تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي فرض حصار شامل على قطاع غزة منذ بداية ذار الماضي، مما أدى إلى تفشي المجاعة بين سكان القطاع ووصولها مستويات خطيرة.
وسط ذلك توقفت منظمة غزة المدعومة من الاحتلال والولايات المتحدة لتوزيع المساعدات، الثلاثاء، بعد ان قامت قوات الاحتلال بقتل 27 فلسطينيا وأصيب العشرات بينهم حالات خطيرة، خلال محاولتهم الحصول على الغذاء.
الجوع سلاحاً
كشفت وثيقة سرية أعدتها وحدة حقوق الإنسان التابعة للاتحاد الأوروبي أن إسرائيل تنتهك القانون الإنساني الدولي وتستخدم التجويع سلاحا في حربها ضد سكان قطاع غزة، ووفقاً للوثيقة فإن إسرائيل قتلت عشرات الآلاف من النساء والأطفال في انتهاكات واضحة للقانون الدولي.
كما أوردت تحذيرات المبعوث الأوروبي لحقوق الإنسان الذي رجح أن تكون إسرائيل قد ارتكبت جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.
وأوصى التقرير، بضرورة تجميد الحوار السياسي مع إسرائيل ووقف تصدير الأسلحة إليها.
إنهاء الحصار
ودعا وزير خارجية النرويج إسبن بارث إيدي، الثلاثاء، إلى إنهاء الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة والسماح الفوري بدخول المساعدات الإنسانية، وقال، إن "الكارثة في غزة شاملة والمدنيون يتعرضون لانتهاكات متكررة وخطيرة"، مؤكدا أن اليأس والقلق يتفاقمان باستمرار الحصار.
وفي ذات السياق، وصفت الأمم المتحدة الهجمات الإسرائيلية على مراكز المساعدات بأنها جريمة حرب، فيما أكد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، أن الهجمات الإسرائيلية القاتلة على المدنيين الذين يحتشدون حول مراكز توزيع المساعدات في غزة "غير مقبولة وتشكل جريمة حرب".
وأضاف المفوض الأممي أنه "لا ينبغي أن يخاطر الناس بحياتهم للحصول على الطعام… لا يمكننا أن نكون جزءا من خطة تُعرّض الناس للخطر".
وقال تورك في بيان إن "الهجمات الموجهة ضد مدنيين تشكل خرقا جسيما للقانون الدولي"، مطالبا بفتح تحقيق فوري ونزيه ومحاسبة المسؤولين.
إبادة جماعية
وفي السياق، وصف الرئيس البرازيلي لويس أيناسيو لولا دا سيلفا ما يرتكبه جيش الاحتلال بأنه إبادة جماعية، واعتبر ان ما يحدث في غزة ليس له علاقة بالحرب.
وقال سيلفا: "ما يحدث في قطاع غزة هو إبادة جماعية، إذ يتم قتل النساء والأطفال الذين لا علاقة لهم بالحرب، ويجوعّون الأطفال".
وقارن دا سيلفا معاناة اليهود التاريخية بما يحدث في غزة، مضيفًا: "يجب على إسرائيل أن تتصرف بعقلانية تجاه الإنسانية والشعب الفلسطيني تحديدًا بسبب المعاناة التي عاشها اليهود عبر التاريخ"، مؤكداً أن "السلام لن يتحقق إلا عندما تقام دولة فلسطينية حرة ذات سيادة".
الخلافات تدب
ويشهد الكيان الصهيوني صراعاً محموماً بين القوى المعارضة وحكومة المطلوب للعدالة الدولية بنيامين نتنياهو، حيث أكدت أحزاب عدة أنها ستطرح الأسبوع المقبل مشروع قانون لحل الكنيست والذهاب نحو إجراء انتخابات عامة، وذلك مع تصاعد الخلافات داخل الحكومة.
وقال حزبا العمل وإسرائيل بيتنا، أمس، إنهما سيطرحان الأسبوع المقبل مشروع قانون لحل الكنيست، كما أكد حزب هناك مستقبل المضي في المسار نفسه.