اخر الاخبار

بدأ السودانيون، يوم أمس، مرحلة جديدة في مواجهتهم للانقلاب الذي نفذه قادة الجيش بحق السلطة المدنية، جاء ذلك بعد دعوات من منظمات مهنية بتفعيل العصيان الشامل يومي الأحد والاثنين، في حين تواصل السلطات العسكرية، تفريقها للاحتجاجات السلمية، حيث اطلقت الغاز المسيل للدموع على تظاهرة المعلمين في ولاية الخرطوم.

إغلاق الشوارع 

وبعد مرور نحو أسبوعين على استيلاء الجيش على السلطة في السودان، يستمر إغلاق الشوارع بالمسيرات والتحركات الاحتجاجية ضد الانقلاب العسكري خصوصا في العاصمة الخرطوم، وسط دعوات إلى العصيان المدني، احتجاجا على انفراد العسكريين بحكم البلاد وإطاحة المدنيين.

وصباح أمس الأحد، فتحت بعض المتاجر أبوابها وبقيت أخرى مغلقة في الخرطوم، فيما أفاد شهود عيان بإقامة حواجز في بعض شوارع أم درمان وبحري.

وقال شاهد عيان في أم درمان لوكالة الأنباء الفرنسية: ان “الحركة في الشوارع أقل من المعتاد لكن لا يوجد إغلاق كامل للشوارع وبعض المحلات تعمل والبعض الآخر لا يعمل”.

عصيان مدني

ودعا تجمع المهنيين السودانيين، أحد قيادات احتجاجات 2019 التي أدت إلى سقوط الرئيس السابق عمر البشير، أمس الاول، إلى الاستعداد “للعصيان الشامل يومي الأحد والاثنين”، مضيفاً “نبدأ بتتريس (إغلاق) الشوارع الرئيسية بدون احتكاك”.

وقال التجمع في تعليق نشره على صفحته على فيسبوك، ان “جماهير الشعب السوداني ترفض وتقاوم الانقلاب العسكري.. العصيان المدني هو شكل من أشكال المقاومة السلمية للأنظمة الديكتاتورية، ويعني رفض التعامل مع قرارات الانقلابيين”.

وواجهت قوات الأمن المحتجين مرات عدة بقمع عنيف، أسفر عن مقتل واصابة العديد من المحتجين. وبحسب إحصاءات لجنة الأطباء المركزية المناهضة للانقلاب قُتل 14 شخصا منذ 25 تشرين الأول.

تفريق مسيرة المعلمين 

وفرّقت قوات الأمن السودانية، متظاهرين مناهضين للانقلاب في الخرطوم بإطلاق قنابل غاز مسيّل للدموع.  

وسار عشرات المدرسين المحتجين، صباح الأحد، نحو وزارة التربية والتعليم، حيث كانت المسيرة الاحتجاجية صامتة ضد قرارات قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان. 

بدورها، قالت لجنة المعلمين السودانيين، في بيان تابعته “طريق الشعب”،  إن القوات الأمنية فرقت وقفة احتجاجية للمعلمين أمام وزارة التعليم بقنابل الغاز المسيل للدموع واعتقلت خمسة منهم.

وأضافت أن “لجنة المعلمين نفذت أمس وقفة احتجاجية أمام وزارة التربية والتعليم ولاية الخرطوم رفضا للانقلاب واحتجاجا على تعيين منسوبي النظام المباد في هياكل إدارات الوزارة والمحليات والمدارس”.

وتابع البيان “هاجمت القوات الأمنية الوقفة السلمية، وتم اعتقال خمسة معلمين ومعلمتين واقتيادهم إلى جهة مجهولة”.

وحملت لجنة المعلمين في بيانها، المجلس العسكري مسؤولية سلامة المعلمين والمعلمات وتطالب بإطلاق سراحهم فورا، كما تؤكد على “استمرار مقاومة انقلاب العسكريين على الحكم في البلاد والعمل مع قوى الثورة لهزيمته”.

تنديد دولي 

وفي السياق نفسه، ندد مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة بسلسلة الانتهاكات لحقوق الإنسان التي يشهدها السودان وقتل المتظاهرين وجرح أكثر من 300 شخص خلال الاحتجاجات، وقطع الإنترنت عن العاصمة منذ الانقلاب ما يمنع السكان من الوصول إلى المعلومات.

ونتيجة تصاعد الضغط الدولي ضد الانقلاب، أصدر البرهان الخميس قرارا بالإفراج عن أربعة وزراء، إلا أن المحتجين يواصلون الرفض.