اخر الاخبار

يواصل السودانيون منذ قرابة 20 يوماً، فعالياتهم الاحتجاجية ضد الانقلاب العسكري الذي قاده عبدالفتاح البرهان على شركائه المدنيين، حيث نظموا، أمس الاول، تظاهرة سميت بـ”مليونية 13 نوفمبر”، جاءت بعد دعوة من قبل تجمع المهنيين.

وسقط في يوم التظاهرة 6 شهداء من المحتجين السلميين، بعد ان اطلقت قوى غير رسمية النار عليهم.

هذا مع ان لجان المقاومة التي تتصدى للانقلاب تنسق عملها في ظروف بالغة الصعوبة خصوصاً وانها تعمل في ظل انقطاع خدمات الانترنت.

وفي صباح اليوم ذاته، انتشرت اعداد هائلة من قوات الأمن على مستوى المسالك الرئيسية ومفارق الطرق لمنع المتظاهرين من الوصول إلى قلب المدينة والتجمهر أمام مؤسسات الدولة وقصر الرئاسة ومركز القيادة العامة. كما أغلقت غالبية المحال والأسواق أبوابها خوفا من وقوع أعمال عنف.

إبعاد العسكر

ورفع المتظاهرون في منطقة الكلاكلة لافتات وشعارات مناهضة للمجلس العسكري كتب على بعضها “رص العساكر رص الليلة تسقط بس مدنية”، أو “البلد دي حقنا، مدنية حكومتنا” فضلا عن “ما في ميليشيا بتحكم دولة” و” لن نتسامح على الدماء التي سالت”.

وعرفت أحياء أخرى من الخرطوم مظاهرات احتجاجية مشابهة، منها حيّا البحري وأم درمان الشعبيان، فيما خرج متظاهرون في شارعي “الستين” و”المعرض” وحي بري الشعبي، حيث قام سكان هذا الحي بإغلاق الشوارع وتتريسها.

وتأتي هذه التظاهرة التي سميت من قبل تجمع المهنيين بـ”مليونية 13 نوفمبر” بعد يومين فقط من إعلان قائد المجلس العسكري عبد الفتاح البرهان عن أسماء أعضاء مجلس سيادي انتقالي جديد. ويترأس البرهان هذا المجلس فأدى اليمين الدستورية مساء الخميس. فيما أعاد أيضا العمل بالمواد الدستورية التي جمّدها منذ أسبوعين.

ونقلت “فرانس 24”، عن متظاهرة قولها: “كل الناس المتواجدين هنا في التظاهرة يرفضون الحكم العسكري، ونحن كلجان المقاومة، أجندتنا واضحة: لا تفاوض لا شراكة ولا مساومة”.

وأضافت “الشعار الأول الذي نرفعه هو إبعاد المكون العسكري عن العملية السياسية نهائيا وإطلاق سراح جميع المعتقلين”.

 وأكدت المتظاهرة أنه في حال لم تتم الاستجابة لمطالب المحتجين، فسيواصلون التعبئة عبر عصيان مدني بتنظيم مواكب ليلية وتظاهرات شعبية واعتصامات.

6  شهداء

وبحسب معلومات كشفها المركز الاعلامي للحزب الشيوعي السوداني، فإن “الثوار رصدوا عددا من الاشخاص بزي مدني على سيارات الشرطة يحملون الاسلحة النارية (الكلاشنكوف) ويطلقون الرصاص بعشوائية صوب المدنيين العزل”، مؤكداً ان “الثوار ابلغوا عن تواجد قناصين على اسطح البنايات التي تقع في مسار المواكب”.

وأعلنت لجنة أطباء السودان المركزية، أمس الأحد، ارتفاع عدد القتلى الذي سقطوا خلال الاحتجاجات إلى 6 أشخاص، بعد وفاة شاب متأثرا بإصابته بالرصاص في يوم الاحتجاجات.

وقالت لجنة أطباء السودان في بيان طالعته “طريق الشعب”، إن “عدد شهدائنا المحصورين لدينا ارتفع إلى 6 شهداء خلال مليونية السبت، و21 شهيدا منذ بداية الانقلاب في الخامس والعشرين من تشرين الاول الماضي”.

من جانبها، قالت الشرطة السودانية في بيان بثه التلفزيون الرسمي إنها لم تستخدم “أسلحة نارية” في تعاملها مع المتظاهرين.

وأضافت الشرطة أن تظاهرات السبت كانت ذات طابع سلمي، لكن “سرعان ما انحرفت عن مسارها”، مؤكدة إصابة 39 فردا من عناصر الأمن بإصابات جسيمة.

وأُطلق غاز مسيل للدموع على متظاهرين، وانتشر منذ الصباح الباكر في شوارع الخرطوم وأم درمان جنود وقوات الدعم السريع بكثافة، وسدّوا الجسور التي تربط العاصمة بضواحيها وتتقاطع مع المحاور الرئيسية.

كان الفريق الأول عبد الفتاح البرهان أعلن في 25 تشرين الأول حالة الطوارئ في البلاد، وحلّ مجلس السيادة الذي كان يترأسه، والحكومة برئاسة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك الذي أوقف لفترة وجيزة، قبل الإفراج عنه لينتقل إلى منزله حيث وُضع قيد الإقامة الجبرية. كما أوقف معظم وزراء الحكومة من المدنيين وبعض النشطاء والسياسيين. ومنذ إعلان هذه القرارات، تشهد البلاد، وخصوصا العاصمة، موجة من الاحتجاجات.