اخر الاخبار

مليونية السبت: الردة مستحيلة 

 

يواصل الملايين من السودانيين، احتجاجاتهم على الانقلاب العسكري بقيادة قائد الجيش عبدالفتاح البرهان، الذي أطاح بالمجلس السيادي والحكومة الانتقالية، ووضع عبدالله حمدوك قيد الاقامة الجبرية. 

وخرج يوم أمس الاول السبت، الشعب السوداني في احتجاجات مليونية، رفعت شعار “الردة مستحيلة”، التي دعت إليها القوى المدنية المعارضة للانقلاب العسكري، وأدت الاحتجاجات الى مقتل 3 أشخاص، في حين ان الجيش السوداني نفى استخدامه الرصاص الحي.

11 قتيلا 

وبعد ان وصل عدد القتلى في احتجاجات السودان الاخيرة إلى 11 قتيلا منذ انقلاب البرهان، تعالت الأصوات الدولية التي تحذر الجيش من استخدام العنف ضد المتظاهرين، وذلك بعد أن أسفرت مواجهات اندلعت في تظاهرات سابقة ضد الانقلاب عن سقوط قتلى عدة. وقطعت السلطات العسكرية خدمات الإنترنت عن الخرطوم تحسبا للاحتجاجات.

ونفت الشرطة السودانية في بيان استخدام الرصاص الحي. 

وقالت “هناك مجموعات من المتظاهرين خرجت عن السلمية وهاجمت الشرطة وبعض المواقع الهامة، ما دعا الشرطة لاستخدام الغاز المسيل للدموع لتفريقهم”. وتؤكد الشرطة أنها لم تستخدم الرصاص بل أن أحد أفرادها أصيب بعيار ناري جاري التحقق من مصدره.

وهتف المتظاهرون في جميع أحياء العاصمة السودانية “المدنية خيارنا”. ورددوا مجددا العديد من شعارات انتفاضتهم التي أسقطت البشير في نيسان 2019 مثل “حرية، سلام، عدالة” و”ثوار، أحرار حنكمل المشوار”، فيما كان بعضهم يرفع صور رئيس وزراء السودان عبد الله حمدوك الذي وضع قيد الاقامة الجبرية في منزله بالخرطوم.

كما هتف المحتجون الذين رفعوا العلم السوداني “حكم العسكر ما بيتشكر” و”البلد دي حقتنا، مدنية حكومتنا”، وساروا في أحياء العاصمة.

وفي وسط الخرطوم، انتشرت بكثافة قوات مسلحة شملت جنودا من الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية. وأغلقت قوات الأمن الطرق المؤدية إلى مجمع وزارة الدفاع والمطار، وكذلك معظم الجسور التي تربط بين الخرطوم ومدينتي أم درمان والخرطوم بحري. 

وفي الأحياء، أغلقت مجموعات من المحتجين الطرق أثناء الليل بالحجارة وقوالب الطوب وفروع الشجر والأنابيب البلاستيكية في محاولة لإبقاء قوات الأمن على مبعدة.

وعلى الرغم من القمع الدامي الذي تعرضت له تظاهراتهم خلال الأيام الخمسة الأخيرة، دعا أنصار الحكم المدني إلى مظاهرات “مليونية” السبت في السودان للمطالبة بعودة العسكريين إلى ثكناتهم وتسليم السلطة إلى المدنيين لإثبات قدرتهم على تحدي انقلاب قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، وإعادة البلاد إلى عملية التحول الديمقراطي.

قلق ومساعي دولية 

وفي غضون ذلك، حث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، جنرالات الجيش في السودان على التراجع عن سيطرتهم على البلاد، بعد يوم من خروج عشرات الآلاف إلى الشوارع في أكبر احتجاج مؤيد للديمقراطية.

وقال غوتيريش في تغريدة على “تويتر”، إنه “يجب على الجنرالات أن ينتبهوا لاحتجاجات السبت”.

وأضاف “حان الوقت للعودة إلى الترتيبات الدستورية الشرعية”.

وأعرب عن قلقه بشأن العنف ضد المتظاهرين يوم السبت، داعيا إلى محاسبة الجناة.

وفي الاثناء، أعلن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى السودان فولكر بيرتيس أنه ناقش مع رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، السبل المتوفرة لاحتواء الأزمة الحالية في بلده.

وأكد بيرتيس على حسابه في “تويتر” أمس الأحد أنه التقى حمدوك، مشيرا إلى أنه في حالة جيدة، لكنه لا يزال قيد الإقامة الجبرية.

وتابع المبعوث الأممي: “ناقشنا خيارات الوساطة وسبل المضي قدماً بالنسبة للسودان. سأواصل هذه الجهود مع أصحاب المصلحة السودانيين الآخرين”.

الانقلاب “محاولة بائسة”

وفي مساء يوم الجمعة، قالت سكرتارية اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني، في بيان تحصلت “طريق الشعب”، على نسخة منه، أن “الهدف من سلسلة الانقلابات التي نفذتها اللجنة الامنية، التي بدأت في انقلاب القصر في 11 نيسان 2019، الهدف منها قطع الطريق امام استمرار الحراك الجماهيري لتحقيق اهداف وشعارات ثورة ديسمبر المجيدة”. 

وأضافت السكرتارية، أن “محاولات اللجنة الامنية والقوى السياسية من فلول النظام وبعض الحركات المسلحة رفع شعار الثورة في الحرية والسلام والعدالة لا ينطلي على احد”، واصفةً ما جرى في 25 تشرين الاول هو “محاولة بائسة” لفرض تنفيذ مشروع اعداء الثورة الهادف لإجهاض ثورة ديسمبر بالكامل، وتوسيع القاعدة الاجتماعية لنظام يتبنى وينفذ مشروع الهبوط الناعم.

ودان الحزب “انقلاب 25 تشرين الاول، وما نتج عنه من اعتقال للمدنيين ومصادرة الحقوق السياسية والديمقراطية واطلاق الرصاص الحي على الجماهير في مواكبها السلمية”، مطالباً بـ”اطلاق سراح رئيس الوزراء وكافة المعتقلين السياسيين الذين تم اعتقالهم عقب الانقلاب”.

واعتبر الحزب الانقلاب “يفسح الطريق نحو الانعطاف اليميني الحاد في قمة السلطة، ويسهم في اعادة انتاج النظام الظلامي المتطرف”. 

وبحسب بيان السكرتارية، فإن “الحزب يعمل مع كافة القوى صاحبة المصلحة لتشكيل اوسع جبهة لمقاومة وهزيمة الانقلاب”، داعياً “لجان المقاومة،  ولجان التسيير، واللجان المطلبية، وكافة المنظمات الجماهيرية، وتجمع المهنيين، والقوى المدنية، للاصطفاف دفاعا عن الثورة والاستمرار في طريق التغيير الجذري”.

وثمّن الشيوعي السوداني مواقف الشعوب والاحزاب الشيوعية التقدمية، والحكومات والمنظمات الاقليمية والدولية، في إدانة الانقلاب ودعم رغبات وتطلعات جماهير شعبنا.