الأمام لا يمكن تحقيقها إلا من خلال زيادة الإنتاج والاستهلاك باستمرار تتعارض في الواقع مع اتفاقية باريس. لقد استسلم ما يسمى بالنخب من الساسة ورجال الأعمال إلى حد كبير لهذه الأفكار المغرقة في تقليديتها.