اخر الاخبار

عقد الحزب الشيوعي السويدي مؤتمره التاسع والثلاثين يومي 30 و31 أيار الماضي وبحضور جميع المندوبين المنتخبين وتحت شعار (من أجل أن نقوي حزبنا في النضال من أجل السلام والأشتراكية)، فيما كانت جدران القاعة مزينة بشعارات (السلام، العمل، التضامن) ويافطة التضامن مع الشعب الفلسطيني.

وإفتُتح المؤتمربالمصادقة على شرعيته، قبل أن يتم انتخاب هيئاته والموافقة على جدول الأعمال الذي تضمن تقرير النشاط العام والتقرير المالي وتقرير لجنة الرقابة واقرار براءة الذمة وخطة عمل ورشات المؤتمر والإقتراحات المقدمة لتعديل برنامج الحزب ونظامه الداخلي وانتخاب قيادة الحزب وإقرار البيان الختامي ومن ثم إنهاء أعمال المؤتمر.

أعقب ذلك تقرير عام قدمه رئيس الحزب اندرياس سورنسون، وركّز فيه على الانجازات التي حققها الحزب خلال السنوات الاربع الماضية، والتي تمثلت في زيادة عدد أعضائه وعدد ناخبيه، الذي ارتفع في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وتوسع نشاط المنظمات والتغييرات في جريدة الحزب الورقية. ثم قدم ممثلو المنظمات الرئيسية، تقارير مكثفة قصيرة عن مجمل نشاطات منظماتهم.

وجرت في المؤتمر مناقشة واقرار المقترحات المقدمة من منظمات الحزب حول التغييرات في النظام الداخلي وبرنامج الحزب والمقترحات الخاصة بتطوير نشاطات الحزب وسياسته، والتحضيرات التي يجريها للمشاركة في الانتخابات البرلمانية التي ستقام في 13 ايلول 2026. وفي نهاية المؤتمر تمت إعادة انتخاب اندرياس سورنسون رئيساً للحزب وانتخاب لجنة الحزب المركزية، واعتماد العديد من القرارات من بينها بيان التضامن مع الشعب الفلسطيني الذي جاء فيه "إن اضطهاد الشعب الفلسطيني ليس ظاهرة جديدة. إنها مستمرة منذ النكبة عندما هُجّر الفلسطينيون من ديارهم قبل 77 عاماً. ولكن منذ إطلاق الإرهاب الإسرائيلي على غزة والشعب الفلسطيني قبل عام ونصف، تصاعد القمع إلى إبادة جماعية كاملة، حيث فقد عشرات الآلاف من الناس، وكثير منهم من الأطفال، حياتهم نتيجة مباشرة لحرب الاحتلال. إن الإجراءات الإسرائيلية وحشية وتهدف إلى تهجير وإبادة سكان غزة بالكامل. ولا يوجد أي دفاع عن التعذيب الذي يعاني منه الآن ملايين الفلسطينيين. ولهذا يقف الشيوعيون في العالم تضامناً مع النضال الفلسطيني. لقد مات عشرات الآلاف من الناس بسبب نقص الرعاية ونقص الأدوية والصعوبات الأخرى. وشهد المزيد من الناس تحطيم حياتهم وتدمير منازلهم، ويعاني كل  سكان غزة الآن تحت الحصار الذي فرضته القوات الإسرائيلية الإرهابية على غزة، مما يعني أن سكان غزة بالكامل أصبحوا الآن على حافة المجاعة."

وحول الحرب الروسية الأوكرانية أوضح المؤتمر التاسع والثلاثين السبب في عدم دعم الحزب لأي من طرفي النزاع ووقوفه الى جانب الشعبين الأوكراني والروسي في النضال من أجل عالم اشتراكي وسلمي حيث تكون التنمية الحقيقية ممكنة، مؤكداً إدانة الحزب للحرب الإمبريالية في أوكرانيا، التي تفضح الرأسمالية وتظهر بوضوح عواقب التطور الرأسمالي على السلام العالمي.

هذا، وقد شارك في المؤتمر العديد من الضيوف من مختلف بلدان العالم، الذين أكدوا على تصاعد المنافسة الإمبريالية والقمع الناتج عنها، وكيف تؤدي التناقضات الإمبريالية إلى حروب تؤثر بقوة على الشعوب في أماكن مثل غزة وأوكرانيا والسودان، والتي قد تؤدي إلى إعادة توزيع إمبريالية، وزيادة في سباق التسلح الذي تدفع الطبقة العاملة والشعوب ثمنه، عبر زيادة النفقات وتآكل الرعاية الاجتماعية، وتقليص خدمات التعليم ورعاية المسنين والأطفال والرعاية الصحية المجانية بشكل عام وغيرها من منجزات.

شارك في المؤتمر وفد يمثل حزبنا الشيوعي العراقي، ضم الرفيقين كفاح الذهبي وفيصل الفؤادي، والقى كلمة تحية وتضامن بعثها المكتب السياسي لحزبنا، والتي لقيت ترحيباً كبيرة، فيما أرسل رئيس الحزب الشقيق تحية تضامن مع حزبنا وشعبنا. كما شارك الحزب الشيوعي الكردستاني في المؤتمر.

يعّد المؤتمر مهمًا للحزب بإعتباره أعلى هيئة لصنع القرار والمخول بتحديد السياسة القادمة. كما يمثل تمرينا في ديمقراطية العضوية، حيث يُسمح للهيكل التنظيمي بالعمل على أكمل وجه - فلكل عضو الحق والفرصة للمشاركة في المناقشات أمام المؤتمر، وتقديم الاقتراحات، والحصول على تمثيل من خلال ممثليه المنتخبين، ما يضمن مشاركة الحزب بأكمله في تحديد الاتجاه للسنوات القادمة، وهو ما عبر عنه أندرياس سورنسون، رئيس الحزب في كلمته الختامية حين قال: نحن على يقين من أن المؤتمر سيؤدي إلى ظهور حزب أكثر وحدة، والذي سيؤكد نفسه بشكل أكثر وضوحا في المجتمع السويدي في السنوات القادمة. ربما يكون هذا الأمر أكثر أهمية من أي وقت مضى، بالنظر إلى كيفية تطور التناقضات داخل النظام الإمبريالي ومخاطر نشوب حرب".